نحن بالفعل شعب ابن نكتة.. ليس بسبب أننا طول الوقت بنقول لبعض نكت علي أساس إن النكت تقريباً اختفت من حياتنا لتقتصر علي شوية إفيهات تجدد نفسها كل فترة بإفيهات جديدة وخلاص علي كده.. وليس بسبب أننا سعداء ومبتسمين وبشوشين وبنضحك في وش بعض طول الوقت علي أساس أن كل هذا التجهم والعبوس والغضب الذي يملأ الوجوه في الشوارع ليس له علاقة من بعيد أو من قريب بالضحك أو بالسعادة أو بالابتسام أو بالبشاشة في شيء.. ليس لأي سبب من دول.. ولكننا شعب ابن نكته لأن حياتنا نفسها أضحت - وخصوصاً في ال58 سنة الأخيرة - عبارة عن سلسلة متصلة من النكت اللي كل نكته فيهم تقول للنكتة التانية قومي وأنا أقعد مطرحك.. إحدي تلك النكت هي النكتة الخاصة بحكاية أن ثورة يوليو قامت لتساوي بين الجميع وتمحي الفوارق بين ابن الباشا وابن البواب وتزيل الطبقية والألقاب من مصر.. طبعاً كلام يهلك من الضحك.. ونكتة لا تثير الابتسام بقدر ما تثير الشعور بالأسي.. فبعد أن كان الباشا هو فقط الباشا اللي بجد.. أصبح كل رجال الأعمال ورجال الحكومة والحزب الوطني ورجال الشرطة ورجال أمن الدولة.. باشوات.. هذا هو ما فعلته الثورة.. شعب ابن نكته بقي ولا لأ ؟!