بعد لمسة العصا الفضية.. أخذت سندريلا تتأمل نفسها في المرآة القديمة بغرفتها الضيقة.. وتمعن النظر في الرداء الأسطوري اللامع والحذاء الذي لا تشعر فيه بالارتياح رغم أناقته البالغة.. ثم أنصتت لكلام الساحرة وهي تصف لها العربة المسحورة التي ستأخذها إلي قصر الأمير.. ونصيحتها بمغادرة الحفل قبل منتصف الليل حيث ينتهي حينها مفعول كل شيء.. فأجابتها سندريلا بصمت مطلق.. صاحبه تساؤلات دارت في نفسها.. مال تلك الساحرة ومالي..؟؟ وكيف لها أن تقتحم عالمي الصغير بهذه الجرأة؟؟. وتظن نفسها تعلم سبب بكائي..؟؟ وسر حزني.. وأين ستكون راحتي وسعادتي..؟؟ وتتصرف وكأنها تقف علي حدود وأبعاد أحلامي.. فتصبغني بسحر مؤقت محدود المدة.. وتجلب لي عربة مسحورة تأخذني لقصر أمير لم أره أبداً من قبل علي أمل أن يختارني للزواج..!! لاحظت الساحرة طول فترة صمت سندريلا.. وأوشكت علي سؤالها عن سر ذلك الصمت.. إلا أن سندريلا بادرتها بالتراجع خطوتين للوراء، ثم طلبت منها الانتظار لدقيقة واحدة.. واختبأت خلف حاجز خشبي متهتك داخل غرفتها.. لتخرج من وراء ذلك الحاجز بعد دقائق مرتدية ملابسها القديمة.. تسير حافية القدمين وتنظر لقدميها بارتياح شديد.. الفستان الأسطوري في يدها اليمني.. والحذاء الأنيق في اليد اليسري.. تقدمت نحو الساحرة لتعطيها إياهم في هدوء بابتسامة ودودة وتشكرها.. فطغي علي وجه الساحرة دهشة جعلتها تعجز عن التعليق.. بينما بسندريلا تجيب علي دهشتها بعبارة واحدة: » لو الأمير حيتجوزني عشان الفستان والجزمة.. يبقي ما تلزمنيش الجوازة دي»!.