لم أصدق أن النائب محمد داود قد تورط في قضية النواب المتهمين بالتلاعب للعلاج علي حساب الدولة لأن كل من يتابع جيدا أداء هذا النائب طوال مدة نيابته بمجلس الشعب من الصعب عليه أن يصدق ما أثير أخيرا عنه، فالرجل يتميز بالجرأة والشجاعة للدرجة التي يصفها البعض بأنها تهور ولا يمكن لأي منصف موضوعي إلا أن يصف الرجل بالنائب الشريف فمن منظره في ملبسه وحديثه تشعر أنك أمام نائب فقير لم يتربح بالمرة من خلال موضوعاته وقضاياه التي فجرها تحت قبة البرلمان ما هي إلا قضايا الغلابة المهمشين وصوته العالي تحت القبة وفي الفضائيات وعلي صفحات الصحف ما هو إلا الصوت العالي المدافع عن قضايا المهمشين في مصر وما هو إلا الصوت المهاجم والساخر من أصحاب القامات الكبري في عالم السياسة في مصر هذه الأيام... هل رجل بمثل هذه المواصفات يتهم في قضيه مثل قضيه العلاج علي حساب الدولة..صعب أن نصدق ذلك..صعب أن نصدق أن نائبا بتلك المواصفات مشكوك في ذمته (بأي أمارة ) لذلك أعجبني كثيرا حديث النائب المثير مع الأستاذة الكبيرة نجلاء بدير في دستور الخميس السابق والذي أكد فيه أن هناك خللاً في النظام البرلماني بمصر بل إن هناك اتجاه لتدمير دور النائب في شغله بأمور تبعد كل البعد عن عمله الحقيقي في التشريع والرقابة ليظل النائب مشغولاً بالتجول علي الهيئات والوزارات لتلبية مطالب أهل دائرته.. وأعجبني أيضا وهو يتحدث عن نفسه عندما أضرب عن الطعام واعتصم في البرلمان عندما أوجدوا له الكثير من المعوقات أمام حصول دائرته علي 125مليون جنيه لإنشاء محطة شرب وأيضا أعجبني النائب وهو يقدم تصورًا جديدًا لخدمه الناس عندما يقول إنه عندما يقوم بتلبية طلبات الجماهير من الجهاز التنفيذي فإنه بذلك لا يقدم الخدمة فقط للمواطن بل أيضا يقدم الخدمة للجهاز التنفيذي الذي من واجباته ومن مهام عمله أن يقدم الخدمة للمواطن ولو حتي عن طريق النائب... من الصعب أيضا أن ننكر الدور الذي يلعبه النائب داود داخل البرلمان حتي لو كانت طريقته لا تعجب البعض من علو الصوت والنرفزة العالية في إبداء رأيه أو تمزيقه لأوراق المشاريع تحت القبة اعتراضا علي الحكومة وكلنا نعلم أن المحافظة التي خرج منها داود وهي محافظة كفر الشيخ تتميز بأنها أكثر المحافظات التي تتعرض لكثير من الأمراض أكثرها شيوعا الالتهاب الكبدي الوبائي وقضية التلاعب بعلاج المواطنين علي حساب الدولة تثير علامة استفهام واضحة وهي أن التلاعب بالعلاج مرفوض ويجب تقديم فاعلية إلي المحاكمة ليقول القانون والقضاء كلمته وبالطبع سيدانون ويكونون عبرة لكل من يعتبر ولكن ليس معني ذلك أن ننسي المتورطين معه من الجهاز التنفيذي من الحكومة ويجب أيضا أن يدانوا ولا يكون الحل فقط هو وقف العلاج علي حساب الدولة وترك المواطنين المرضي في العراء هذه جريمة في حق الوطن ولابد من البحث عن نظام علاجي مجاني محترم في المستشفيات العامة... علي العموم أنا لم أستغرب أن يرفعه النائب محمد داود حذاءه في وجه هذا الاتهام لغيرته علي نفسه وعلي سمعته وعلي تاريخه، وبرفع حذائه دخل موسوعة رفع الحذاء التي انتشرت في مصر في الآونة الأخيرة كحذاء السادات وجوزيه وأشرف بدر الدين ووصلنا في النهاية لحذاء محمد داود مع أني لست من أنصار نظرية رفع الأحذية.