أغرب ما في فيلم «نهر الحب» أنك وبدون أن تشعر سوف تجد نفسك متعاطفاً مع العلاقة التي نشأت بين «فاتن حمامه» و«عمر الشريف» علي الرغم من عدم شرعيتها بسبب زواج «فاتن حمامه» من «طاهر باشا» أو العظيم «زكي رستم» .. بينما سوف تعتبر «طاهر باشا» هو الشرير والظالم بتاع الفيلم علي الرغم من أنه هو الزوج المخدوع الذي خانته زوجته وأقامت علاقة مع رجل آخر وهي لا تزال علي ذمته .. وهذا التعاطف الغريب وغير المنطقي ليس له ما يبرره سوي شيء واحد فقط .. شعور الجمهور بأن الجوازة أصلاً ومنذ البداية غير منطقية .. حيث لم يكن ينبغي علي فتاه صغيرة لسه ما طلعتش من البيضه أن تتزوج من رجل في سن جدها منشغل عنها دائماً بأعماله وطموحاته السياسية .. لهذا ..كان منطقياً أن تنتصر مشاعر الجمهور لصالح علاقة الحب الذي هو بدون زواج ضد علاقة الزواج الذي هو بدون حب .. وتلك هي مشكلة الحزب الوطني الحقيقية في إطار استعداداته للانتخابات الرئاسية القادمة .. أنه يتعامل مع البلد علي أساس أنه «طاهر باشا» وينظر لمصر بإعتبارها «فاتن حمامه» وللي عايز يرشح نفسه بإعتباره «عمر الشريف» ويعتبر أي رغبة في التغيير خيانة .. تري .. في ظل رغبة "فاتن حمامه" المتزايدة في الحصول علي الطلاق ورفض «طاهر باشا» إنه يطلق .. هل تنتصر مرة أخري مشاعر الجمهور لصالح علاقة الحب الذي هو بدون زواج ضد علاقة الزواج الذي هو بدون حب؟