!دون أن يقصد الدكتور «علي الدين هلال» وصف النظام ب «الهزؤ» رغم أنه كان في موقف الدفاع عن النظام الحالي. .. وإن كان يريد الرجل في كلمته أمام طلاب الجامعات المشاركين في معسكر أبوبكر الصديق بالإسكندرية مساء السبت الماضي أن يصف النظام الذي يستجيب لمطالب القوي السياسية والوطنية، بإجراء تغيير دستوري يتيح فرصة لمرشحين آخرين للترشح علي منصب الرئاسة وغيره من المواد سيئة السمعة في الدستور الحالي بعد «الترقيعات» التي أدخلت عليه بأنه «النظام الهزؤ».. باعتبار أن النظام الحالي لا يستجيب أبداً لأي مطالب للقوي السياسية والشعبية خاصة في شأن تغيير الدستور لجلعه بدلاً من الدستور المهلهل الموجود حالياً. طبعاً الدكتور علي الدين هلال أستاذ السياسية ومنظر الحزب الوطني حالياً يعلم أن النظام ظل رافضاً منذ توليه السلطة تغيير الدستور أو إدخال أي تعديلات عليه.. وبعد الفترة الأولي من حكمه طالبت القوي السياسية بضرورة الدخول إلي الدول الديمقراطية الحقيقية وليست «الديمقراطية المزيفة» التي يتبعها النظام.. ومن ثم وضع دستور جديد للبلاد، خاصة أن الفترة الأولي من حكم الرئيس مبارك اعتبرها البعض فترة انفتاح.. بعد أن أفرج عن معتقلي 11 سبتمبر، ودعا إلي مؤتمر اقتصادي بمشاركة جميع الخبراء المصريين من كل الجهات السياسية.. ودعا إلي مؤتمر سياسي لرؤية مستقبل مصر «لم يعقد» .. واتفقت القوي السياسة علي تكليف عدد من خبراء القانون لوضع دستور جديد للبلاد كان من بينهم المرحومان فتحي رضوان والدكتور حلمي مراد، وتم تقديمه بالفعل إلي الرئيس مبارك، لكنه لم يستجب إلي أي شيء. واستمر علي نهجه حتي قال بالفم المليان «إن الدستور خط أحمر ولن يتم تعديله»، ومع هذا استمرت القوي الوطنية في المطالبة بتعديل الدستور، خاصة في المادة التي تتعلق بطريقة اختيار رئيس الجمهورية «المادة 76»، وكذلك مدد الحكم «المادة 77».. ومع الضغوط الخارجية وخاصة بعد اتهامات الرئيس الأمريكي بوش مصر والسعودية بأن أنظمة حكمهما وراء تصدير الإرهاب. وهنا استجاب الرئيس بإجراء تعديل دستوري علي المادة 76 بعد أيام من اتفاق الحزب الوطني مع أحزاب المعارضة علي تأجيل ذلك إلي ما بعد انتخابات مجلس الشعب.. إلا أن الجميع فوجئ بقرار مبارك بإجراء ذلك التعديل في فبراير عام 2005 قبل الاستفتاء علي الرئاسة وانتخابات مجلس الشعب. وليتم بعد ذلك تفصيل المادة 76 لكي يتيح للرئيس مبارك فقط أو من يختاره من حزبه ليصبح رئيساً نظراً للشروط المعقدة التي وضعها ترزية النظام تحت زعم ضمانات الترشيح للرئاسة. .. فمن هو النظام ال «الهزؤ»؟!