جاءت نهاية مسلسل «قصة حب» كنهاية لسلسلة من المشاعر التي امتلأ بها مسلسل ناعم جاء بدون أي ضجيج وسط هذا الكم من الأعمال. قدمه صناعه بنفس الروح الهادئة التي تراها علي الشاشة منذ أول حلقة وحتي النهاية، تميز جمال سليمان في أداء دور الناظر المحب لمهنته والمخلص لها كذلك مغامرة بسمة بتقديم دور سيدة منقبة وأم لشاب في المرحلة الثانوية أو قدرة إيمان الحداد علي ضبط أداء كل ممثل من فريق العمل وتقديم مسلسل اجتماعي رومانسي راقٍ قد تفاجئك فيه بعض الأخطاء الصغيرة كهنات اللهجة عند جمال سليمان أو أداء مبالغ فيه لإنتصار وحجاج عبد العظيم أو مشاهد غير منطقية للجماعة الإرهابية إلا أن كل ذلك لا يفسد عليك الاستمتاع بحلقات المسلسل وقصة الحب الصعبة بين ياسين ورحمة وسط حدوتة مقنعة وحقيقية وغير مفتعلة لذلك الأخ الكبير الذي وهب نفسه لمساعدة إخوته والوقوف إلي جوارهم في أزماتهم. في «قصة حب» أنت أمام امرأة متدينة وملتزمة ترتدي النقاب لكنها بعيدة عن النمطية في تناول هذه الشخصيات، فرحمة تحب وتريد أن تتزوج لكنها حائرة بين ابنها المتشدد وبين الرجل الذي أحبته، أما ياسين وإخوته فهم عائلة واقعية في حواراتها وخلافاتها ولحظات سعادتها والتفافهم حول أخيهم الأكبر في كل أزمة. المغامرة في قصة حب جاءت متعددة الجوانب أولها أنه المسلسل الأول لجمال سليمان بالعامية المصرية العادية بعدأن قدم عملين بالصعيدي وامتدت المغامرة إلي بسمة التي فاجأتنا بأداء مميز في حلقات المسلسل كما أنه العمل الأول لإيمان الحداد التي عملت من قبل كمساعدة مخرج في فيلم «شارة مرور» لكن النتيجة جاءت مفاجأة بكل المقاييس في عمل يستحق التحية، كتب مدحت العدل حلقاته بشكل جيد وموسيقي وأغنيات راقية، لحنها عمرومصطفي وغناها لؤي كما جاءت صورته وأداء ممثليه بشكل مبهر يبشرنا بمخرجة مميزة جعلتنا نعيش في تلك الأجواء الرومانسية المرهفة.