ذهب وزير الخارجية «أحمد أبوالغيط» مع وزيرة التعاون الدولي «فايزة أبوالنجا» إلي أديس أبابا في زيارة قصيرة.. ولقاء رئيس الوزراء الإثيوبي «ميليس زيناوي».. وبالطبع كانت الزيارة من أجل اتفاقية حوض النيل، خاصة أن إثيوبيا تقود دول المنبع في موقفها المتشدد والداعي إلي إعادة تقسيم مياه النيل، وعدم النظر إلي مطالب مصر في حقها التاريخي في المياه وفقاً لاتفاقيات سابقة عام 1929 و 1959. .. وعاد الوزيران من إثيوبيا كما ذهبا.. فلماذا لا نعلن عن فشلنا؟، فواضح أن إثيوبيا مُصرة علي موقفها.. وبدا ذلك في تصريحات رئيس وزرائها الذي أكد حقوق بلاده سواء في التصريحات التي نقلها الوزيران إلي الزميلين «أسامة سرايا» و«عبدالله كمال» رئيسي تحرير الأهرام وروزاليوسف واللذين رافقا الوزيرين في زيارتهما، أو من قبل في حواره مع الزميل «عبداللطيف المناوي» في التليفزيون المصري.. وبالطبع كان الرجل أي «ميليس زيناوي» كما قال الزملاء مقدراً لدور مصر التاريخي.. وحكمتها في التعامل مع الأزمات.. بما فيها الأزمة الأخيرة.. ولم ينسوا أن الرجل استقبل الوفد المصري بالترحيب والتقدير.. .. وهو أمر طبيعي ف «زيناوي» يتعامل كرجل دولة يجب عليه أن يستقبل ضيوفه بالترحيب والتقدير مع تمسكه بموقفه من قضية مياه النيل وقيادتها دول المنبع في التوقيع علي اتفاقية جديدة تؤثر في حصة مصر من المياه.. لقد ذهب الوزيران إلي إثيوبيا وعادا كما ذهبا.. فلم يحدث أي جديد.. فلماذا لا نعلن بشكل واضح وصريح عن فشل الزيارة؟!. إنهم يؤكدون الآن أهمية العلاقة، وكما يقول الزميل «أسامة سرايا»: علاقتنا بإثيوبيا يجب أن تكون قوية وحميمة ولا تقوم بها الحكومة وحدها ولكن الدولة بكل قدرتها وزخمها ومجتمعها العام والخاص، أي حتي الشعب يجب أن يشارك ويتفاعل مع هذا الاتجاه.. وما نقله الزميل عن الوزيرة «فايزة أبوالنجا»: «إن ما حدث أخيراً ربما يكون بمثابة ضارة نافعة لنا في مصر لأن الاهتمام بأفريقيا يجب أن يأخذ منحني ليس حكومياً فحسب ولكن شعبي أيضاً.. بأن يحرص المصريون علي استهلاك المنتجات الأفريقية وعلي الوجود في السودان وإثيوبيا وأن تكون هناك علاقات تجارية واقتصادية وسياسية مستمرة واتصالات بالنقل البحري والنهري والجوي والبري».. والربط بين مصر والبلدان الأفريقية يجب أن يكون سياسة الشعب والمجتمع ورجال أعماله ومؤسساته مثل الحكومة لكسر أي حاجز نفسي أو تباعد تقوده جماعات أو مصالح ضيقة لا تملك رؤية المصالح الحقيقية للشعوب الآن أو مستقبلاً.. ولعلنا هنا نذكر أن الذي وضع الحاجز النفسي هو النظام الذي اعتبر تلك الدول من الأعداء بعد محاولة اغتيال الرئيس «مبارك» في أديس أبابا عام 1995. .. والآن تطالبون الشعب الذي «زهق» من قبل بالاهتمام بأفريقيا.. يا أيها الذين في النظام أعلنوا فشلكم.. واتركوا الأمر لغيركم.