المشي.. من هواياتي المفضلة.. مش رياضتي المفضلة.. لأني مش رياضية عندي قناعة إني لما أمشي في أي شارع..يبقي لازم هاشوف أو هاسمع أو هاتعلم أو هاحس بحاجة جديدة. كنت في الدقي..وقررت أمشي لوسط البلد..وفي سكتي عديت علي ميدان التحرير...وعديت كمان من جنبه. الجو كان حر..ومناديلي كانت خلصت وهو كان معاه مناديل...بصيتله كده وأنا جاية عليه قلت لأ مش هاشتري منه. شكله عنده شيء من الإعاقة الذهنية...مما يوحي أنه ممكن يعمل أي حركة غير متوقعة..بصراحة أنا كنت خايفة..بالرغم من حبي الشديد وتقديري للمعاقين ذهنيا. عديته بخطوتين...لاقيته ماعملليش أي حاجة...كانت الفكة اللي معايا 75 قرش بس إديتهمله وأخدت باكو مناديل...لما لاقاهم عملتين كان عاوز يديني باكو مناديل تاني...قولتله لأ ده حق واحد بس...مشيت خطوة كده وبعدين حسيت إني عاوزة أشكره علي ذوقه وضميره اللي بيملكهم واحد.. صاحب قلب كبير جدا..وعقل غير مكتمل النمو..وده لأن ربنا بيقطع من هنا وبيوصل من هنا...وحسيت إني كمان عاوزة أعتذرله عن خوفي منه اللي هو مايعلمش بيه إنما ربنا كان عالم بيه..قررت أرجع وأديله فلوس ليه هو مش أخد بيهم مناديل...خد الفلوس ومابصش فيها ومد إيديه يديني باكو مناديل تاني...فقولتله شكرا دول ليك...بصوت عالي جدااااا وبزعل قاللي لأ..لأ.. أنا أخدت فلوس وإنتي أخدتي مناديل... أخد فلوس تاني تاخدي مناديل تاني. احترمت رغبته...لأنه بيحترم نفسه وأخدت باكو المناديل..حسيت إنه بيقولي أنا زيي زيك إنتي مش أحسن مني...وفعلا دي حقيقة. اللي أنا تأكدت منه من خلال موقفي معاه.. إنه ميعرفش المناديل اللي بيبيعها دي الواحد منها بكام...وإنه مايعرفش قيمة العملة...لكن يعرف قيمة الكرامة. (((الكرامة))) اللي بقابل ناس كتير بيلمعوا ومعاهم فلوس عفنت من الركنة... ميعرفوش عنها حاجة...وإن عرفوها بيتنازلوا عنها ويبيعوها بأي تمن أو مقابل أي مصلحة، فجأة خدت بالي إني بتعامل في الحياة اليومية مع ناس كتير أووووووي معندهمش كرامة...بس ما باخدش بالي منهم. سيبته ومشيت وأنا متنحة...وسمعته وأنا ماشية بيقولي..ربنا يستر طريقك...رديت عليه بصوت هو ماسمعهوش وقلت...ماهو أكيد ساتر طريقي مادام بقابل في الطريق ناس زيك.