«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل تنتهي مملكة الوليد بن طلال المستقلة في "توشكى"؟
نشر في الدستور الأصلي يوم 27 - 09 - 2010

بالرغم من محاولات الالتفاف حوله؛ إلا أن حكم المحكمة الإدارية العليا ببطلان عقد مدينتى فتح الباب أمام قضايا مماثلة ذهبت فيها أراضى الدولة إلى أشخاص بعينهم فى غفلة من القانون - أو من القائمين على تطبيقه.. وهى القضايا التى لا يجوز الحديث عنها أو الإشارة إليها قبل التوقف أمام القضية الأبرز والأكثر كارثية بينها، عن أراضى توشكى التى حصل عليها المليادير السعودى الوليد بن طلال من خلال عقد مكون من 13 مادة وملحق فى أربع صفحات نتحدث..
القصة بدأت فى يوم 12مايو عام 1997، عندما وافق مجلس الوزراء على تخصيص نحو 100ألف فدان للأمير السعودى الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود بمشروع توشكى بهدف زراعتها واستصلاحها، وهى الخطوة التى سبقها قيام الوليد بإنشاء شركة زراعية، ليتمكن من الحصول على الأرض باسمها، وبالفعل وافقت الهيئة العامة للاستثمار على إنشاء شركة زراعية للوليد للعمل بتوشكى فى 12أغسطس 1997، وسميت هذه الشركة باسم "المملكة للتنمية الزراعية"، قبل أن يوقع الأمير السعودى عقد أرض مملكته فى 16 سبتمبر من عام 1998، ليتملك 100 ألف فدان من أراضى مصر.
وتم توقيع عقد «المملكة» بين الحكومة ممثلة في رئيس الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية بوزارة الزراعة وقتها الدكتور محمود أبوسديرة، ومالك شركة المملكة للتنمية الزراعية، الأمير السعودي الوليد بن طلال. وضم العقد نحو 13مادة وملحقاً اشتمل علي أربع صفحات، وأسس هذا العقد المعجزة ما تؤكد مصادر رسمية بوزارة الزراعة أنه دولة للوليد بن طلال داخل الدولة، قبل أن تتساءل هذه المصادر عن مصير هذا العقد بعد ضربة عقد مدينتي قائلة: متي ستفكك الحكومة دولة الوليد بن طلال؟
وجاء في المادة الأولي من عقد البيع الذي حصلت «الدستور» علي نسخة منه، أن طرفي العقد وهما الحكومة كطرف أول والوليد بن طلال كطرف ثان قد قاما بمراجعة جميع محتويات العقد، أما المادة الثانية من العقد فنصت علي أن الحكومة قد قامت ببيع قطعة أرض صحراوية لشركة الوليد بن طلال، وتقع هذه الأرض بين 31 درجة و30 دقيقة و31درجة و45دقيقة شرق خط الطول، و22درجة و55 دقيقة و23درجة و25 دقيقة شمال خط العرض، وذلك وفقاً للإحداثيات المبينة علي الخرائط المسلمة لوزارة الزراعة المصرية والمركز الزراعي للأبحاث ومعهد أبحاث البيئة والمياه والأرض.
وأشارت نفس المادة إلي أن الوليد بن طلال قد قام بنفسه باختيار قطعة الأرض علي أساس الخريطة المتعلقة بالتربة وتصنيف التربة المعد من قبل الحكومة المصرية، وعلي أن أرض الوليد بتوشكي تحتوي علي نوعية من التربة ذات الجودة العالية والملائمة لمساحات واسعة من الزراعة المروية.
أما المادة الثالثة من العقد فقد نصت علي بيع مساحة 100 ألف فدان للوليد في توشكي بمبلغ 50جنيهاً مصرياً لكل فدان. وفي حالة قيام شركة الوليد بتطوير وزراعة أكثر من 100ألف فدان من الأرض مستقبلاً فإنه سيدفع إلي الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية بوزارة الزراعة 50 جنيهاً مصرياً لكل فدان من الأراضي الإضافية التي يتم زراعتها.
وأشار العقد إلي أن الوليد قد قام بسداد قيمة 20% من إجمالي قيمة الشراء عند التوقيع علي العقد والباقي سيتم دفعه حسب اتفاق الطرفين، علي أن تقوم الحكومة المصرية ممثلة في الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية بمنح شركة الوليد فور سدادها لكامل ثمن الشراء حق الامتلاك المطلق لكامل المنطقة المذكورة في المادة الثانية من العقد، والتي تقدر مساحتها ب100ألف فدان، مع تسجيلها باسمه وقيام الحكومة بتقديم ضمانات خطية ضد نزع الملكية أو مصادرة هذه الأرض؛ فضلا عن عدم خضوع هذه الأرض لأي أعباء حكومية أو أتعاب أو رسوم أو ضرائب من أي نوع كانت، سواء كانت - علي سبيل المثال لا الحصر- رسوم التسجيل، أو التوثيق، أو ضريبة الدمغة، أو الضرائب العقارية، أو ضرائب رأس المال المتعلقة بالأرض أو بملكيتها.
