ليست فكرة جديدة، فقد سبق تقديم عدد من المسلسلات مثلها، ولا هى طريقة مبتكرة حتى يدعى أى شخص الآن أنه صاحبها، لكنها خطوة على طريق التغيير بدأتها العام الماضى ليلى علوى بمسلسلين مدة كل منهما 15 حلقة، واستكملتها إلهام شاهين هذا العام فى مسلسلها «امرأة فى ورطة» الذى قررت ضغطه من 30 حلقة إلى 15. قرار إلهام شاهين يأتى من خلال «موضة» ستظهر بوضوح فى دراما هذا العام، فقد اتجه عدد كبير من النجوم إلى تكرار التجربة وعلى رأسهم ليلى علوى مرة أخرى، فهل تنسحب دراما ال30 حلقة أمام هجوم دراما ال15؟ وهل سيتنازل المنتجون عن الملاحم الثلاثينية وتغير الفضائيات فى خططها التسويقية؟ إلهام شاهين بررت قرار ضغط مسلسلها فى 15 حلقة بأنه جاء حرصا على تنفيذ عمل قوى وإيقاعه سريع، وقالت: فضلنا أن يكون العمل 15 حلقة بدلاً من 30 لأن موضوعه فيه إثارة ويجب أن تتوفر فيه السرعة فى الأحداث حتى لا يحدث مط وتطويل فى الدراما، والمؤلف أيمن سلامة سلمنى 7 حلقات ويعيد كتابتها مرة أخرى ولا توجد لدى مشكلة فى مقارنتى بليلى علوى التى قدمت العام الماضى مسلسل «حكايات بنعيشها»، وكان لى تجربة مع هذه النوعية من الأعمال وهو مسلسل «نصف ربيع الآخر» وهو 17 حلقة وكان من أفضل الأعمال التى قدمتها فى حياتى، ولا يوجد لدى مانع أن أظهر فى رمضان المقبل فى 15 حلقة فقط، لكن الشركة المنتجة قررت أن يكون هناك عمل آخر يحمل اسم «يوميات عانس» تكتبه السيناريست عزة عزت وهو مسلسل مختلف تماماً عن مسلسل «امرأة فى ورطة» ويتناول يوميات سيدة عانس ترغب فى الزواج، والعملان يجمعهما مخرج واحد هو عمر عبدالعزيز ومنتجة واحدة هى سارة جلال، وقرار وجود عملين فى رمضان له علاقة بالتسويق لأن الفضائيات تشترى 30 حلقة كاملة باسم الممثل. مها الغنام مؤلفة مسلسل «الصيف الماضى» الذى يجرى تصويره حالياً أكدت أن أحداثه تدور فى إطار اجتماعى رومانسى فى 15 حلقة، وقالت: كان من الممكن أن يكون العمل 30 حلقة لكننى فضلت اختزال الأحداث فى 15، حتى أبعد تماماً عن المط والتطويل فى الدراما، إلا أن شركة صوت القاهرة وهى الشركة المنتجة للعمل وجدت صعوبة كبيرة جداً فى التعاقد مع أبطال للعمل لأنه 15 حلقة، وكل الممثلين كانوا يرغبون فى التعاقد على العمل لكن بشرط أن يكون 30 حلقة، وهو ما جعل تصوير العمل يبدأ بعد ثلاث سنوات من تعاقدى مع الشركة، وطوال هذه السنوات كانوا يطلبوننى كل فترة لإجراء مقابلة مع الأبطال وفى النهاية ينسحبون من العمل، لدرجة أن عدداً من الأبطال طلب منى سحب العمل وتنفيذه فى شركة إنتاج خاصة لكننى رفضت، لذلك أؤكد أن الممثلين هم سبب تدهور الدراما حالياً، لأنهم يبحثون عن المادة، دون البحث عن القيمة الفنية للعمل، فقد اكتشفت أن كتابة العمل الدرامى 15 حلقة مخاطرة كبيرة دفعت ثمنها ثلاث سنوات من عمرى الفنى، لكنى أرحب بالفكرة إذا تبنتها شركات الإنتاج والقنوات الفضائية لأن فيها تجديداً لدماء الدراما، وهذا يجعل المشاهد يتابع العمل بتركيز، كما أنها مقياس لنجاح المسلسل، وبدأت أكتب فكرة جديدة 15 حلقة لان هناك طلباً شديداً من دول الخليج