مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية يعترف بتمويل مشروع «تشويه صورة حزب الله» تسببت اعترافات أدلي بها مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية السفير «جيفري فيلتمانً مؤخراً حول مبالغ مالية كبيرة رصدتها الإدارة الأمريكية لتشويه صورة حزب لدي الشباب اللبناني في توتر وارتباك داخل الإدارة الأمريكية، خاصة مع إعلان الحزب اللبناني نيته بدء حملة علي المستويات الرسمية والقانونية والشعبية للتركيز علي اعترفات فيلتمان وفضحها. وكان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدني وسفير أمريكا السابق في لبنان جيفري فيلتمان قد أكد في شهادته في جلسة استماع بشأن «حزب الله» أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي قيام الولاياتالمتحدة بإنفاق أكثر من 500 مليون دولار في لبنان لتشويه صورة حزب الله لدي الشباب اللبناني. وقال فيلتمان في شهادته : « إن الولاياتالمتحدة تقدم المساعدة والدعم في لبنان اللذين يعملون علي إيجاد بدائل للتطرف والحد من صورة «حزب الله» الأيجابية لدي الشباب اللبناني، وتمكين الناس من خلال المزيد من الاحترام لحقوقهم وتوفير حظوظ الحصول علي فرص.. لقد ساهمنا من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية ومبادرة الشراكة الشرق أوسطية بأكثر من 500 مليون دولار لهذه الجهود منذ عام 2006». وقد حظيت تصريحات فيلتمان بتجاهل رسمي أمريكي ولبناني، ولم تعلق الإدارة الأمريكية رسمياً علي اعترافات فيلتمان، مما دفع عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي إلي إثارة القضية داخل البرلمان اللبناني، معتبراً أن هذا الموضوع يعد فضيحة كبيرة، ولا يمكن أن تقابل بتجاهل أو بصمت، خاصة أن من الوسائل التي استخدمت للمس بصورة «حزب الله» هي التحريض الطائفي والمذهبي، علي حد تعبير النائب اللبناني. وقال موسوي أمام النواب اللبنانيين إنه كما كان حزب الله معنياً بالدفاع عن لبنان في مواجهة العدوان العسكري، فنحن معنيون بالدفاع عنه في مواجهة هذا العدوان الثقافي، الأمني الإعلامي السياسي، داعياً المجلس النيابي، من خلال لجانه أو من خلال هيئته العامة، إلي «الاضطلاع بمسئولياته في الدفاع عن لبنان بالدرجة الأولي، وعن حقه في حماية وحدته الوطنية، وحقه في الوصول إلي الحقيقة دون تضليل». كما أعلن الموسوي أن كتلة «الوفاء للمقاومة» تستعد إلي مساءلة الحكومة اللبنانية عبر رئاسة المجلس النيابي، حول الخطوات التي ستقوم بها حيال هذا الأمر وحيال الجهة المحرضة علي أحد المكونات السياسية اللبنانية، وحيال الأطراف اللبنانيين الذين تقاضوا تلك الأموال والدور الذي قاموا به لقاء ذلك. كما كشفت الصحف اللبنانية أن لجنة قانونية في الحزب تدرس إمكان رفع دعوي قضائية ضد الإدارة الأمريكية وشخصيات وجهات لبنانية تقاضت أموالا من الأمريكيين، ويمتلك الحزب لائحة تفصيلية بأسمائها. وطالب النائب الموسوي الحكومة اللبنانية والقضاء اللبناني بإجراء تحقيق في الموضوع متهمًا سياسيين وحزبيين وإعلاميين بتلقي أموال أمريكية لتنفيذ المخطط، كما رد علي بيان السفارة الأمريكية الرافض هذه الاتهامات بطلبه منها تقديم لائحة كاملة بأسماء الذين تلقوا أكثر من 500 مليون دولار للمساهمة في تشويه صورة «حزب الله» لا التذرع بصرف هذه الأموال علي بلديات ومشاريع بتغطية من الوكالة الأمريكية للتنمية. وأكد الموسوي امتلاك حزب الله أدلة تثبت صحة اتهاماته وكشفًا بأسماء الأشخاص الذين قبضوا الأموال الأمريكية، علي أن يضعها في تصرف القضاء عندما يبدأ تحركه بهذا الصدد. من جانبها نشرت صحيفة الأخبار اللبنانية في عددها أمس رد المسئول الثقافي والإعلامي في السفارة الأمريكية، في بيروت ريان كليها، والذي دافع فيه عن نشاط الوكالة الأمريكية للتنمية ومبادرة الشراكة الشرق أوسطية وغيرها من المؤسسات غير العلنية، مشيراً إلي أن إدارته قدمت هذا الدعم بكل شفافية إلي الناس والإعلام، علي عكس جهات أخري في لبنان. وأكدت الصحيفة أن هناك حالة من الارتباك داخل السفارة اللبنانية بسبب الإحراج الذي يشعر به المسئولون في السفارة، وقامت السفارة بإرسال تقرير للإدارة في واشنطن تقول فيه إن مواقف مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأوسط، جيفري فيلتمان، وتبريراته أمام الكونجرس كانت لها تأثيرات سلبية جدًا في أصدقائنا في لبنان» ويضيف التقرير أنّ أطرافاً لبنانية عبّرت عن انزعاجها من «الأسلوب المباشر والواضح الذي تحدث به فيلتمان»، ناقلاً طلب هذه الأطراف أن تكون مواقف السفير السابق أكثر دبلوماسية حيال الملف اللبناني، خصوصاً حزب الله.