كشفت ندوة طبية عقدتها كلية الطب بجامعة طنطا أمس الأحد تحت رعاية الدكتور «عبدالفتاح صدقة» رئيس الجامعة عن تزايد معدلات نسبة الإصابة بأورام الكبد في مصر بشكل خطير، في الوقت الذي انخفضت فيه سن إصابة المريض بصورة واضحة، حيث أصبحت الإصابة تطول الصبية في سن صغيرة بعد أن كانت الإصابة تصيب أعماراً تزيد علي 60 عاماً، أما الآن فقد تم تسجيل حالات لا يزيد عمرها علي 14 عاماً. من جانبه أكد الدكتور «عبدالرءوف أبوالعزم» رئيس قسم طب المناطق الحارة والكبد والحميات بكلية طب طنطا ورئيس الندوة أن معدل الإصابة بأورام الكبد في تزايد مستمر وبصورة واسعة، ولاسيما في منطقة الدلتا، لافتاً إلي أنها الأوسع انتشاراً، وأضاف أن نسبة الإصابة بالسرطان بين مرضي الفيروسات الكبدية خاصة «C» و«B» ارتفعت إلي 5% علي الأقل، ومازالت في ارتفاع، وقال: من الصعب إجراء إحصائية دقيقة حول نسبة الإصابة نظراً لوجود حالات لا يتم تسجيلها في مستشفيات الحكومة، حيث إنها تتوجه لعيادات أو مستشفيات خاصة. وأضاف: في عام 2004 تم عمل رسالة ماجستير في قسم الكبد ووجدنا أن عدد الحالات المصابة التي سجلت في القسم تزداد عاماً بعد عام ونشاط الورم عدواني، حيث إنه يكبر بصورة سريعة وبالتالي يصعب علاجه، ومن هنا كان عنوان الندوة العلمية التي أقيمت بحضور أساتذة من جامعة عين شمس وقصر العيني وأساتذة الكبد وتم فتح مناقشة مفتوحة حول هذا الموضوع المهم. تشير الدراسات إلي أن الإصابة بأورام الكبد في منطقة الدلتا ترجع لسببين رئيسيين هما: الفيروسات الكبدية «C» و«B» ، بالإضافة إلي الملوثات البيئية ففيروس «C» علي وجه التحديد تعد مصر أكبر دولة يصاب مواطنوها في العالم به وتشكل محافظات الدلتا أعلي نسبة إصابة، حيث تبلغ نسبة الإصابة 2.14% من عدد السكان، وترتفع النسبة في القري، بينما تقل أكثر في عواصم المحافظات عنها في المدن حسب المستوي الثقافي والتوعية. وأعلن رئيس الندوة أنه أصبح لدي قسم الحميات والكبد جهاز للتردد الحراري وهو أول جهاز في مستشفيات جامعة طنطا لعلاج أورام الكبد عن طريق الكي، وقال إن الجهاز يعمل بكفاءة عالية، حيث يتم استقبال الحالات كل يوم اثنين وتتم دراستها لتحديد العلاج الأنسب حسب ظروف الورم وحجمه. وأوصت الندوة بضرورة متابعة مرضي التليف الكبدي وعرضهم كل 6 أشهر علي الموجات فوق الصوتية، وكذلك أي أورام حميدة في الكبد وحصر كل المصابين بالفيروسات الكبدية لمتابعتهم، وكذلك كل مواطن أخذ حقنة البلهارسيا أو حقنة حلاق الصحة في الماضي، فضلاً عن المرضي الذين يتعرضون لنقل دم مستمر مشددة علي أنهم الأكثر عرضة للعدوي ومرضي الفشل الكلوي وكذلك الأسر التي لديها شخص مصاب بفيروس لابد من متابعتهم، إضافة إلي متابعة المدمنين، لاسيما الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن باعتبارهم أيضاً أكثر عرضة من غيرهم، حيث إنه من الممكن أن يتم اكتشاف نسب كبيرة من هؤلاء دون أن يشعروا أنهم مصابون.