التعليم تنظم فعالية "دور معلمة رياض الأطفال في رفع وعي طفل"    جامعة قناة السويس تصنف من أفضل 6.5% جامعة عالميًا وفقًا لتصنيف CWUR 2024    البحرية المصرية والبريطانية تنفذان التدريب البحري المشترك "مدافع الإسكندرية"    «التربية والتعليم» تنظم فعاليات مسابقة المعلمة الفعالة    أمير عيد يؤجل انتحاره لإنقاذ جاره في «دواعي السفر»    توزيع 4 أطنان أرز وسكر على الأسر الأولى بالرعاية بكفر الشيخ    «الإسكان» تعتمد تخطيط أرض مشروع شركة مشارق للاستثمار العقارى بالقاهرة الجديدة    رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمنظومة النقل الذكي على الطرق السريعة (ITS)    بدء التعاقد على الوصلات المنزلية لمشروع صرف صحي «الكولا» بسوهاج    «المشاط» تناقش مع «الأوروبي لإعادة الإعمار» آفاق الاستثمار الخاص ضمن برنامج «نُوَفّي»    تداول 10 آلاف طن و585 شاحنة بضائع بموانئ البحر الأحمر    انطلاق القمة العربية ال33 في البحرين (بث مباشر)    زعماء دول البلطيق يدينون محاولة اغتيال رئيس الوزراء السلوفاكي    الرئيس الصيني: موسكو وبكين تدعوان إلى «حل سياسي» في أوكرانيا    نقابة العاملين الأكاديميين بجامعة كاليفورنيا تجيز إضرابا ردا على قمع احتجاجات غزة    الرئيس الأوكراني يتوجه إلى جبهة "خاركيف" في ظل احتدام المعارك شمالي المنطقة مع القوات الروسية    قمة البحرين.. قائمة الزعماء العرب الحاضرون والغائبون    " أخر مسمار في نعشه".. تصريح صادم من ميدو عن حسام حسن    هالاند يتصدر إعلان قميص مانشستر سيتي لموسم 2025    الدوري السعودي يستخدم "الغردقة" لجذب محمد صلاح.. ما التفاصيل؟    تراجع دور بيلينجهام في ريال مدريد بسبب مبابي    شوبير السبب.. كواليس إيقاف الحكم محمود عاشور من إدارة مباريات الدوري المصري    تجديد حبس سائق «أوبر» المتهم بخطف والتعدي على "فتاة أوبر الجديدة"    توقعات موعد عيد الأضحى لعام 2024 في الدول العربية: تحديدات واحتمالات    رابط التقديم في الصف الأول الإبتدائي 2024-2025 والأوراق المطلوبة للتقديم    قرار قضائي جديد بشأن سائق أوبر المتهم بالاعتداء على سيدة التجمع    وفاه الشيخ السيد الصواف قارئ الإذاعة المصرية.. وأسرة الراحل: الدفن والعزاء بمسقط رأسه    "العربة" عرض مسرحي لفرقة القنطرة شرق بالإسماعيلية    رئيس جامعة المنيا يبحث مع الجانب الإيطالي تطوير معامل ترميم الآثار بالجامعة لخدمة الباحثين    لهذا السبب.. ياسمين عبد العزيز تتصدر تريند "جوجل"    ممنوع الرضع.. تعرف على شروط دخول حفل شيرين عبد الوهاب في دبي    محافظ أسيوط يستقبل مساعد وزير الصحة للمشروعات ويتفقدان مستشفى بني محمديات بمركز أبنوب    «الصحة» تقدم 5 إرشادات مهمة للوقاية من الإصابة بالعدوى خلال فترة الحج 2024    وزير الزراعة: صرف 139 مليون جنيه تمويلا جديدا للمشروع القومى للبتلو    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق داخل شقة في العجوزة    وزير الخارجية اليمني: هجمات الحوثيين لم تضر سوى باليمن وشعبه وأشقائهم العرب    الأحد.. عمر الشناوي ضيف عمرو الليثي في "واحد من الناس"    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    «الداخلية»: ضبط 13 ألف قضية سرقة تيار كهربائي خلال 24 ساعة    المشدد 6 سنوات لعامل ضبط بحوزته 72 لفافة هيروين في أسيوط    "الرعاية الصحية": حل 100% من شكاوى المنتفعين لأول