كشفت التغطية الصحفية التي قامت بها الصحف القومية للمؤتمر الصحفي الذي عقده وزير التنمية الاقتصادية عثمان محمد عثمان للإعلان عن المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية للاقتصاد المصري في العام المالي المنقضي 2009/2010، عن إنحياز واضح ومسف للسياسات الاقتصادية الحكومية، حيث تحولت تلك الصحف من ناقل للمعلومة ومحلل لها، إلي مجرد آلية للدفاع وبشكل فج عن السياسات الحكومية الفاشلة علي الصعيد الاقتصادي وتلوينها باللون الوردي، ولعل المتابع لما نشرته تلك الصحف - المسماة بالقومية - يدرك حجم الانحياز الواضح لهذه الصحف تجاه الأداء الاقتصادي لحكومة الدكتور نظيف، حيث خرجت علينا الصحف القومية «الأهرام والأخبار والجمهورية» بعناوين تبرز أن الاقتصاد المصري تعافي من الأزمة المالية العالمية وحقق معدل نمو بلغ 5.3% مقارنة بمعدل 4.7% خلال العام المالي السابق 2008/2009 وأن الربع الأخير أبريل يونيو من العام المالي الماضي 2009/2010 شهد تحقيق معدل نمو 5.9%، وهو ما يعني أن الاقتصاد المصري قرب من الوصول إلي معدلات النمو التي كان قد حققها قبل تفجر الأزمة المالية العالمية، وأشارت الصحف القومية إلي أن جميع قطاعات النشاط الاقتصادي أسهمت في عودة معدلات النمو إلي التصاعد في العام المالي 2009/2010، حيث حقق قطاع التشييد والبناء 13.2% وقطاع النقل والتخزين معدل نمو 6.8%.، فيما حقق قطاع تجارة الجملة والتجزئة معدل نمو 6.1% وقطاع الاتصالات والمعلومات معدل نمو 12% وقطاع المرافق العامة معدل نمو 6.4%. كما استردت القطاعات التصديرية عافيتها بعد تجاوز تداعيات الأزمة العالمية حيث حققت الصناعات التحويلية غير البترولية معدل نمو 5.3% في عام 2009/2010 وقطاع السياحة حقق معدل نمو 12% في عام 2010 / 2009. وتناست هذه الصحف الإشارة إلي أن السياسات الاقتصادية لحكومة الدكتور نظيف تسببت في تراجع مستويات الدخل لدي المواطنين، بسبب تخفيف الضرائب علي الأغنياء، وفرض حزمة من الضرائب علي أصحاب الدخل المحدود، مما أدي إلي إيجاد فجوة بين الطبقة الغنية وطبقة الفقراء التي لا تزال تشهد اتساعا في أعداد الأسر الفقيرة وازدياد نسب الفقر، كما تجاهلت هذه الصحف أيضا الإشارة إلي تقارير البنك الدولي والتي أكدت أن هناك نحو 40% من المصريين لا يزالون يعيشون تحت خط الفقر، وليس 16.8% فقط كما أوضح وزير التنمية الاقتصادية عثمان محمد عثمان. من جهة أخري جاءت التغطية الصحفية لتصريحات وزير التنمية الاقتصادية من جانب الصحف المستقلة والحزبية أكثر مصداقية، حيث اهتمت هذه الصحف بعرض وتحليل التقرير الذي عرضه الوزير بما تضمنه من أرقام وإحصائيات بصورة أكثر حيادية، كما تضمنت التغطية الصحفية لتصريحات الوزير تعليقات الخبراء والمختصين علي كلام الوزير وحقيقة الأرقام التي عرضها، وبيان صدقها من عدمه خاصة تصريحات الوزير عن انخفاض أعداد الفقراء ونسبتهم في مصر إلي أقل من 16.8%، كما اهتمت هذه الصحف بافراد مساحات كبيرة من تغطيتها لتصريحات الوزير للأجزاء المتعلقة بالأسعار ومعدلات التضخم وكذلك ارتفاع نسب الفقراء في المجتمع المصري، علي عكس الصحف القومية.