قرر جاك سترو السياسي البريطاني المخضرم التنحي من منصبه الحالي كوزير للعدل بحكومة الظل بحزب العمال المعارض لينهي بذلك ثلاثة عقود ظل خلالها في صدارة السياسات البريطانية ما بين الحكومة والمعارضة وشغل مناصب منها وزير الداخلية والخارجية والعدل بحكومات عمالية متعاقبة . وقال سترو إنه يرغب في ترك منصبه الحالي بحلول أوائل أكتوبر المقبل عندما يتولى شخص آخر هذا المنصب بعد انتخاب زعيم جديد لحزب العمال ، وأنه يخطط لكتابة مذكراته وإمضاء وقت أطول في دائرته الانتخابية في بلاكبيرن ، مشيرا إلى أنه يعتقد أن العمال بحاجة إلى بداية جديدة . وأضاف سترو - في تصريح له ولدى إعلانه الاستقالة من الصفوف الأمامية بحزب العمال - "لقد عينت في بادئ الأمر في عام 1980 ثم انتخبت وزيرا بحكومة الظل عام 1987 لكنني الآن أريد حرية حركة أكبر من السياسات الاقتصادية والخارجية" . ولفت إلى أنه بعد أن مر مؤخرا عامه الرابع والستين فإنه يعتقد أن الوقت قد حان للتغيير فثمة أمور لا ترحم سواء كان المرء في الحكومة أو المعارضة وأنه يريد أن يفعل أشياء مختلفة . كما أعرب عن أمله في أن تكون مذكراته عملا يمكن قراءته وليس باعثا على الملل وإنما يود أن يحذو حذو رفقاء سابقين في الحكومة مثل اللورد بيتر ماندلسون وزير الأعمال السابق الذي تصدرت مذكراته عناوين الصحف مؤخرا بما رواه من صراعات داخلية داخل قيادة حزب العمال وما حمله من شعار العمال الجديد منذ عهد توني بلير رئيس الوزراء الأسبق . يذكر أن سترو كان مدير حملة بلير الانتخابية عام 1994 لزعامة العمال ثم كان كذلك أيضا في عام 2007 مما جعله من أهم الشخصيات بالحزب وتولى بسببها عدة مناصب وزارية وكذلك زعيم حزب الأغلبية بمجلس العموم وكان محاميا جنائيا ، ودخل مجلس العموم عام 1979 ولدى شهادته مؤخرا حول مساندته لمشاركة بريطانيا في حرب العراق عندما كان وزير للخارجية قال إنه كان أصعب قرار في حياته سواء سياسيا أو أخلاقيا .