مرة    الولايات المتحدة.. تراجع الوفيات بجرعات المخدرات الزائدة لأول مرة منذ جائحة كورونا    محافظ أسيوط يستقبل مساعد وزير الصحة ويتفقدان مستشفى بني محمديات بأبنوب    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13166 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    مد فترة التقديم لوظائف القطار الكهربائي الخفيف.. اعرف آخر موعد    كولر يحاضر لاعبى الأهلي قبل خوض المران الأول فى تونس    يسرا رفيقة عادل إمام في مشوار الإبداع: بتباهى بالزعيم وسعيدة إني جزء من مسيرته    تعميم وحدات «اقتصاديات الصحة» بمستشفيات القليوبية لتحسين الخدمات الطبية    نجم الترجي السابق ل«أهل مصر»: الأهلي مع كولر اختلف عن الجيل الذهبي    اليوم.. انطلاق الملتقى التوظيفي لزراعة عين شمس    «الإفتاء» تحسم الجدل حول مشروعية المديح والابتهالات.. ماذا قالت؟    عبد العال: إمام عاشور وزيزو ليس لهما تأثير مع منتخب مصر    حلم ليلة صيف.. بكرة هاييجي أحلى مهما كانت وحلة    توقعات الأبراج وحظك اليوم 16 مايو 2024: تحذيرات ل«الأسد» ومكاسب مالية ل«الحمل»    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 16-5-2024    تنظيم 50 أمسية دينية في المساجد الكبرى بشمال سيناء    نجمة أراب أيدول برواس حسين تُعلن إصابتها بالسرطان    بوتين يصل إلى الصين في "زيارة دولة" تمتد ليومين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيد الغضبان يكتب: عبودية أمريكا لإسرائيل؟!
نشر في الدستور الأصلي يوم 26 - 07 - 2010

النفوذ الإسرائيلي الطاعن علي دوائر صنع القرار في أمريكا يعرفه القاصي والداني، وشواهده تتري ليل نهار، غير أن أكثر الواثقين من وجود هذا النفوذ، والعارفين لأبعاده لم يكن يخطر ببالهم أن هذا النفوذ بلغ الحد الذي جعل الرؤساء الأمريكيين مجرد دمية يحركها المسئولون الإسرائيليون كيفما شاءوا؟!!
وأن الأمريكيين في نظر هؤلاء المسئولين الإسرائيليين ليسوا أكثر من «قطيع» بلا عقل ولا إرادة، وبيد أي مسئول إسرائيلي أن يحرك هذا «القطيع» في الاتجاه الذي يريده.
وقد تكفل الغرور الإسرائيلي بتقديم الدليل المادي علي وصول العلاقة الإسرائيلية الأمريكية إلي مستوي «السيادة» الإسرائيلية و«العبودية الذليلة» الأمريكية، شهد أحد ممارسي هذه السيادة الإسرائيلية علي «عبيده» من القادة الأمريكيين وعلي «قطيع» المواطنين الأمريكيين، كما يراهم «السيد الإسرائيلي»؟! الشهادة مسجلة في عبارات واضحة وساطعة أدلي بها رئيس وزراء إسرائيل وهو في حالة مصارحة نادرة لأسرة إسرائيلية، ليطمئنها ويطمئن الإسرائيليين جميعاً إلي أن أمريكا بكل قوتها ونفوذها عالمياً ليست أكثر من «عبد ذليل» يتلقي الأوامر من سيادته في إسرائيل ولا يملك إلا الطاعة الذليلة، وتسخير قوته لتكون دائماً في خدمة سادته الإسرائيليين.
هذه هي أمريكا الحقيقية كشفها بكل الصلف والغرور رئيس الوزراء الإسرائيلي.. والغريب أن القادة الأمريكيين ابتلعوا هذه العبارات التي تكشف عن عبوديتهم الذليلة ولم يستطيعوا أن يعلقوا بكلمة احتجاج خجولة تحفظ لهم بعضاً من كرامة مرغها نتنياهو في الوحل؟! أما الشعب الأمريكي الذي لحقته نفس الإهانة وربما أكثر فقد حاولت وسائل الإعلام الأمريكية أن تخفف من عبارات الإهانة أو تحجبها حتي لا تتحرك فيه نخوة أو شعور بالإهانة يدفعه إلي التمرد علي وضع «القطيع» الذي يراه عليه الإسرائيليون.