كما أن الأرض - وفقا للمادة نفسها من العقد - لن تكون خاضعة لأي أنظمة تخطيط أو إنشاء في المنطقة، فضلا عن أنها لن تخضع لأنظمة التقسيم إلي مناطق سواء في الحاضر أو المستقبل.
أما المادة الرابعة من العقد فأكدت علي أن الحكومة مسئولة عن توفير المياه لمنطقة المشروع، بالتالي فإنها تكون ملتزمة بتشييد الفرع رقم (1) المتفرع من قناة الشيخ زايد والممتد عبر أرض الوليد علي نفقتها، علي أن تقوم الحكومة بتوفير المياه للشركة، وبمعدلات قصوي للتدفق يحددها الوليد نفسه.
وتعهدت الحكومة بأنه عند إجراء تعديلات في طول قناة الشيخ زايد أو في نقطة الرفع النهائية سوف تتحمل تكلفتها، كما التزمت الحكومة - وفق نفس المادة - بأنها ستوفر المضخات الضرورية وهيكل البنية الأساسية في حالة الحاجة إلي ضخ المياه، فضلا عن مسئوليتها عن الناحية المالية والنواحي الأخري في قناة الشيخ زايد والفرع رقم (1) والمضخات الأساسية، بينما يلتزم الوليد بدفع المبالغ التالية للحكومة مقابل إدارة وصيانة وتشغيل محطة الضخ والقناة والفروع، وهي 4 قروش مصرية لأول 5000 متر مكعب لكل فدان، فيما يدفع للألف متر التالية 5 قروش عن كل متر مكعب فيها، ترتفع إلي 6 قروش لكل متر مكعب بعد ذلك.
كما وافقت الحكومة - بموجب العقد- علي تصميم الأنظمة الفرعية للقناة الممتدة من الفرع رقم (1) إلي كل 5000 فدان من المساحة الزائدة عن المنطقة المزمع تطويرها وتعميرها بواسطة شركة الوليد، وستكون الشركة مسئولة عن تشييد الأنظمة الفرعية، علي أن تقوم الحكومة بتعيين ممثل للعمل بتنسيق تام مع خبير وممثل يعينه الوليد خلال مراحل التصميم والبناء لضمان علم الطرفين بما يجري من أعمال طوال الوقت. أما المادة الخامسة فنصت علي أن تضمن الحكومة للوليد إمداده بالمياه الكافية لري صافي المنطقة المزروعة، بالإضافة إلي احتياجات المياه الزراعية، فضلا عن التزام الحكومة بتزويد الوليد بمياه إضافية تكفي للاحتياجات المحلية والصناعية دون أي تكلفة عليه.
وكذلك تقوم الحكومة بمنح شركة الوليد بن طلال حقاً مطلقاً وغير مقيد في الوصول إلي المياه من الفرع رقم (1) والتي تغذيها قناة الشيخ زايد، وذلك علي مدار 24ساعة في اليوم ولمدة 365يوماً في السنة، مع عدم إيقاف هذا الإمداد في أي وقت ولأي سبب مهما يكن؛ إلا في وجود موافقة خطية مسبقة من شركة الوليد، علي أن يتم الحصول عليها قبل شهرين - علي الأقل - من حدوث واقعة الانقطاع، وعلي أن تكون الحكومة مسئولة عن إدارة وقياس مستويات وكميات المياه التي يتم ضخها من القناه الرئيسية وفروعها.
وأكدت المادة السابعة من العقد علي أن جدول تنفيذ تطوير المشروع سيكون بناء علي مطلق إرادة شركة الوليد بن طلال، مع إعلان الحكومة بهذا الجدول في الوقت المناسب!
أما المادة الثالثة عشرة فنصت علي أن صياغة وصلاحية وأداء العقد ستكون خاضعة للقوانين المصرية من جميع النواحي، وأن أي خلاف ينشأ من جراء تطبيق أو تفسير العقد دون أن يتم حله بطريقة ودية خلال شهر سيتم إحالته لتحكيم ملزم ونهائي لحله طبقاً لقوانين المصالحة والتحكيم الخاصة بالغرفة التجارية الدولية، وبواسطة ثلاثة محكمين باللغة العربية وفي العاصمة المصرية «القاهرة». كما تنص المادة علي أنه في حالة توقف أي من أحكام العقد عن السريان؛ فإن باقي أحكام العقد تظل سارية وملزمة للطرفين.
