بدأت حالة الفوضي التي يعيشها المجتمع في فرض نفسها علي الواقع الانتخابي قبل أن تبدأ معركة الانتخابات فعلياً.. وها قد رأينا عضواً في مجلس الشعب الحالي عن الحزب الوطني بإحدي قري الدقهلية يسحب مجموعة من البلطجية مدججين بجميع أنواع الأسلحة من السيف حتي الرشاش ليؤدبوا واحداً أعلن ترشيحه عن نفس المقعد.. وأنصاره.. وقد راح فيها قتيل وأصيب آخرون. .. نفس الأمر كاد يتكرر في إحدي دوائر المنيا. .. ومع الأيام المقبلة هناك دوائر انتخابية مرشحة لأعمال عنف أكثر وأكبر في ظل الفوضي والصراع علي الحصول علي نفوذ الحزب الوطني ومساندة الأدوات القمعية للمرشحين المنتمين لذلك الحزب في انتخابات مجلس الشعب القادمة. .. فقد دخلنا إلي معركة جديدة البقاء فيها للأكثر بلطجة.. وليس بالشخصيات المؤثرة وصاحبة المواقف وأصحاب البرامج من أجل نهضة المجتمع. لقد اوصل النظام بسياساته العاجزة إلي حالة الفوضي العارمة التي تنذر بخطر رهيب لا يستطيع أحد صده.. ومع هذا لا يفكرون في مستقبل هذا البلد وكل همهم الاحتفاظ بما وصلوا إليه وحصلوا عليه خلال سنوات حكمهم.. ويتصارعون من أجل ذلك وينشغلون تماماً عن الناس وعن المجتمع.. ولسان حالهم يقول فليذهب المجتمع في داهية! لقد وصل الصراع إلي البيع الرئاسي.. فالرئيس يريد أن يبقي حتي آخر نفس.. والابن يريد أن يبدأ الآن في الحكم رسمياً.. وكل له رجاله ومنظروه. لم تبق سوي أسابيع علي إجراء انتخابات مجلس الشعب.. وقد بدأ صراعها مبكراً ليس بين المرشحين فقط.. ولكن بين اتجاهات داخل السلطة، يسعي كل اتجاه أن تكون له اليد العليا. وفي سبيل ذلك يرفضون أي ضمانات تطالب بها القوي السياسية لنزاهة الانتخابات- والتي تطالب بتطبيقها علي الانتخابات الرئاسية أيضاً- سواء في طريقة الانتخابات أو تشكيل اللجنة العليا للانتخابات أو أعمال المراقبة التي يتم تطبيقها في العديد من دول العالم أو حتي إيقاف العمل بقانون الطوارئ خلال فترة الانتخابات. إنهم يريدونها مزورة.. ويأتون بمن يريدون رغماً عن إرادة المواطنين. لقد «عملوها» و«نفعت» في انتخابات مجلس التزوير «الشوري سابقاً» الأخيرة.. واختاروا من يريدون بمن فيهم من يمثلون أحزاب الأنابيب المسماة بالمعارضة.. ويريدون تعميمها في انتخابات الشعب. لقد قالوها صراحة: «يجب دراسة انتخابات مجلس التزوير».. ليعمموها. وها نحن أمام انتخابات دون رقابة أو إشراف قضائي وستجري في يوم واحد.. ويستخدم فيها النظام كل أدواته القمعية من أجل إقصاء معارضيه الذين يكشفون فساده واستبداده. فلم يعد أمامهم سوي البلطجة وقتل المواطنين. فمن يحمي المواطنين من بلطجة المرشحين المستندين إلي نفوذ حزب النظام وأدواته القمعية. .. لا تهمهم الفوضي. .. كل همهم البقاء حتي آخر نفس أو توريث الحكم. .. لا يريدون تغييراً.