إذا كان الحزب الوطنى لا يثق بمرشحيه .. فهل ينبغى أن يثق بهم الناخبين ؟! و إذا كان الحزب الوطنى يتوقع تحايل مرشحيه على نتائج مجمعه الإنتخابى و ترشيح أنفسهم كمستقلين فى حالة إستبعادهم من نتائج ترشيحات حزبهم لهم ولهذا قام بتأجيل إعلان النتائج حتى اللحظات الأخيرة قبل إغلاق باب الترشيحات .. فلماذا يفترض بالناخبين ألا يتوقعون منهم نفس التحايل عليهم بعد نجاحهم فى الإنتخابات و حصولهم على أنبوبة أمير المخصصه للصقهم بكرسى المجلس الفخيم بكل ما يعنيه هذا الإلتصاق من حصانه و أوبشانات و تخليص مصالح خاصة ليست لها علاقة من بعيد أو من قريب بمصلحة هؤلاء الذين قد إنتخبوهم أو بالشعب الذى يحمل إسمه هذا المجلس الذى ضحوا بالغالى و الرخيص من أجل الوصول إلي الجلوس على أحد مقاعده ؟! و إذا كان الحزب قد قام بلم بطايق مرشحيه مثلهم مثل أى مجموعة مسجلين خطر ممسوكين فى كمين ليلى فى الطريق كضمانة لعدم ترشيح أنفسهم كمستقلين من منطلق أن الحزب لا يصدق رجاله الذين رشحهم بنفسه .. فكيف يفترض بالناخبين و جمهور العامة و الدهماء – من وجهة نظر المرشحين و الحزب الوطنى الناس مجرد عامه و دهماء و أصوات إنتخابية – أن يصدق هؤلاء المرشحين الذين لا يصدقهم حزبهم الذى ينتمون إليه نفسه ؟! و لماذا نفترض الجنون و غياب العقل فيمن يخبرنا أننا الآن الصبح و بالليل فى نفس الوقت .. بينما نتعامل عادى مع من يخبرنا أنه سوف يرشح نفسه مستقل بس على برنامج ومبادىء الحزب الوطنى .. و على الرغم من أن ما يخبرنا به الأول من أننا الصبح و بالليل فى نفس الوقت قد لا يخلو من بعض المنطق فى حالة إفتراضنا أننا بالفعل و فى نفس الوقت الصبح فى بعض أجزاء الكرة الأرضية و بالليل فى بعض أجزائها الأخرى بينما ما يخبرنا به الثانى من أنه مستقل بس على برنامج و مبادىء الحزب الوطنى يخلو من أى منطق – بخلاف طبعاً المنطق الخاص بإنك تقع على الأرض ما تحطش منطق – إلا أننا دائماً نفترض فى الأول الجنون بينما لا نفترضه فى الثانى .. لماذا كل هذا التناقض و عدم إعمال العقل ؟! عزيزاتى الناخبات .. أعزائى الناخبين .. فيما يخص ما سوف يحدث من تزوير و عوء فى الإنتخابات القادمة .. فهذا هو ما ليس لكم يد فيه .. أما بقى فيما يخص ما لكم يد فيه .. ألا و هو إعطاء أصواتكم لمن يستحقونها بالفعل .. دعونى أناشدكم و أشد على أياديكم و أخاطب مجموعة الخلايا المسئولة عن التفكير فى عقولكم و أمخاخكم .. حزب لا يثق فى مرشحيه .. تثقوا انتو فيه بتاع إيه ؟! مرشحون قام حزبهم بلم بطايقهم توقعاً للخيانة منهم .. مش حيخونوكوا إنتو بأمارة إيه ؟! أجيبوا عن تلك الأسئلة قبل الذهاب إلى لجنتكم الإنتخابية للإدلاء بأصواتكم .. و اعلموا أنكم كما سوف تسئلون عن عمركم فيما أنفقتموه فإنكم أيضاً سوف تسئلون عن صوتكم لمن أعطيتموه .. أقول قولى هذا و أستغفر الله لى و لكم .. هذا فى حالة ما إذا كنتم لا تزالون على قيد الحياه .. أما فى حالة ما إذا كانت أرواحكم تهفهف فى البرزخ الإنتقالى فى طريقها إلى خالقها .. فلتنشغلوا بما أنتم فيه و ما تشغلوش بالكو بأصواتكو الإنتخابية .. فعلى الرغم من أنكم أموات إلا أن أصواتكم الإنتخابية لا تزال تحيا بيننا وسوف تذهب إلى مكانها فى الصندوق الإنتخابى و كأنكم لا تزالون على قيد الحياه بالظبط .. و اعلموا أن أصواتكم الآن لم تعد ملككم .. فالحياه و على الرغم من أنها ملأى بالكثير و الكثير من الحقائق التى قد نختلف حولها إلا أنه تظل هناك دائماً حقائق راسخة لا تحتمل الشك أو التأويل ويتفق معظمنا عليها .. يأتى على رأس تلك الحقائق ..أننا جميعاً فى النهايه سوف نموت .. و سوف تتفرق أجزائنا .. لتذهب أجسادنا إلى التراب .. و تذهب أرواحنا إلى خالقها .. و تذهب أصواتنا الإنتخابية إلى الحزب الوطنى !