آفة الدراما التليفزيونية هي مط أحداث بسيطة لكي تملأ عدد حلقات المسلسل الذي توقف عند رقم 30 حلقة.. لا يتنازل عن حلقة منها، ولم تفلح جميع المحاولات في إعادة هذا الرقم إلي النصف أو إلي السباعيات كما كان بالماضي، ورغم أن مسلسل «اختفاء سعيد مهران» بدأ في حلقاته الأولي بأحداث مثيرة وغامضة مع بطء نسبي في إيقاع الحلقات، فإنه في الحلقة الثالثة قرر أن يكتفي بالبطء ويستغني عن الأحداث المثيرة. يظهر «هشام سليم» ويختفي في حلقات مسلسل «اختفاء سعيد مهران»، حيث يختلط الماضي بالحاضر، وحيث مازال سر ظهوره بشخصيتي «همام سيد أبو الفضل» و«سعيد مهران» غامضا وغير مفهوم، لكن في بداية الحلقة الثالثة تبدأ الأحداث في التركيز علي مشهد ولادة همام، حيث ماتت أمه وهي تلده في السجن أثناء قضائها فترة العقوبة بعد أن قتلت قاتل زوجها، وتتولي تربيته زوجة أبيه الأخري «سوسن بدر» وتنتقل الأحداث إلي المنيا بعد 30 عاماً، حيث يبدأ مشوار همام ورحلته من المنيا الي القاهرة، عندما كان يعيش ويعمل والده، والأحداث في هذه الحلقة فقيرة وبطيئة للغاية، فمشهد الولادة في السجن يستمر حتي تنتهي الأغنية التي تتحدث عن الظلم والتي بدأت مع بداية الحلقة وانتهت بالولادة في نفس لحظة موت الأم، وبعد دقائق قليلة تبدأ رحلة همام إلي القاهرة التي يخطوها للمرة الأولي بصحبة أغنية أخري عن الظلم أيضاً، لكنه ظلم المدينة التي تخفي المظالم تحت كل جدار حسب كلمات الأغنية، ويستقر همام في شقة وفرها له صديق قديم لوالده. الطريف أن همام في أول يوم له في القاهرة وبعد 30 عاماً عاشها في الصعيد يتحدث بلهجة قاهرية بطلاقة شديدة ودون أي لكنة صعيدية، وبدا في مشاهده في القاهرة كأنه شخص آخر، أو كأنه تعلم اللكنة القاهرية دون معلم أثناء رحلة القطار. معظم أحداث الحلقة الجوهرية تحدث في الثلث الأول من الحلقة مع كل المط والتطويل، وباقي الحلقة مجرد حوارات مطولة لا طائل درامي منها، ولا تضيف جديدا. أحمد بدير الذي يظهر في نصف الحلقة الثاني رجل عجوز تبدو عليه علامات الخرف يستغرق وقتا طويلا للغاية في التشاجر مع ببغاء ناطق، وفي حوار تافه داخل حمام سباحة بصحبة مجموعة من الفتيات والشباب.