نعم نحن الآن فى سباق تحديد الخاسر لأن الفائز كان منذ البداية هو صحفيى الدستور ورئيس تحريرهم..الكل خاسر إلا نحن ومن تضامن معنا ومع رئيس تحريرنا..فزنا بالتكاتف والترابط..فزنا بهذا الشئ الداخلى الذى لا أعرف كيف أصفه لكنه شعور بالحب والكبرياء..فزنا بجلسات مع رجال وطنيون بالفعل لا أدوات فى أيادى النظام..ربما أبدو عاطفياً..لكننا فزناً فعلاً ولا نحتاج لمن يعلن ذلك وسنكمل فوزنا بإذن الله..فزنا- على الأقل - عندما رأينا جريدتنا وأنصاف الرجال يحاولون إصدارها فتخرج من بين أيديهم "لوحة بجنيه وبها بعض الملصقات لأخبار نشرت من قبل على الأنترنت"..يقولون هم أنهم يريدون إستكمال مسيرة "الدستور" حتى لا تضيع ولا تموت..وأقول لهم أجيبوا لى على هذا السؤال البسيط..أذكروا لى أسماء عشرة أشخاص يشترون الدستور بعد إقالة "عيسى"؟ ..لن أكتب هنا أننى مدين لإبراهيم عيسى بالكثير فى طريقى للصحافة...أسألوا "الدشت" إن كنتم لا تعلمون..وسيجيبكم بأن "عيسى"هو صاحب التجربة الأهم فى تاريخ الصحافة الخاصة والمستقلة فى مصر ولا أبالغ إذا قلت أن نصف من يعملون فى صحف مصر الآن مروا على "الدستور" وقضوا بها فترة تعلموا بها كل ما يعرفونه فى الصحافة حتى الآن.. أعمل محرراً للتعليم فى الجريدة..ربما أكره مجال التعليم- قبل البيع وبعده - ..لكن الحقيقة أيضا التى لا تغيب عن بالى أبداً أننى أؤدى رسالة وهى أهم بالطبع من حبى أو كرهى لنوعية الأخبار التى أغطيها..ففى النهاية أنا شخص واحد لكن من يستفيدون من الجريدة هم أبناء وطن بالكامل..وهذا ما تعلمناه منذ أن وضعَت أقدامنا فيها..نحن نعمل فقط من أجل القارئ والوطن..يكفينى هذا الشعور الدائم بأننى مشارك- ولو بكلمة - فى دفع عجلة التعليم فى مصر للأمام وهى عجلة عربية كارو يجرها حمار ميت تقريباً تحتاج بالفعل لجريدة مثل "الدستور"..لا تطبطب على الوزير وتهلل لكل قرار يقوم به لكنها توجهه وتقدم له نصائح عبر خبراء نثق فيهم..وطنيون ويريدون لهذا البلد أن يخطو للأمام وليست الجريدة فقط..وهو ما يفعله كل الزملاء فى كل الملفات التى يتم تغطيتها..قد يعتقد البعض أن الأزمة فى "المرتبات القليلة"، وهو كلام خاطئ تماماً ولا علاقة له بالحقيقة..لأن ما نعتقده وما نؤمن به لا يقدر بنقود وإلا أصبحنا تجاراً لا صحفيين وما نحصل عليه من مرتبات كل شهر ليس إلا مقابل على ما نغذى به الصحيفة من أخبار وهذه طبعاً أفكارغائبة تماماً عن عقل مالك الصحيفة الذى مازال يعتقد أننا مازلنا جالسين على "الديسك".. يقولون أن التجربة ماتت..وأقول"نحن خالدون"