«لا تستر علي فساد».. جملة قالها المسئول الكبير في النظام بعد طلب النائب العام رفع الحصانة عن 14 من نواب مجلسي الشعب والشوري لاستجوابهم بشأن التجاوزات في استصدار واستخراج العلاج في القضية المعروفة باسم «نواب العلاج». قالها المسئول.. وكأن الدنيا عندنا تمام ولا يوجد فساد ولا يحزنون. يقول ذلك وهو يعلم- ويعلم غيره في النظام- أن الجو العام فاسد.. فالفساد منتشر في كل مكان وفي كل مؤسسة. .. بل أصبح النظام يساعد علي إفساد الناس.. ليشغلهم عن المطالبة بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.. ليظل قابضاً علي الحكم حتي آخر نفس. فالفساد لا يقتصر علي العلاج ونوابه المطلوب رفع الحصانة عنهم. وإنما الفساد في تركيبة النظام وسياساته.. فاستمرار الطوارئ وتمسك النظام به هو فساد. تزوير الانتخابات وإرادة المواطنين هو فساد يحافظ عليه النظام. .. بيع أراضي الدولة التي تمثل مستقبل الأجيال القادمة بتراب الفلوس إلي مجموعة من التجار والمحتكرين ليعودوا يبيعونها للمواطنين مرة أخري بأسعار باهظة.. لهو الفساد بعينه. .. تخصيص ومنح الأراضي لمحاسيب النظام وشركائهم في الشركات التي تحاول أن تحكم البلاد من خلال مجموعة من رجال الأعمال المرتبطة ارتباطاً وثيقًا بالنظام ووزرائه رجال الأعمال.. فساد.. فساد. بيع شركات ومصانع القطاع العام ليحصل عليها تجار ومقامرون يهدرون قيمة هذه الشركات ويطردون العمال ويبيعون الأراضي التي أقيمت عليها تلك الشركات والمصانع.. إنه الفساد المنظم. .. بيع الغاز المصري إلي إسرائيل في الوقت الذي يحتاجه المصريون.. وقد شهدنا علي الواقع خلال الأيام الأخيرة أزمة الكهرباء وشكوي وزارة الكهرباء من نقص الغاز والذي تسبب في انقطاع التيار عن مناطق كثيرة.. إنه الفساد يا سادة. .. القوانين سيئة السمعة التي يمررها النظام وأعوانه من المحتكرين.. إنه الفساد في رعاية النظام. .. إن ما يحدث في التعليم الآن هو فساد وإفساد لمستقبل هذا البلد. .. إن النظام في كل سياساته وبكل مؤسساته وأعوانه يحمون الفساد ولا يتسترون عليه. يا أيها الذين في النظام كفاية فساد.