في الوقت الذي أعلن فيه المستوطنون الإسرائيليون استئناف أعمال البناء في الضفة الغربية مع انتهاء مهلة تجميد الاستيطان أمس الأول، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس من باريس إنه لا يستطيع الاستمرار في مفاوضات السلام التي باتت مضيعة للوقت في ظل استمرار الاستيطان. وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أمس الأول في باريس في ختام اجتماعه مع عشرين شخصية يهودية فرنسية، إنه «إذا لم تستمر إسرائيل في تجميد الاستيطان تصبح عملية السلام مضيعة للوقت». وتابع: «أمضينا مفاوضات وساعات طويلة مع نتنياهو وكان الحديث في العمق عن القضايا النهائية، الأمن والحدود والمياه والاستيطان والقدس واللاجئين والأسري». وأضاف: «اتفقنا أن تكون مفاوضاتنا سرية بعيدة عن وسائل الإعلام وحتي لا يسعي أحد لتخريبها». من ناحيته دعا نتنياهو أمس محمود عباس - رئيس السلطة الفلسطينية - للاستمرار في المفاوضات للوصول إلي اتفاقية سلام تاريخي، وتزامنت تصريحات نتنياهو ونيته المزعومة في التقدم بالمفاوضات أمس مع يوم جديد من التوسع الاستيطاني بالضفة الغربية، فبدأت الجرافات وأدوات البناء في اقتحام الأراضي الفلسطينية لبناء المزيد من الوحدات السكنية منها 30 منزلاً جديدًا بمستوطنة آدم شمال الضفة، كما استؤنفت أعمال البناء في ثماني مستوطنات أخري علي الأقل كان من بينها «كريات أربع» المجاورة لمدينة الخليل في جنوب الضفة، كما تم رفع سلسلة قيود كانت قد فرضت علي عملية بناء المستوطنات فيما يتعلق بتسليم تصاريح البناء. في الوقت نفسه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بي جي كراولي: «موقفنا حول بناء مستوطنات لم يتغير» علي خلفية الجهود الدبلوماسية التي تبذل في محاولة لمنع انهيار المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد أقل من شهر علي إطلاقها. وأضاف كراولي: «نحن علي اتصال وثيق مع الطرفين وسوف نلتقيهما مجددًا خلال الأيام المقبلة». من جهتهم، أعلن المستوطنون الإسرائيليون استئناف أعمال البناء في الضفة الغربية مع انتهاء مهلة تجميد الاستيطان بينما لا تزال الجهود الدبلوماسية متواصلة لإنقاذ مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية. وفي حين أعربت إسرائيل عن استعدادها التوصل إلي «تسوية متفق عليها بين الأطراف كافة» فإنها أكدت أن تجميد البناء في المستوطنات الجديدة المقرر قبل عشرة أشهر، لن يتم تجميده كما في السابق. وقال داني دايان زعيم يشع، أبرز منظمة للمستوطنين في الضفة الغربية أثناء تظاهرة في إحدي مستوطنات شمال الضفة الغربية، «إن مهمة الصهيونية هي البناء في أرض إسرائيل وسنستأنف هذه المهمة بداية من هذا المساء».