خرجت جماهير الأهلي مساء أمس الأول من استاد القاهرة الدولي عقب تعادل الأهلي مع شبيبة القبائل الجزائري بهدف لكل منهما في الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الثانية في دوري المجموعتين بدوري أبطال أفريقيا حزينة وتضرب كفا بكف وغير مصدقة لما يحدث لفريقها من تراجع في النتائج سواء في دوري الأبطال الأفريقي أو في مسابقة الدوري المحلي. ولم يأت حزن جماهير الأهلي من فراغ فالأهلي بطل القرن الأفريقي أصبح كالأسد العجوز الذي أصابه الوهن وفشلت معه كل المحاولات لاستعادة هيبته. فالفريق لعب خلال دور الثمانية بدوري الأبطال الأفريقي أربع مباريات حقق الفوز في مباراة واحدة وتعادل في مباراتين ونال الهزيمة في مباراة واحدة وجمع خمس نقاط وفقد في المقابل سبعًا وسكنت شباكه أربعة أهداف وأحرز مثلها. فقد بدأ الأهلي المشوار في دوري المجموعتين بتعادل إيجابي مع هارتلاند النيجيري بهدف لكل منهما وحقق فوزًا صعبًا بعدها علي الإسماعيلي في استاد القاهرة بهدفين مقابل هدف، ثم نال الهزيمة من شبيبة القبائل في الجزائر بهدف دون مقابل قبل أن يتعادل معه في استاد القاهرة بهدف لكل منهما ولولا الزامبي كاووما ويلنجتون حكم لقائه مع الشبيبة والذي قام بطرد أحد لاعبي الشبيبة في الشوط الأول لخرج الأهلي مهزومًا. بعد انتهاء مباراة الشبيبة في الجزائر خرجت التصريحات النارية من لاعبي الأهلي وجهازه الفني وتوعدوا الفريق الجزائري بهزيمة ثقيلة وجاءت المباراة وتحول نجوم الأهلي من وحوش كاسرة إلي قطط مستأنسة، ويمكن القول إن جماهير الأهلي حضرت اللقاء في الوقت الذي غاب فيه الفريق ولم يحضر أصلاً. نتائج الأهلي أفريقيا لا تختلف كثيرًا عن نتائجه المحلية فالفريق خاض ثلاثة لقاءات محليًا فاز في مباراة وتعادل في اثنتين وسكن شباكه هدف وأحرز هدفين وأرجعت الجماهير ما يحدث للأهلي إلي الجهاز الفني بقيادة حسام البدري ومجلس إدارة النادي. فالمدير الفني أكد كثيرًا أن تراجع أداء الفريق في الدوري لا يقلقه لأن الدوري مازال طويلاً والأهلي يركز في بطولة دوري الأبطال. وواضح أن الفريق ينقصه الكثير لكي يعود بطلاً متوجًا في البطولتين بعدما ضاعت هيبته وفقد كل مقومات البطولة وأولها الروح التي ميزت الأهلي في السنوات السابقة والفكر الفني من خارج الخطوط وأصبح كل فوز أو تعادل يحققه الفريق ما هو إلا اجتهاد من بعض اللاعبين. التشكيل الذي يخوض به البدري المباريات محفوظ ويغلب عليه الأسماء الرنانة دون تقديم شيء والتغييرات واحدة في كل المباريات ولا يوجد ما يستطيع البدري تقديمه كحلول لأي ظروف تطرأ علي المباراة. أما مجلس الإدارة والذي أنفق الملايين فلم يتوقف دقيقة واحدة عند إبرامه التعاقدات الجديدة مع اللاعبين وركز كل همه في تدعيم وسط الملعب سواء المدافع أو المهاجم رغم أن هذين المركزين بالذات لا يحتاجان إلي تدعيم فتعاقد مع جدو وحسام غالي ومحمد شوقي وعبدالحميد شبانة في المقابل أهمل الأهلي تدعيم خط الهجوم الذي أصبح كالحمل الوديع بعد قرار متعب بالرحيل لستاندرليج البلجيكي قبل أن يفسخ تعاقده معه، فلأول مرة منذ عشرات السنين نري أن هجوم الأهلي بلا أنياب والدليل علي ذلك أن الأهلي خلال ثماني مباريات لم ينجح في تسجيل أكثر من هدف في المباراة الواحدة. وما يؤخذ علي البدري أنه اعتمد علي محمد طلعت في أول ستة لقاءات للفريق وبعدها قام بتجميده علي دكة البدلاء مفضلاً الدفع بفضل وأسامة حسني رغم عدم جاهزيتهما. والأكثر من ذلك أن اللاعب الذي أصر علي التعاقد معه وهو اللبناني محمد غدار دائما خارج التشكيل الأساسي للمباريات وبعدها يؤكد البدري أن الفريق يعاني في خط الهجوم وما يقال عن الهجوم يقال عن الدفاع ويكفي أن الفريق سكنت شباكه ثلاثة أهداف في أربع مباريات. صعود الأهلي للدور قبل النهائي مؤكد لأن هارتلاند النيجيري والإسماعيلي لا يرغبان في حجز التذكرة الثانية خلف شبيبة القبائل الجزائري، لكن حصوله علي لقب دوري الأبطال الأفريقي أصبح مشكوكًا فيه فلا نتائج ولا معالم للفريق ولا روح ولا فكر فني يمكن من خلالها أن تتنبأ الجماهير بحصول الفريق علي البطولة الأفريقية.