البدويات يطالبن بالإفراج عن ذويهن المعتقلين «البدويات» يخرجن عن صمتهن ويرفعن لافتات الاحتجاج للمرة الأولي في تاريخ سيناء يبدو أن ماجري في سيناء من توترات غيرت في شكل وتركيبة الشخصية السيناوية لم يقتصر علي الرجل السيناوي فقط، بل امتدت آثارها إلي المرأة البدوية ذات البرقع، التي خرجت عن تقاليدها التي تفرض عليها الصمت وعدم التدخل في شئون الرجال، لتنظيم البدويات للمرة الأولي في تاريخ سيناء عدة مظاهرات خرجن فيها رافعات اللافتات للمطالبة بالإفراج عن ذويهن. وللمرة الأولي أيضا اعتصمت النساء البدويات أمام مديرية أمن شمال سيناء، وأمام المساجد وداخل مقار أحزاب المعارضة.. وتكررت هذه المشاهد التي لم يعتدها المجتمع السيناوي البدوي في السنوات الأخيرة عدة مرات؛ ليتأكد - وبالدليل القاطع- أن ثمة شيئًا غريبًا وخطيرًا طرأ علي هذا المجتمع المتحفظ بطبيعته بكل فئاته. ونددت البدويات المتظاهرات بالأحكام الغيابية التي حكم بها علي ذويهن، وطالبن بإسقاطها. وكان لافتا وغير تقليدي أن تشهد مدينة العريش خلال الأعوام الثلاثةالماضية عددًا من المظاهرات والاعتصامات التي نظمتها البدويات طالبن فيها بالإفراج عن المعتقلين من ذويهن لأسباب جنائية وسياسيةوآخرين من المعتقلين علي خلفية تفجيرات سيناء التي وقعت بين عامي 2004 و2006 دون أن يقدموا للمحاكمة حتي الآن، ووصفوا استمرار اعتقال ذويهن ب «الظلم»، والتعدي علي حرمتهم، هو المبرر لهؤلاءالسيدات للخروج عن طبيعتهن الصامتة. تقول أم سالم وهي تبكي: «تم اعتقال ابني منذ نحو عامين أثناء نومه بالمنزل،ولا أعرف سبب الاعتقال حتي الآن». وتضيف: «حاول رجال القبيلة الوصول لمعلومات تقودهم لمكان الابن المعتقل إلا أنهم لم يتمكنوا من التعرف علي مكانه». وتقول فاطمة أبو سلمان إن زوجها تم اعتقاله منذ نحو عام ونصف العام أثناء قيامه بالعمل في المزرعة المجاورة للقرية، مؤكدةأن الشرطة لم توجه له أي اتهام حتي الآن، وشددت علي أنهالا تعرف لماذا تم اعتقاله حتي اليوم، وتضيف: إن لديها 3 أطفال أصغرهم لم ير والده حتي الآن لأنه ولد وأبوه في المعتقل. وتقول أم عياد: إن شقيقها تم اعتقاله منذ ثلاثةأعوام، مؤكدة أن والدتها ماتت حزنا وكمدا علي ابنها الذي اعتقل دون وجه حق وتم حبسه دون أن توجه له أي اتهامات. وتضيف أن ابن عمها صدر حكم ضده بالسجن غيابيا وهو الآن هارب في الجبل وأن منازلهن تتعرض كل عدة أيام لحملات مداهمات وتفتيش من الأجهزةالأمنية. وتقول هند سلام «اعتقلت الشرطة زوجي وزوج شقيقتي منذ عام 2008 دون توجيه اتهام لهما ومنذ ذلك الوقت وأنا وشقيقتي نعاني بأطفالنا الذي لا يوجد مصدر دخل لسد معيشتنا واحتياجاتنا. وتشتكي أم سويلم من سوء أوضاعهم المعيشية وعدم توفيرفرص عمل للشباب. وتؤكد أن القري التي يعيشون فيها محرومة من الخدمات مما جعل حياتهم صعبة ولا تطاق. وفي شهر فبراير الماضي تظاهرت عشرات البدويات أمام مديرية أمن شمال سيناء بمدينة العريش للمطالبة بالإفراج عن ذويهن المعتقلين لأسباب جنائية وسياسية وآخرين من المعتقلين علي خلفية تفجيرات سيناء التي وقعت بين عامي 2004 و2006 دون أن يقدموا للمحاكمة حتي الآن.واصطحبت البدويات أطفالهن الصغار ورددن الهتافات التي تطالب بالإفراج عن ذويهم أو تقديمهم إلي محاكمة عادلة. ونددت البدويات المتظاهرات أيضا بالأحكام الغيابية التي حصل عليه ذووهم وطالبن بإسقاطها.وفرضت الشرطة طوقا أمنيا كبيرا علي البدويات المتظاهرات لمنع اقترابهن من مديرية الأمن ومنعت سكان العريش من الاقتراب منهن للتضامن معهن. وحاول ضباط مباحث أمن الدولة إقناع المتظاهرات بالانصراف مع وعد ببحث مطالبهن إلا أن معظم السيدات رفضن ذلك وانصرفت بعد انتهاء المظاهرة. وفي نفس الشهر تظاهرت نحو 35 سيدة بدوية عقب صلاة الجمعة أمام مسجد الرفاعي بوسط مدينة العريش للمطالبة بالإفراج عن ذويهن المعتقلين. وتقول المصادر الأمنية إن معظم الذين تم القبض عليهم يتم تجديد حبسهم عن طريق النيابة وأن هناك عددا من المعتقلين علي خلفية عمليات تهريب عبر الأنفاق ما زالت التحقيقات جارية معهم. وترفض أجهزة الأمن الإفراج عن مسعد أبو فجر زعيم حركة «ودنا نعيش» البدوية وأشهر المعتقلين البدو رغم حصوله علي 17 حكما قضائيا بالإفراج عنه. وداهمت الشرطة منزل أبو فجر بمدينة الإسماعيلية في شهر ديسمبر قبل الماضي؛ حيث ألقت القبض عليه للتحقيق معه بتهمة التحريض والتخريب وإتلاف الممتلكات العامة ومقاومة السلطات والتعدي علي موظفين عموميين في أثناء تأدية عملهم في قضية أحداث البدو بمنطقة الماسورة برفح التي وقعت نهاية يوليو 2008. وشهدت شمال سيناء العديد من المظاهرات والاعتصامات احتجاجا علي استمرار عمليات الاعتقال والاحتجاز لعدد من البدو وعدم التزام الشرطة بالإفراج عن المعتقلين.