اعترض علي نشرنا خبر مشاركة المخرج شريف عرفة في المشاهد الأخيرة من الجماعة وحيد حامد كنت سأقدر موقف الكاتب الكبير وحيد حامد -مع تقديرى له ككاتب عظيم- إذا كان موقفه الذى اتخذه بمقاطعة جريدة «الدستور» مقاطعة نهائية، مبنياً علي موقف اتخذته الجريدة من مسلسله «الجماعة»، وهذا حقنا طبعاً، فالعمل الفني معروض أمام الجميع ومن حق أي أحد أن يحمل وجهة نظر مضادة أو متوافقة معه، وقد تعلمنا من أستاذنا وحيد حامد معني أن يكون الإنسان مسئولاً عما يكتب، ومعني أن يحتمل الطرف الآخر ضريبة تعدد الآراء واختلافها الصحي، ولكننا منذ بدأ الشهر الكريم، ومنذ بدأ عرض مسلسل «الجماعة» لم نكتب حرفا مسيئاً عن المسلسل.. اللهم إلا موضوع واحد طلبنا فيه من جماعة الإخوان المسلمين بإرسال خطاب شكر لصناع المسلسل علي مجهوداتهم التي بذلوها لرفع الحظر عن الجماعة المحظورة، وإتاحة الفرصة لها لطرح أفكارها ورؤاها بشكل شرعي لأول مرة في تاريخها، وهو فعلا عمل راقِ يعظي درساً عملياً في كيفية الاستفادة من هامش الحرية شديد الضيق المتاح أمام المبدعين لخدمة تيارات معادية للنظام ويكرهها حتي من يكتبون عنها! أما باقي الموضوعات التي تناولنا فيها المسلسل، فكانت خبرية بحتة، نتحدي أن يكذبنا أحد من أسرة المسلسل أو من أي جهة تراقب الأحداث في مصر وتحافظ علي بث المعلومات الصحيحة - أقصد فيما يخص العمل الفني - فما الذي أغضب السيناريست الكبير وحيد حامد من «الدستور» حتي وصل إلي درجة أن أعلن موقفه المقاطع لها بقوله للزميلة عبير عبد الوهاب بعد خبر نشرناه عن المسلسل: «ماتكلمنيش عن «الدستور».. ولا عايز أتكلم مع حد في «الدستور».. ويا نحلة لا تقرصيني ولا عايز منك عسل.. مع السلامة»! قبل هذه المكالمة كانت هناك مكالمة سابقة مع السيناريست وحيد حامد عاتب فيها زميلتي عبير علي نشرها خبر مشاركة المخرج الكبير شريف عرفة في إخراج المسلسل إنقاذاً للوقت وللموقف كي يتم إنجاز باقي العمل، وكان هذا سبقاً نشرناه بعد تأكدنا من صحته، وأصر وقتها الكاتب الكبير أن يعرف مصدر الخبر، وهو ما لم ينجح في معرفته حفاظاً علي مصادرنا.. بعدها سألت عبير السيناريست الكبير عن مدي صحة الخبر، فأكد لها أنه صحيح مائة في المائة، ولكن نشره يضيع مجهود مخرج آخر - غالبا يقصد محمد ياسين-! والحقيقة أننا لو لم ننشر الخبر لأضعنا مجهود مخرج ثان هو الكبير شريف عرفة الذي ساهم ببعض من وقته وطاقته في إخراج العمل دون أن يوضع اسمه عليه، بل إن هناك مخرجا مهما آخر شارك في الإخراج ولم يوضع اسمه علي العمل وهو مروان حامد، ومخرج ثالث ساهم في الإخراج أيضا وهو تامر محسن، وهو الوحيد الذي تمت الإشارة إلي اسمه في تترات العمل تحت مسمي «مخرج الوحدة الثانية» «Second Unit»، وأعتقد أن الوقت مازال ملحوقا بأن يتم وضع أسماء المخرجين عرفة وحامد بجوار اسم المخرج الكبير محمد ياسين علي تترات عمل مهم مثل مسلسل «الجماعة»، خصوصا أن التقنية العالية وجمال الصورة وروعة التمثيل أهم مميزات المسلسل، ومن الظلم أن ينسب العمل لمخرج واحد، بينما ساهم في إخراجه ثلاثة آخرون. الحقيقة أن خبر مساهمة المخرج شريف عرفة في إخراج مسلسل "الجماعة" لو كان كاذبا، لكنا أول من نفاه وفي نفس المساحة، وكثيرا ما ننفي أخبارا نتأكد بعد نشرها من عدم صحتها باعتذار واضح وصريح، فنحن بشر ونخطيء أحيانا، ولكننا نملك أيضا شجاعة الاعتراف وقوة الاعتذار عن الخطأ. لا أعتقد أنه من العدل أن يقاطع الكاتب الكبير جريدة «الدستور» لأنها تؤدي عملها بحرفية عالية، فإذا كان هدف المسلسل هو كشف خبايا ومخططات ومؤامرات وتاريخ جماعة الإخوان المسلمين السري، فإن هدف جريدة «الدستور» هو كشف ما يحدث في كواليس عمل مهم مثل «الجماعة».. أستاذ وحيد نحلة الدستور ستظل تقرص أحيانا وستعطي عسلا دائما.. خصوصا عندما يتعلق الأمر بعمل ضخم مثل «الجماعة» تم تكريس أهم ساعات البث في التليفزيون الرسمي لعرضه. ورغم مقاطعتك لنا ستظل دائما أحد أهم كتاب السيناريو في مصر، وأحد أهم من يصيغون جملا تعيش في وجداننا.. نحفظها عن أبطال أعمالك، ونحفظ لك جميل صياغة ما في قلوبنا بكلماتك القاسية أحيانا الحنونة والمحبة لنا دوما.