أما الملحق المرفق بالعقد فقد منح الوليد بن طلال تيسيرات عديدة فيما يتعلق بالضرائب؛ حيث أكد أن الحكومة تتعهد بمنح شركة الوليد إعفاءً شاملاً وكاملاً من جميع الضرائب والأتعاب والرسوم أو ما يعادلها، ولمدة عشرين عاماً تبدأ من السنة التي تلي إنتاج كل 10 آلاف فدان إضافية من أراضي المشروع بما في ذلك نظام تشغيل الري.
أما فيما يتعلق بالكهرباء والاتصالات فسوف تقوم الحكومة بتوفيرها عبر شبكة توزيع كهربائية لتلبية متطلبات المشروع بالكامل، علي أن تقوم الحكومة بإمداد المشروع بشكل مستمر من الطاقة الكهربائية، وتكون تكلفة الكهرباء كل كيلو وات/ساعة المدفوعة من الشركة مساوية لأقل المعدلات المدفوعة من قبل أي من المستخدمين في مصر من مصريين أو غير مصريين، فضلا عن حق الشركة في إنشاء واستخدام مرافق الاتصال اللاسلكي بالموقع، بالإضافة إلي حقها في تأسيس محطة أرضيةgps لتغطية الموقع دون قيد أو رسم.
وفيما يتعلق بالطرق، أكد الملحق أن الحكومة ستنشئ علي نفقتها خطًا سريعًا بمسارين يتحمل الكثافة المرورية العالية علي طول الامتداد الكامل للفرع رقم (1)، وسيتم ربط هذا الطريق بطريق أبو سنبل - أسوان عند نقطة واحدة.
كما أعطي الملحق للشركة الحق في تصريف مياه الري أو أي مياه جارية في منخفض توشكي أو أي منخفض آخر من اختيار الشركة، علي أن تقوم الحكومة بتعويض الشركة وحمايتها وعدم تحميلها أي مسئولية فيما يتعلق بجميع المطالبات أو الضرائب أو الدعاوي أو التكاليف أو الخسائر التي يمكن أن تنشأ نتيجة لذلك!
وأعطت الحكومة للشركة - وفقًا للملحق - الحق غير المقيد في اختيار أنواع المحاصيل الزراعية وبرامج المحاصيل دون موافقة رسمية مسبقة، كما أكد الملحق أن للشركة كذلك الحق في استخدام المدخلات الزراعية والمعدات بما في ذلك الطائرات والتطبيقات الزراعية دون موافقة رسمية مسبقة!
كما لن تخضع الشركة - وفقا للملحق - لأي قيود تتعلق بالحجر الصحي، وسيكون لها حق غير مقيد في استيراد أي من فصائل أو أنواع النباتات والبذور أو الحيوانات أو أي مدخلات أخري مطلوبة دون موافقة رسمية مسبقة، مع منح الحكومة للشركة كل الشهادات أو سجلات القيد الضرورية للبذور أو أي مدخلات أخري مباشرة بناء علي طلب خطي من الشركة ودون أي رسوم. ومنحت الحكومة الشركة الحق في شحن ونقل صادراتها مستخدمة أي خطوط طيران تحتاجها، مع عدم مطالبتها بأي رسوم لشركة الطيران المصرية أو الحكومة أو أي طرف آخر في حالة تشغيلها لطائرات شحن مستقلة، فضلا عن أن الحكومة ستضمن للشركة أن تكون رسوم النقل وأجور الشحن الجوي التي تفرضها الخطوط الجوية المصرية الأهلية أو من يخلفها مماثلة ومنافسة للرسوم المفروضة علي الشحن في البلدان المجاورة بالمنطقة.
كذلك تعهدت الحكومة بتمكين الشركة من الحصول علي الأرض الملائمة لتشييد مرافق ومنشآت العمل والتعبئة والشحن والإدارة في مناطق مطارات أبو سمبل وأسوان والقاهرة وفي واحد أو أكثر من الموانئ البحرية، فضلاً عن قيام الشركة والحكومة بتأسيس بروتوكول رسمي للجمارك والتخليص الجمركي والالتزام به. وفيما يتعلق بالسكن، تقوم الشركة بتوفير السكن للإداريين والمهنيين والعمال الدائمين فقط مع قيام الحكومة بتوفير الخدمات الأمنية والاجتماعية متضمنة الشرطة والخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية والمساجد ومياه الشرب وأنظمة الصرف الصحي.
