أكدت مصادر مصرية وسورية وسعودية أن الحديث عن انعقاد قمة للمصالحة بين الرئيس حسني مبارك ونظيره السوري بشار الأسد برعاية العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز ما زال مبكراً، مشيرة إلي أن الأجواء بين القاهرةودمشق بها بعض التحفظات من الجانبين. وقال هشام الناظر- سفير السعودية بالقاهرة- في تصريحات خاصة ل«الدستور»: لا علم لدينا بوجود وساطة بين القاهرةودمشق لكنه لفت في المقابل إلي أن السعودية حريصة علي تنقية الأجواء العربية. وقال مصدر سوري مطلع ل«الدستور» إن دمشق لا تتفهم مبررات الموقف المصري المتحفظ ضدها، مشيراً إلي أن سوريا تدرك أهمية مصر ودوريها الإقليمي والعربي. واعتبر المصدر أن العلاقات بين القاهرةودمشق ليست علي النحو الذي يأمله السوريون، نافياً أن تتخذ بلاده مواقف أو سياسات مناوئة للسياسة المصرية سواء في اتجاه تحقيق المصالحة الفلسطينية أو العراق أو عملية التسوية السلمية في منطقة الشرق الأوسط. وعلمت «الدستور» أنه لا صحة لما أشيع عن توجه يوسف أحمد- سفير سوريا في القاهرة، ومندوبها الدائم لدي الجامعة العربية- أمس إلي السعودية للالتحاق بقمة ثلاثية لحل الخلافات التي لم تلتئم بين مبارك والأسد برعاية الملك السعودي. وترددت مؤخراً تكهنات عن دور سعودي غير معلن للوساطة بين مبارك والأسد للجمع بينهما في قمة مصالحة لإنهاء الخلافات العالقة بين الطرفين، لكن القاهرة التزمت الصمت حيال ذلك واكتفت بتسريبات إعلامية مفادها أن جدول أعمال الرئيس مبارك لا يتضمن في الوقت الراهن أي لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد. وقال مصدر مصري مسئول: إن العلاقات مع دمشق تحتاج إلي جهد مشترك من الطرفين، مضيفاً «لدينا مآخذ علي السياسة السورية وارتباطها بالمصالح الإيرانية في المنطقة وطلبنا من دمشق صراحة حرمان إيران من كل أوراق اللعبة التي تمارسها لتعزيز مصالحها علي حساب العرب». ولفت إلي أن القاهرة مستاءة من كون دمشق منحازة علي طول الخط للموقف الإيراني فيما علاقاتها مازالت متوترة مع مصر في الوقت الراهن. وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أجري أمس الأول مباحثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود تناولت تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، إضافة إلي تطورات الأوضاع علي الساحتين العربية والإقليمية. وعقب القمة السورية- السعودية قال الأمير سعود الفيصل- وزير الخارجية السعودي- إنه من المؤكد أن المصالحة العربية بُحثت فيها، لافتاً إلي أن تحديد مواعيد قمة ثلاثية بمشاركة الرئيس مبارك يعود إلي الملك عبدالله والرئيس السوري.