على الرغم من رفض تل أبيب أي شروط فلسطينية لبدء المفاوضات، أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية قبولها استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، لكن مسؤول ملف المفاوضات في المنظمة صائب عريقات قال إن الجانب الفلسطيني سينسحب من المفاوضات إذا أعلنت إسرائيل عن أعمال استيطانية جديدة. وقالت منظمة التحرير خلال اجتماع طارئ أمس الأول في رام الله إنها قبلت الدعوة الأمريكية إلى استئناف المفاوضات على أساس بيان اللجنة الرباعية الدولية (التي تضم كلا من الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة) وحل كافة قضايا الحل النهائي. وكان عباس قد أكد عدم دخول السلطة الفلسطينية في أي مفاوضات مباشرة مع اسرائيل إلا اذا تمت الاستجابة لمطالب وقف الاستيطان ورسم حدود الدولة الفلسطينية، إلا أن نتنياهو فرض شروطه على بدء المفاوضات بدون أي شروط مسبقة، ودون وجود أي ضمانات تتعلق بالمستوطنات وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، والقدس المحتلة الى جانب المياه والحدود. وقبلت السلطة بدء المفاوضات في ظل رفض نتنياهو اي تجميد دائم للاستيطان، ويرفض اي سيادة لاي دولة فلسطينية مستقلة، ويرى ان القوات الاسرائيلية يجب ان ترابط على حدودها خاصة مع الاردن، اما حق العودة للاجئين الفلسطينيين فهو مرفوض تماما لان اسرائيل دولة يهودية ولا مكان لغير اليهود فيها حسب رأيه وفي هذا السياق، وصفت صحيفة هأرتس الإسرائيلية إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية بدء المفاوضات المباشرة بين تل أبيب والسلطة الفلسطينية بأنه "انتصار" لبنيامين نتنياهو رئيس حكومة تل أبيب ، موضحة في تقرير لها أمس أن الإعلان يضع نهاية لمطالب الفلسطينيين واشتراطهم إجراء مفاوضات على أساس إقامة دولة الفلسطينية بحدود 1967 . وبعنوان " انتصار نتنياهو" قالت صحيفة هأرتس اليسارية الإسرائيلية أن إعلان كيلنتون بدء المفاوضات يعد فوزا لنتنياهو يأتي بعد 18 شهرا من التجمد السياسي والوحدة التي أحاطت بتل أبيب ، وعزلها عن العالم مضيفة في تقريرها أمس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي استطاع تحقيق أول هدف سياسي له يمكن ان نطلق عليه مصطلح "الإنجاز" حتى إن كان هذا الإنجاز متواضعا وصغيرا فمن المتوقع أن يتزايد . وأضافت الصحيفة الصادرة بتل أبيب أن نتنياهو يمكنه الآن أن يملي شروطه على الفلسطينيين فيما يتعلق بالعملية التفاوضية ومسار المباحثات السلمية مع حكومة رام الله لافتة في تقريرها إلى أن الثاني من سبتمبر سيشهد انطلاق أول جولة مفاوضات مباشرة وفقا لما يراه رئيس الوزراء الإسرائيلي موضحة أن هذه الجولة ستتطلب من الأخير اتخاذ إجراءات وقرارات تتصف بالحسم والفصل في عدد من القضايا الأساسية .