وكذلك لن تتقيد الشركة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بتحديد عدد الموظفين الأجانب الذين يعملون بالشركة، بما في ذلك المديرين ومساعديهم والفنيين والإداريين وغيرهم من الموظفين الذين يمكنه توظيفهم في أي وقت. ولعلك تعتقد أن الوليد بن طلال مع هذه التسهيلات الكبيرة وغير المسبوقة قد قام بتحويل ال100ألف فدان التي منحتها له الحكومة بتوشكي إلي جنة علي الأرض، لكن ذلك لم يحدث إطلاقا، بل إن شركة الأمير السعودي لم تزرع ما يزيد علي 1% من جملة الأراضي التي حصلت عليها بالتسهيلات الأسطورية السابقة، حيث إن الشركة لم تستصلح أكثر من ألف فدان طوال الأعوام ال13 الماضية من بين ال100 ألف فدان التي حصلت عليها، بالرغم من تأكيد مصادر مسئولة بوزارة الزراعة علي أن هناك شركات أخري مصرية وعربية تم منحها أراضي في توشكي بعقود لا تحمل أي تسهيلات كالتي أعطتها الحكومة لشركة الوليد بن طلال، ولكن هذه الشركات نجحت في استصلاح ما يقرب من 45ألف فدان في المشروع. وأضافت المصادر: إن إجمالي العمالة التي تعمل في شركة الوليد في توشكي لا يتعدي عددهم ال 100 مهندس وإداري وعامل، جميعهم من جنسيات آسيوية وأوروبية.
وأشارت المصادر التي طلبت عدم ذكرها، إلي أن وزارة الموارد المائية والري هددت الوليد بن طلال في عام 2008 بسحب المياه المخصصة لري أرضه في توشكي وتوجيهها إلي أراضي الشركات الأخري الجادة في عملية الزراعة والعاملة في المشروع ولكن الوليد هدد حينها باللجوء إلي التحكيم الدولي فتراجعت الوزارة عن سحب المياه، قبل أن تتحرك وزارة الزراعة في الاتجاه نفسه خلال 2009، وتهدد الأمير السعودي بسحب الأرض للأسباب نفسها، لكنها تراجعت عن ذلك - للأسباب نفسها أيضا- بعد أن هدد الوليد باللجوء للتحكيم الدولي، قبل أن يؤكد للوزارة من خلال مسئولي شركة الأمير أنه سيعمل علي رفع معدلات الزراعة بالأراضي المخصصة، فصرفت الوزارة النظر عن سحب الأراضي منه.
وأضافت المصادر: إن وزارة الزراعة عادت في الشهر الماضي لتهديد الأمير السعودي بسحب الأراضي منه مرة أخري، فهدد هو الآخر باللجوء للتحكيم الدولي فتراجعت الوزارة، لكنها لفتت إلي أنه مع صدور حكم المحكمة الإدارية العليا ببطلان عقد مدينتي انقسم مسئولو الوزارة إلي فريقين، الفريق الأول يشجع عملية سحب الأراضي من شركة الوليد بن طلال لعدم التزامها بزراعة وتطوير المساحة التي حصلت عليها في توشكي، بينما يري الفريق الثاني إدخال شركاء آخرين مع الوليد في توشكي بالتراضي لمساعدته علي رفع نسبة المساحات المزروعة في الأراضي المخصصة له.
وانتهت المصادر بتأكيدها أن أمين أباظة وزير الزراعة لم يحدد موقفه حتي الآن سواء بالسحب أو إدخال شركاء آخرين، منتظراً رأي مستشاره القانوني.
ومن جانبه قال وزير سابق في حكومة الدكتور أحمد نظيف: إن حكم المحكمة الإدارية العليا لن ينسحب علي عقد الوليد بن طلال، موضحاً أن حكم الإدارية العليا بني علي عدم تطبيق المسئولين بهيئة المجتمعات العمرانية لقانون المزايدات والمناقصات، بينما تم توقيع عقد الوليد قبل صدور هذا القانون. وأضاف الوزير السابق: إنه يمكن لأي مواطن الحصول علي حكم ببطلان عقد بيع 100ألف فدان للوليد بن طلال في توشكي من خلال عدد من الثغرات، منها مقارنة عقد الوليد بن طلال بالعقود الأخري التي حصل أصحابها علي أراض صحراوية مماثلة دون أن يحصلوا علي المزايا التي حصل عليها الوليد، أو من خلال عدم التزامه بزراعة المساحات التي حصل عليها بتوشكي، فضلا عن الثغرة الأهم من وجهة نظر الوزير السابق، وهي أن العقد لم يتضمن شرطا جزائيا، وهو ما لم يحدث - بحسب تأكيده- في أي من العقود المماثلة في العالم!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.