على هذه النوعية من الأعمال لتقليل أجور الممثلين. أيمن سلامة مؤلف مسلسل «امرأة فى ورطة» أكد أنه وافق على إعادة كتابة الحلقات التى سلمها إلى إلهام شاهين حتى يظهر العمل بشكل أفضل، وقال: رغم أننى متضرر مادياً من ضغط المسلسل فإننى تحمست للفكرة لأن أهم المسلسلات التى شاهدناها مثل مسلسل «الأيام» لطه حسين كانت فى 15 حلقة، وواثق جداً من نجاح عملى لأنه حقق نجاحاً كبيراً عندما قدمته فى الإذاعة عام 2006 بنفس الاسم وحصل على جائزة أحسن عمل إذاعى لنفس العام فى مهرجان الإعلام العربى، وضغط الحلقات لا يعنى إلغاء خطوط درامية من العمل، بل تقليل مدة الحوار وعدم الحديث بشكل موسع عن تاريخ الأبطال فى العمل، والدخول بشكل مباشر فى حكاية الأبطال والسنوات المقبلة سوف تشهد تغيراً فى شكل الدراما يخلق فرصاً جديدة للكتاب الجدد. ويرى السيناريست محمد رفعت مؤلف مسلسل «حكايات بنعيشها» أن تكثيف العمل الدرامى فى 15 حلقة متعب جداً فنيا بالنسبة للكاتب لأنه لا يوجد متسع من الوقت لدى المؤلف للحديث بشكل مفصل عن الأحداث، وهنا يظهر الفرق بين كاتب وآخر مثل مؤلف السينما ومؤلف الدراما، وقال: الحكاية لا تقتصر على فكرة الاختزال فى عدد الحلقات، فمن الممكن أن يكون هناك عمل يحتاج 160 حلقة. وأوضح رفعت أن تعامل الفنانين فى رمضان بنظام الجزئين يعود إلى سببين هما: الأول التزام المنتجين مع الوكالات الإعلانية بوجود 30 حلقة مع الممثل فلان أو علان وهذا له علاقة بالتسويق فى القنوات الفضائية، والثانى ارتفاع أجور الممثلين وكل نجم يرغب فى الحصول على أجر كامل سواء 15 حلقة آو 30، وقال: ليلى علوى هى صاحبة هذه الفكرة من العام الماضى، ولو خير أى منتج على تقديم عملين 15 و15 حلقة فى رمضان سوف يرفض لأنه ينفق أكثر فى الديكورات والأجور، وقد لجأ صناع الدراما إلى هذه النوعية من الأعمال لأن الحكايات الفنية انتهت ولا يوجد جديد فيها وما يحدث هو تغيير فى الشكل الخارجى للعمل، وأعتقد أن حال الدراما يتغير فى السنوات المقبلة والكل سوف يلجأ إلى دراما ال15 حلقة وهناك من سيلجأ إلى السباعيات، وإذا لم يغير كتاب دراما ال30 حلقة من وضعهم سوف يطلق عليهم كتاب دراما درجة ثانية، وهذا له علاقة بالتطور فى العالم كله من خلال سرعة الأحداث والتكنولوجيا الحديثة التى يستخدمها أصحاب القنوات والجيل الجديد الذى يبحث عن السرعة فى كل شىء. المنتج يحيى شنب أكد أن تقديم عملين لنجم فى رمضان مثلما حدث معه فى العام الماضى مع ليلى علوى يزيد التكاليف 30% عن إنتاج مسلسل 30 حلقة سواء فى الديكورات أو أجور الممثلين الذين لا يتنازلون عن أجر كامل ل30 حلقة رغم تقديمه فعلياً فى 15 حلقة، وقال: من الناحية الفنية 15 حلقة أفضل بكثير من 30 لأن المؤلف يعطى للمشاهد ملخص العمل دون مط وتطويل، والتجربة أثبتت قدرتها على الاستمرار فى التسويق لأن العملين فى الغالب يكونان باسم نجم واحد وهذا لا يختلف كثيراً إعلانيا، على الرغم من أن أصحاب القنوات الفضائية لم يتفهموا طبيعة هذه النوعية من الأعمال العام الماضى لكن فى الوقت الحالى أصبح كل شىء مفهوماً.