قبل أعوام عرف الجمهور المصري اسم جمال سليمان من خلال المسلسل الصعيدي «حدائق الشيطان»، بعدها قدم مسلسل «ولاد الليل»، ثم عاد للصعيد مرة أخري العام الماضي بمسلسل «أفراح إبليس»، وقرر هذا العام الابتعاد عن الأجواء الصعيدية، واختار أن يكون ناظرا لمدرسة، يبحث عن طرق تحقيق قيم معينة للطلبة وذلك من خلال مسلسل «قصة حب» إذ يؤدي فيه شخصية ياسين الحمزاوي، هذا العام أيضا يشهد عرض مسلسل آخر له هو «ذاكرة الجسد» الذي يجسد فيه شخصية مناضل جزائري يدعي خالد بن طوبال، وهو المسلسل المأخوذ عن الرواية الشهيرة للجزائرية أحلام مستغانمي والتي تحمل الاسم نفسه، أداء جمال سليمان في العملين كان راقيا جدا، وكان مقنعا تماما، وهو في هذا الحوار يتحدث باستفاضة عن تفاصيل كل منهما. البعض انتقد أداءك للهجة المصرية في مسلسل «قصة حب» ما تعليقك؟ - المسلسل «مش لهجة فقط"..وأري أن اللهجة كانت مظبوطة تماماً وليس لدي أي عيوب حينما أتكلم اللهجة المصرية وكانت تشرف علي اللهجة في المسلسل الدكتورة مني صادق وهي أستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية ولم تترك أي غلطة إلا وصححتها وكذلك أنا فقد قمت بالاستعداد الجيد قبل تصوير المسلسل بأشهر، وعموما أنا سعيد جدا بالعمل لأني ابتعدت فيه عن الأدوار الصعيدية التي قدمتها من قبل، لأن أي ممثل يحب أن يقدم أدوارا جديدة ومختلفة وأنا بقالي 26 سنة بمثل قدمت خلالها شخصيات سلبية وإيجابية وأخري مركبة وبسيطة ومثلما قدمت «مندور أبو الدهب» و"التغريبة الفلسطينية» فأنا أحب أن أغير من جلدي وأنوع في أدواري. هل تتابع ردود أفعال الجمهور علي العمل وهل تعتقد أن توقيت عرضه ملائم؟ - طبعاً.. وأري أن المسلسل أخذ حقه في رمضان جداً والناس تتابعه بشكل كبير والطبيعي أن الناس تحب أنواع الدراما الأكشن أو الكوميدية وهذا حقهم لكن مهما حدث فهناك أذواق مختلفة، لذا قررت عمل حاجة جديدة علشان أرضي أذواقهم. لماذا تم اختيار اللغة العربية الفصحي بدلاً من اللهجة الجزائرية للحوار في مسلسل «ذاكرة الجسد"؟ تحدثنا باللغة العربية الفصحي لسببين الأول حتي تكون اللهجة واللغة مفهومة للجميع وكذلك حتي نحافظ علي المستوي الأدبي للرواية، فقد كتبت الرواية بلغة جيدة وكانت إحدي أقوي النقاط، بها فإذا حولناها إلي لهجة عامية جزائرية أو غيرها سيتغير جمال الرواية فكان من الأفضل تماماً أن يكون الحوار بالفصحي. قدمت أعمالاً مع نجمات كبار فلماذا تم اختيار «أمل بشوشة» لتقف أمامك في هذا المسلسل؟ - أنا أعتبر هذا أمرا عاديا وطبيعيا وكل دور ينادي الممثل الشاطر الذي يستطيع أن يؤديه وأمل ممثلة كويسة جداً وشاطرة ونجحت في دورها، لأن الدور كان يحتاج إلي مواصفات معينة ليست بالضرورة أن تكون مؤديته نجمة..وأنا لا أتعامل بمنطق أنني نجم ولا يقف إلا أمام النجوم، لأن هذا شئ غير مهني ولا يقوم به محترفون وكل النجوم في بدأوا صغاراً..فهذا أمر عادي وليس شرطا أن يكون من أمامي نجما كبيرا. أثارت الرواية لدي صدورها ضجة كبيرة ألم تخف من قيامك ببطولتها؟ - بالعكس.. أبدا.. لأن الفن الذي لا يحدث جدلاً ونقاشا وضجة يبقي «وجوده زي عدمه» وكمان بيكون عمل ليس له طعم ولا رائحة وأنا مبسوط بالعمل ولم أخش من مشاركتي به. هل تري أن المسلسل حقق النجاح المطلوب منه حتي الآن مثل الرواية؟ - العملية تكاملية، فالرواية مشهورة وناجحة جداً ونتمني أن نكون قدمنا مسلسلاً بمستوي الرواية، وأتمني أن يحقق المسلسل نجاحاً كالرواية، لأننا كنا خائفين من أهمية الرواية وقوتها عند قراء كثيرين. بصراحة هل تعتقد أن المسلسل سيحظي بمتابعة فئات مختلفة هل تري أن مشاهدته ستقتصر علي النخبة المثقفة؟ - عندما قمنا بتصوير العمل لم يكن لدينا طموح أن يكون المسلسل جماهيريا وكنا عارفين أن المسلسل سيكون له جمهور خاص ومختلف، فهناك عمل يبحث عن جمهوره وجمهور يبحث عن عمل، ويوجد عدد كبير من المواطنين في الوطن العربي يريدون أن يشاهدوا أشياء مختلفة والناس من حقها أن تشاهد خمسة مسلسلات مختلفة من ضمن 200 مسلسل يتم إنتاجها في الوطن العربي، كما أننا نعرف أن المسلسل يخاطب فئة النخبة ولكنها ليست فئة قليلة فهي عدد لا يستهان به ويسعدني أن أقدم عملاً بهذا الشكل. هل كنت تتمني أن يعرض المسلسل علي قناة مصرية، أم أنك تكتفي بعرض «قصة حب» خصوصا أن أجواء الرواية قد تكون بعيدة عن اهتمامات المشاهد المصري؟ - علي العكس الرواية لها جمهور في جميع أنحاء الوطن العربي، وأنا بالفعل كنت أتمني ولكنه لم يتم بسبب أنني أقدم مسلسلاً مصرياً هو «قصة حب»، ولكن العرض الحصري الثاني له سيكون علي التليفزيون المصري بعد رمضان، وأنا أعتبر أنه لا يوجد مشاكل في عرض المسلسل بسبب أزمة الجزائر، فمصر أكبر من ذلك كله وعندها أفق أكثر من ذلك بكثير، والحادثة القديمة محصورة في الكرة فقط، ونتمني ألا تحدث مرة أخري، لأن الكل يعلم تماما أن فاتورة ما حدث كانت كبيرة جدا.