قررت محكمة جنايات القاهرة في جلستها المنعقدة اليوم برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، إيقاف محاكمة القياديين الإخوانيين محمد البلتاجي وصفوت حجازي، ومحمد محمود علي زناتي وعبد العظيم إبراهيم (الطبيبان بالمستشفى الميداني لاعتصام رابعة العدوية) لحين الفصل في دعوى رد المحكمة، وذلك في قضية اتهامهم باختطاف ضابط وأمين شرطة واحتجازهما قسريا وتعذيبهما داخل مقر الاعتصام المسلح لتنظيم الإخوان بمنطقة رابعة العدوية.وأثبت دفاع المتهمين اتخاذ إجراءات رد المحكمة وتحديد محكمة استئناف القاهرة لجلسة بعد غد "الثلاثاء" لنظر دعوى الرد المقامة من محمد البلتاجي أمام الدائرة ( 165 ) مدني بمحكمة استئناف القاهرة. وقام محمد البلتاجي – من داخل قفص الاتهام – بتلاوة أسباب رد هيئة المحكمة، والتي تمثلت في 3 أسباب رئيسية، يتصدرها الزعم بتبني المحكمة لرأي مسبق تجاه المتهم "البلتاجي" وباقي المتهمين في القضية، والذي يتمثل في الرأي الذي اعتنقته المحكمة في قضية المحامي حازم صلاح أبو اسماعيل حيث أكدت المحكمة في مدونات حكمها أن 30 يونيو هي "ثورة شعبية" وذلك على خلاف رأي المتهمين الذين يعتبرونها "ثورة مضادة" بحسب وصفهم.
وحضرت موظفة من محكمة استئناف القاهرة لإنهاء إجراءات دعوى المتهم محمد البلتاجي لرد المحكمة، والحصول على توقيعه بشخصه.
واعتلت هيئة المحكمة منصة القضاء وقام المستشار محمد شيرين فهمي بإثبات حضور المتهمين، ثم قامت هيئة الدفاع بإثبات إنهاء إجراءات رد المحكمة وتحديد الجلسة لنظر دعوى الرد.
وتضمنت دعوى الرد أيضا الادعاء بأن هيئة محكمة الجنايات التي تباشر محاكمة المتهمين في القضية، قد أفصحت عن وجهة نظرها عندما أعلنت في إحدى الجلسات انها تبحث عما يدين المتهمين بين مقاطع الفيديو المصورة التي تخص المتهم طالب الرد، وهي المقاطع التي قررت النيابة العامة أنها تحتوي على بعض عبارات التحريض على العنف المنسوبة للمتهم، وأن المحكمة رفضت أن تثبت في محضر الجلسة بعض العبارات التي وردت في تلك المقاطع المصورة للمتهمين والتي مفادها "حرصهم على حرمة الدم المصري".
كما جاء بدعوى الرد أن السبب الثالث يتمثل في بطلان تشكيل المحكمة بطلانا متعلقا ب "النظام العام" لوقوعه بالمخالفة لنص المادة 96 من الدستور، فيما يتعلق بعدم جواز محاكمة الشخص إلا أمام قاضيه الطبيعي وحظر المحاكم الاستثنائية.. حيث أوضحت الدعوى أن دائرة المحكمة شكلت خصيصا لمحاكمة المتهمين، وهو ما أثار في نفس المتهم طالب الرد (محمد البلتاجي) عدم الاطمئنان لمحاكمته في ظل هذه الظروف.
وكان النائب العام المستشار هشام بركات قد سبق وأن أحال المتهمين للمحاكمة الجنائية، وذلك بعدما أسندت إليهم النيابة تهم إدارة تشكيل عصابي بغرض الدعوة إلى تعطيل أحكام القانون ومنع السلطات العامة من ممارسة أعمالها، ومقاومة السلطات، والبلطجة، والشروع في قتل النقيب محمد محمود فاروق معاون مباحث قسم مصر الجديدة ومندوب الشرطة هاني عيد سعيد.
وكشفت تحقيقات نيابة شرق القاهرة الكلية في القضية عن توافر الأدلة ضد المتهمين على قيامهم بإلقاء القبض على المجني عليهما ضابط الشرطة ومعاونه حال قيامهما بمهام تأمين مسيرة لجماعة الإخوان المسلمين، واقتادوهما إلى داخل اعتصام رابعة العدوية، وتعدوا عليهما بالضرب وأحدثوا بهما إصابات شديدة، لافتا إلى أن رئيس حي شرق مدينة نصر تمكن بتدخله لدى المعتصمين برابعة العدوية من إطلاق سراح المجني عليهما.
وأكد شهود الواقعة بتحقيقات النيابة التي أشرف عليها المستشار مصطفى خاطر المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة الكلية – صحة ما تعرض له رجلا الشرطة من قبض واحتجاز داخل منطقة الاعتصام برابعة العدوية وتعذيبهما بدنيا.