عشر سنوات فقط مرت علي دخول نيللي كريم المجال الفني..نجحت خلالها في أن تصنع لنفسها أسلوباً خاصاً جداً في التمثيل، وأهم ما يميز هذا الأسلوب، هو الهدوء، فهي لا تعتمد علي إبراز انفعالاتها من خلال الصوت العالي، أو الصراخ، لكنها بمنتهي البساطة تخترق مَنْ أمامها بقدرتها علي التعبير من خلال ملامح وجهها فقط، ونبرات صوتها. نيللي كريم ممثلة مجتهدة، وتحسب خطواتها جيداً، ورغم أن تاريخها الفني لا يتجاوز الثلاثين عملا، فإن هناك تنوعاً شديداً يميز هذه الأعمال، حيث قدمت دور الفتاة الرومانسية، مثلما قدمت دور الفتاة الريفية، والطالبة الثورية.. وأخيراً قررت أن تخرج من كل هذه الأدوار، لتفاجئنا بدور «مني» تلك الفتاة التي تعيش في حارة شعبية، ولا تجد حرجاً في مساعدة والدها في الترويج للمخدرات، وذلك من خلال مسلسل «الحارة» الذي يشهد ظهور نيللي كريم بثوب جديد عليها تماماً.. البعض يري أن مسلسل «الحارة» ما هو إلا تجميعة من فيلمي «الفرح» و«كباريه» مع إضافة بعض الرتوش.. وهو ما يبدو واضحاً من الحلقات الأولي له.. ما تعليقك؟ - أعتقد أن هذا الكلام سابق لأوانه تماماً، فالمسلسل ما زال في بدايته، وصعب جداً أن نحكم عليه في ذلك الوقت المبكر، فمازلنا في مرحلة التعريف بالشخصيات.. يمكننا أن ننتظر حتي الحلقة الخامسة عشرة علي الأقل، لكي يمكننا أن نتكلم عن العمل بالتفصيل، وغير ذلك يُعتبر ظلماً للعمل. هل تعتقدين أن المسلسل سوف يأخذ حقه في العرض في ظل هذا الكم الهائل من المسلسلات؟ - أتمني ذلك طبعاً، ولكن كثرة عدد المسلسلات شيء غير سلبي علي الإطلاق، فنوعيات المسلسلات مختلفة ومتنوعة، ولكل منها موضوع، وبالتالي لكل منها جمهور خاص. لكن هذا الكم الكبير الذي تتحدثين عنه كان سبباً في خروج ما يقرب من عشر مسلسلات من سباق الدراما بسبب فشل أصحابها في تسويقها؟ - أعتقد أن الأعمال التي حُرمت من العرض خلال شهر رمضان أصحابها مخسروش حاجة، لأنه في النهاية المسلسل الكويس هيتشاف سواء في رمضان أو في أي شهر آخر. هل أثرت المشكلات الإنتاجية التي تعرض لها مسلسل «الحارة» في الشكل الذي خرج به أداؤك للدور، أو أثر في استقرار فريق العمل عموماً؟ - التأثيرات كانت طفيفة، لكنها غير متعلقة بشكل الأداء في النهاية، لأن الممثل مابيتأثرش بالحاجات دي، لكن أكثر شخص يتأثر بمثل هذه الأشياء هو المخرج. ألم تخشي من فكرة البطولة الجماعية، خصوصاً أن العمل يضم عشرات الممثلين، بالتالي فإن عدد مشاهدك قد يكون قليلا جداً؟ - أفهم تماما أن عدد مشاهدي قد لا يتعدي الخمسين مشهداً، لكن هذا الأمر لا يقلقني علي الإطلاق، فمساحة الدور لا تهم، والفكرة كلها في مستواه، ومدي تأثيره في المشاهد، وأنا أري أن مسلسل «الحارة» نوعية مختلفة جداً من المسلسلات المعروضة خلال هذا الشهر، فالبطل فيه هو الحارة نفسها، أي المكان، وهذه هي طبيعة المسلسل، لكن فيما يتعلق بفكرة البطولة الجماعية، فهي ليست فكرة جديدة، فقد سبق تقديمها من قبل في مسلسل «ليالي الحلمية»، وكل من كانوا فيه كانوا أبطالا، ومحدش كان بيسأل مين بطل المسلسل الأول. كيف قمت بالتحضير لشخصية مني، وهل أنت من اخترت أن تظهري تقريباً بدون ماكياج، وترتدين العباءة السوداء معظم الوقت؟ - بالطبع ذهبت لحارات شعبية في إمبابة وبولاق، كي أري ماذا ترتدي الفتيات اللاتي يعشن بهذه الحارات، ووجدت أنهن يرتدين زياً واحداً تقريباً هو العباءة السوداء، ويضعن حجاباً فوق رءوسهن، فهذه ثقافة بيئة معينة، لكن فيما يتعلق بالماكياج أنا عموما أفضل أن أظهر دون ماكياج علشان محدش يقعد يقول إنني أعتمد علي شكلي، فهذا كلام فارغ، لكنني أفضل أن أعتمد علي أدائي أولا، كي يفهم الجميع أن الأساس هو التمثيل، وليس أي شيء آخر. المسلسل يعبر عن الواقع في أسوأ صوره، فقد كانت الحلقة الأولي عبارة عن استعراض للمشاكل فقط دون إظهار نقطة إيجابية واحدة في الحياة.. ما تعليقك؟ - لأن هذا هو الواقع، فمثلاً شخصية مني التي أقدمها هي فتاة تساعد والدها في بيع المخدرات، لأنهم ليس أمامهم طريق آخر، وكل شخص اتولد في هذه البيئة ليس أمامه أي طريق آخر، فهو يعمل في الأعمال التي يجدها أمامه، وليس ذنبه أن وجد نفسه في هذا العالم، فهل نحن نخترع مثلا؟، هو مفيش يعني مخدرات في البلد؟، الحقيقة اللي كلنا عارفينها إن فيه مخدرات في البلد، كما أن هناك مشكلات كثيرة غيرها، مثل مشكلة المياه، وغيرها، ويا ريت نعرف نقضي علي المشاكل دي.. بالطبع البلد به أشياء جيدة كثيرة، لكن أيضا فيه حاجات وحشة. هل كان هناك مشاهد معينة تخشين منها، خصوصا أن الدور ككل غريب عليك ولم تقدميه من قبل؟ - كنت قلقة من الدور عموما، لأن الشخصة غريبة جدا علي كنيللي كريم، قد تكون عادية بالنسبة لآخرين، لكنني لم أقدم هذا اللون أبدا من قبل، ورغم صعوبة الشخصية فإنني أصريت علي أدائها لأني حسيتها جدا، وتعاطفت مع ظروفها، فهي فتاة تعيش في حارة ولديها إخوة، تخرج تجد والدها يتاجر في المخدرات، وليس هناك اختيارت أخري لحياة أخري فترضخ للوضع الذي تجد نفسها عليه. في رأيك، ما السبب في زيادة عدد الأعمال التليفزيونية التي تتناول المناطق الشعبية والعشوائية في الفترة الأخيرة؟ - قد يكون لأن نسبة إنتاج المسلسلات عموماً أصبحت أكبر، فمنذ خمس سنوات لم يكن حجم الإنتاج بهذا الشكل، وفيما قبل كنا نشاهد معالجات لهذا الموضوع في أعمال كثيرة، لكننا أصبحنا نلاحظها في الفترة الأخيرة فقط لأن نسبة الإنتاج أصبحت أكبر، كذلك الموضوعات عموما تختلف وتتطور حسبما يطرأ علي المجتمع من تغيرات، كذلك الكتاب لهم بصمة في هذا، فهم يركزون علي موضوعات يرونها من وجهة نظرهم أكثر التصاقاً بالواقع. هل تجدين متعة ما في العمل مع مخرج يعتمد علي تكنيك السينما حتي وهو يعمل في التليفزيون، خصوصاً بعد تجربتك هذا العام مع سامح عبد العزيز في «الحارة»، وتجربتك العام الماضي مع التونسي شوقي الماجري في «هدوء نسبي»؟ - المخرج الكويس مش هيفرق معه سينما أو تليفزيون، لكنني لا أنكر إعجابي بالرؤية السينمائية التي يعتمد عليها كل من شوقي الماجري، وسامح عبد العزيز في عملهما بالتليفزيون.