لا يعنيني هنا أن أرثي لحال القادة الأمريكيين الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا عبيداً أذلاء ل«المسئولين الإسرائيليين» وخرست ألسنتهم فلم يستطيعوا النطق بكلمة احتجاج علي الإهانة العلنية التي لطخت الكبرياء الأمريكي المزعوم علناً وبعبارات فجة لا تراعي الحفاظ علي الحد الأدني من ماء الوجه المراق للقادة الأمريكيين، فهذا شأن يخص هؤلاء القادة الذين قبلوا الذلة عن يد وهم صاغرون؟!
ما يعنيني هو أن نعرف وبوضوح كيف أن إسرائيل بلغت هذه الدرجة من قدرتها علي إذلال القيادات الأمريكية، وتسخير القوة الأمريكية لضرب المصالح العربية؟ سيبادر البعض بتقديم التفسير التقليدي الذي يري أن اللوبي الصهيوني في أمريكا هو الذي مكن إسرائيل من أن تكون السيد المطاع، وأن تكون أمريكا هي «العبد المطيع» وأن تتمكن إسرائيل من تسخير هذه القوة لصالحها.
لا أشك في أن اللوبي الصهيوني له دور مؤثر في هذا الشأن، غير أن العنصر الأهم هو «الضعف العربي» وخنوع أنظمة الحكم العربية واستسلامها المطلق لأمريكا.. ولو أن أنظمة الحكم العربية استخدمت الحد الأدني من أدوات الضغط التي تتيحها إمكانيات الدول العربية الهائلة والتي يمكن أن تكون عنصر ردع وضغط لا تستطيع أي إدارة أمريكية أن تتجاهله، لو أن أنظمة الحكم العربية استخدمت الحد الأدني من الإمكانيات العربية ولوحت بما يهدد المصالح الأمريكية لما استطاعت إسرائيل أن تصل بعلاقاتها مع أمريكا إلي هذا الحد الذي جعل القوة الأمريكية موجهة بالإرادة الإسرائيلية.
أما الشعب الأمريكي الذي أهانه نتنياهو واعتبره «قطيعاً» يحركه كيفما يشاء.. فقد أهمل العرب أنظمة وشعوباً في مخاطبته بالأسلوب الذي يكشف له حقيقة إسرائيل. فأنظمة الحكم العربية التي تنفق البلايين في إنشاء ترسانات إعلامية ومؤسسات علاقات عامة ضخمة، هذه الأنظمة توجه هذه الترسانة الهائلة لتجميل وجه أنظمة الحكم ليس أكثر ولا تولي اهتمامًا مناسباً لخطاب إعلامي يوجه إلي الشعب الأمريكي لتعريفه بالقضايا العربية العادلة وكسب تعاطفه مع هذه القضايا، وكشف الوجه العنصري البشع لإسرائيل، وممارساتها الفاجرة التي تنتهك أبسط حقوق الإنسان وجرائم الحرب التي ترتكبها كل يوم.
أما الجاليات العربية في المهجر، خاصة في أمريكا وعدد هذه الجاليات يتضاعف باستمرار، فحركتها لم تزل مقيدة، وقواها مشتتة، وهنا أيضاً نستطيع أن نؤكد بضمير مستريح أن أنظمة الحكم العربية هي المسئول الأول عن هذا التشتت. بل إن هذه الأنظمة تدفع هذه الجاليات لصراعات جانبية في محاولة من كل نظام للسيطرة علي هذه الجاليات، يحدث هذا في الأندية التي تنشئها هذه الجاليات، ويحدث في المساجد والكنائس.. كل نظام من أنظمة الحكم العربية ينفق الملايين في محاولة للسيطرة علي هذه الأندية ودور العبادة ليسيطر علي النسبة الأكبر من هذه الجاليات، وأصبحت هذه الجاليات ساحة صراع بين أنظمة الحكم العربية، كل منها يريد أن يكسب «ولاء» هذه الجاليات لشخص حاكم من الحكام؟!
هذه هي الصورة المؤسفة للصراع العربي العربي بين أنظمة حكم عربية لا يعنيها إلا كسب الولاء لأشخاص الحكام، أما المصلحة «القومية» العربية العليا التي تحتاج إلي جمع القوي وحشد الطاقات للجاليات العربية في المهجر، واستخدام وسائل الاتصال الجماهيري الحديثة للدفاع عن الحقوق القومية العربية فهذه هي الفريضة الغائبة لدي أنظمة الحكم العربية. من هنا خلت الساحة الأمريكية لإسرائيل لتفرض سيادتها علي أمريكا قيادة وشعباً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.