ما الذي يدفع بعض الأجهزة الحكومية إلي ضرب صورة البرادعي عند المواطنين؟.. هل تخوفاً من اتساع حركته للتغيير أم لأن الرجل قارب علي النجاح في الوصول إلي جمع مليون توقيع من المواطنين للمطالبة بتغيير الدستور؟ الصور الخاصة والمنسوبة إلي بعض أفراد أسرة الدكتور البرادعي والتي نشرتها بعض الصحف الحكومية وبعض مواقع الإنترنت تؤكد أن البرادعي لا يزال الهاجس الأكبر أمام الحكم.. رغم أن تصريحات المسئولين توحي بعكس ذلك حيث يرون أنه مجرد ظاهرة وانطفأت أو في طريقها للاختفاء. لا ننكر قذارة السلاح الذي يتم به ضرب البرادعي لأن محاولات تشويه سمعة وصورة الخصوم أسلوب قذر ساد فترات طويلة في حياتنا السياسية.. وعندما لا تجد الحكومة ممسكا أو مدخلا لتقييد حركة الخصم أو تحجيمه فإنها تبدأ فورا في بث حملة ضد سمعته وشرفه وعائلته. اذا أمعنت النظر فيما تم نشره من صور قيل إنها منسوبة لإحدي بنات الدكتور البرادعي.. جري نقلها من حسابها الشخصي علي الفيس بوك.. فإنك سوف تلاحظ أن الصور تم تسويقها بهدف أن تظهر عائلة البرادعي في صورة الأسرة غير الملتزمة أخلاقياً ودينياً.. حيث تظهر ابنة البرادعي وأمامها كئوس الخمر وبجوارها والدها.. في إشارة ضمنية إلي مباركته لما يري عليه ابنته. كما أن الخبر المتداول مع الصورة أشار الي زواج ابنة البرادعي من شخص مسيحي الديانة.. أي أن أسرة البرادعي- وبجرة قلم وبعض الصور- ارتكبت كل الموبقات.. فكيف لمجتمع مسلم وظاهره التدين مثل مجتمعنا المصري أن يقبل أن يحكمه أو يقوده رجل بمثل تلك الصفات التي يرفضها المصريون؟! كان الهدف من نشر تلك الصور واضحاً وهو ضرب الرجل في مقتل وتلويث سمعته.. والمعروف أن الدين هو الباب الملكي للدخول الي قلوب المصريين لأي قائد سياسي أو حركة سياسية تهدف إلي الحكم.. لذا يحرص كثيرون من الساسة علي التأكيد علي سلوكهم الديني في تحركاتهم وأقوالهم.. ومنهم البرادعي أيضاً الذي زار في بداية جولاته الميدانية ولقائه بالمواطنين مسجدي الحسين وعمرو بن العاص وصلي في المنصورة والفيوم لتأكيد انتمائه للإسلام قولاً وفعلاً وعملاً.. عندما شعر باستغلال الحزب الوطني لمناداته ودعوته الي العلمانية أي الدولة المدنية.. لكن اتضح أن العلمانية كلمة قبيحة ومسيئة للآداب العامة عند غالبية المواطنين. اللافت للنظر أيضاً في الصور المنشورة لابنة البرادعي أن إحداها كانت لها وهي ترتدي مايوه البحر، ولا أعرف حتي الآن ما الغضاضة في ذلك! وهل نساء من بالحكومة وغالبية المصريات لايرتدين مثل هذا المايوه؟!.. ثم إن زيارة واحدة إلي أي شاطئ من الشواطئ المصرية سوف تري فيها عشرات المصريات وهن يرتدين هذا المايوه. المفاجأة أن تسريب هذه الصور لم تؤثر في صورة البرادعي عند رجل الشارع أو تسحب منه.. بل شعر كثيرون بأنها حركة (نص كم) ضد البرادعي وعائلته.. مما يستنفر معها حمية المصري للدفاع عن شرف جاره المصري إذا تم جرحه. ورغم أن تلك الصور تم تسريبها خلال شهر رمضان، وهو شهر كما قال رسولنا الكريم تتم فيه سلسلة الشياطين لكن كنا نرجو أن تسلسل (بضم التاء) فيه شياطين الإنس أيضاً. إلي أن يحدث هذا نرجو أن يكون دعاؤنا في ليلة القدر.. اللهم سلسل شياطين الإنس في مصر.. أما شياطين الجن فنحن كفيلون بهم.