لم يسلم مسلسل «ريش نعام» من آفة المط والتطويل التي تسيطر علي معظم المسلسلات الرمضانية، خصوصاً أن حلقته التاسعة عشرة شهدت تكراراً رهيباًَ في مشاهد داليا البحيري وشقيقها والتي كان الهدف منها التأكيد علي الفقر الشديد الذي يعيشون فيه بعد تجريدهم من أموالهم، وهي نفس الفكرة التي تم التأكيد عليها طوال الحلقة من خلال حوارات متكررة بين الشخصيات لا تحمل أي جديد، لكن برغم كل هذا، فالمسلسل يمثل حالة خاصة جدا من الشجن، وأبطاله يبتعدون عن التشنج في إظهار انفعالاتهم، رغم أن هناك مشاهد تعتبر لغيرهم مادة خصبة للصراخ، كذلك رتم الأحداث سريع برغم الهدوء الذي يغلف أجواء العمل.. هذا الهدوء الذي لم يبعث علي الملل تمثل في مشهد لم يستمر سوي دقيقة واحدة علي الشاشة وجدنا فيه داليا البحيري التي تؤدي دور «فريدة علوان» تقف أمام كريم الشرقاوي حبيبها الذي يبذل قصاري جهده كي ينتقم منها.. لم ترسم داليا البحيري تعبيرات الدهشة المعتادة التي تعتمد علي نظرة العين ببلاهة ولكنها عندما شاهدته في ممر المستشفي أكملت سيرها بمنتهي الهدوء والثقة حتي إنها أشعرتنا أنها تجاهلته تماما، وهو بدوره أعطي لها ظهره ثم وقفا صامتين، معتمدين علي النظرات التي تختلط فيها مشاعر العتاب بالرغبة في الانتقام بالغضب، وهو المشهد الذي يعتبر خير ختام للحلقة.