بعد أن أعلنت وزارة الدولة لشئون البيئة خطتها لمواجهة السحابة السوداء هذا العام واستعدادات الوزارة لمواجهة ظاهرة نوبات تلوث الهواء الحادة، حذر خبراء تلوث الهواء من تزايد حدة السحابة في عامها الثاني عشر، وهو ما يؤكده الدكتور ناصر عبداللطيف أستاذ تلوث الهواء بالمركز القومي للبحوث ومتخصص في أبحاث قش الأرز حيث يذكر أنه من المتوقع أن تزداد حدة السحابة السوداء هذا العام للظهور المبكر لها، بالإضافة إلي زيادة أعداد السيارات في شوارع القاهرة، مما يسهم في زيادة الأتربة العالقة في الهواء. ويشير عبداللطيف إلي أن زيادة مساحة محصول الأرز تتطلب اتخاذ إجراءات كافية لمواجهة عمليات الحرق وتلافي بعض الأخطاء التي وقعت فيها الأجهزة المعنية الأعوام الماضية، ومنها الالتزام بتشغيل المصانع والمكابس لتشجيع الأفراد علي المساهمة في التقليل من عمليات حرق القش. ويرفض الدكتور عصام عبدالحليم مدير شبكة رصد نوعية الهواء التابعة لجهاز شئون البيئة ما يتردد عن ظهور مبكر للسحابة السوداء منذ أيام، وقال ل«الدستور»: إن ما ظهر مجرد سحابة عابرة قد تكون بسبب حريق فردي ليس مرتبطاً بحرق القش. ونبه مدير الشبكة إلي أن ما تم رصده من قياسات يتعدي المسموح به أي أكثر من 150 ميكروجرام / متر مكعب وهو المعدل الذي يشكل خطورة علي صحة الإنسان. وأشار إلي أن ظهور السحابة لم يتعد ساعات قليلة في بعض المحافظات، وهو ما يؤكد أنها ليست سحابة سوداء، حيث لم تظهر في كل المحافظات كما يحدث سنوياً. وأوضح عبدالحليم أن طرق رصد الشبكة لملوثات الهواء تشمل رصد العوامل المناخية واتجاه الريح من المداخل الأقرب للقاهرة من منطقة الدلتا. وبينما يستعد وزير البيئة لزيارة محافظة الدقهلية الأسبوع المقبل، ظهرت السحابة السوداء في سماء المنصورة، وبني عبيد، ودكرنس مساء أمس للمرة الأولي هذا العام، واستمرت من المغرب حتي منتصف الليل. وقال أبوبكر الشهاوي وكيل وزارة البيئة في محافظة الدقهلية إننا تمكنا من تحرير 12 محضراً هذا العام للفلاحين الذين حرقوا قش الأرز. وأشار أحمد أبوالسعود رئيس فروع وزارة البيئة إلي أنه تم زراعة 1.1 مليون فدان أرز تنتج 2.2 مليون طن قش، لكن توجد محافظات لا نعمل بها مثل دمياط وكفر الشيخ والبحيرة والمحافظات التي نستهدفها ببرامجنا تستهدف تجميع 700 ألف طن في أربع محافظات فقط ولو نجحنا في هذا سننهي مشكلة حرق القش في المراكز التي تعمل بها الشركات وكشف عن وجود استخدامات عديدة للقش كالتربة البديلة والبيوجاز ولدينا خطة لإنشاء مصنعين لتصنيع الخشب «MDF» من قش الأرز وتوجد شركة تعاقدت مع مصانع الأسمنت لاستخدام القش في إنتاج الطاقة ويوجد اتجاه يلزم المصانع العاملة في مجال الأسمنت أن تنتج 10% من طاقتها من الطاقة الحيوية من المخلفات الزراعية أو المخلفات البلدية ولو تم ذلك سيكون هناك طلب كبير علي القش والاتجاه السائد حتي الآن هو إنتاج العلف الحيواني والسماد العضوي.