الماء والهواء والشمس والقمر ملك لكل البشر صحيح أن هناك من يدفع ثمن الماء المعدني وفي بعض المنتجعات الصحية هناك من يرصد مقابلاً للاستمتاع بالهواء والشمس والقمر إلا أن الحدود الدنيا هي أنك لو لم تمتلك ثمن الخدمة الممتازة ماء وهواء وحرارة وضوء «7 نجوم» فستحصل علي الحدود الدنيا منها مجاناً. بعض الفنانين صار إبداعهم للجميع فهو ماء وهواء.. ومن هؤلاء بالتأكيد «فيروز» ورغم ذلك فإن الصراع الدائر في لبنان لا يتوقف بسبب محاولة أبناء «منصور رحباني» منع أغاني «فيروز» التي شارك والدهما في صياغتها مع توءمه الفني «عاصي» منذ منتصف الخمسينيات وحتي نهاية السبعينيات علي مدي 25 عاماً.. المعركة أخذت أيضاً منحي قانونياً، أسرة «منصور» تحاول أن تحصل علي ما تراه حقاً لها في الأغنيات الموقعة باسم الأخوين «رحباني» ولهذا يتوعدون كل من يقدم أغنيات أو مسرحيات «فيروز» بغرامات مالية ضخمة كما أنهم يحذرون «فيروز» من تقديم أي حفل غنائي داخل وخارج لبنان؟! إنه صراع بين الخاص والعام.. «فيروز» ملكية عامة ولا تستطيع أن تفصل «فيروز» عن الأخوين «رحباني» وتحديداً في النصف الأول من عمرها الفني حيث امتزج هذا الثلاثي، كما أنه لا يستطيع أحد أن يجد خطاً فاصلاً بين «عاصي» و«منصور».. لا شك أن هناك من اجتهد في إسناد القسط الوافر من الحس الشاعري إلي «منصور» بينما المذاق الموسيقي نسبوه إلي «عاصي».. كان «منصور» قد بدأ مبكراً مشواره في التأليف وله أكثر من ديوان شعري يحمل اسمه منفرداً وهكذا صار البعض يعتبر أن الإبداع الموسيقي في هذه الحالة يتحمل القسط الوافر منه «عاصي».. وكان بالمناسبة الموسيقار «محمد عبد الوهاب» يميل إلي هذا الرأي كما أنه كان يعتقد أن «عاصي» - لاسع - علي المستوي الشخصي أكثر من «منصور» ولهذا فإنه بالنسبة لعبد الوهاب هو صاحب الومضات التي تمس القلب؟! لا شيء مؤكد حتي ما يعلنه «محمد عبد الوهاب» يدخل في إطار الاجتهادات الشخصية وعندما كان يسأل أحد «منصور» خاصة بعد رحيل «عاصي» حيث عاش «منصور» أكثر من 20 عاماً بعده فكان يقول عندما أستمع إلي أغانينا لا أعرف بالضبط من الذي صاغ هذه الجملة الموسيقية أو كتب هذه الجملة الشعرية.. الورثة علي الجانبين انحازوا إلي آبائهم أسرة «عاصي» فيروز وابنتها «ريما» وابنها «زياد» قدموا مؤخراً فيلماً تسجيلياً تحدثت فيه لأول مرة «فيروز» عن «عاصي» الأب والزوج والموسيقار العبقري وتجاهلوا «منصور».. بينما أبناء «منصور» يملئون الدنيا مؤكدين أن عطاء «منصور» هو الأكثر أهمية حتي إن وزارة التعليم اللبنانية تدرس أشعاره علي الطلبة متجاهلة ما قدمه مع توءمه الفني «عاصي» مما دعا ورثة «عاصي» لإقامة دعوي ضد الوزارة!! لا أحد من الممكن أن يحتكر الشمس لنفسه أو يعلن امتلاكه للقمر لكن الورثة فعلوها!!