قضية مهمة تاهت الأسبوع الماضي بين أخبار البرادعي وأحداث فلسطين.. حيث صدر تقرير لجنة جهاز التفتيش الفني علي أعمال البناء التابع لوزارة الإسكان.. والتي قام مجلس الشعب بتشكيلها لبحث مدي مخالفة عائلة السلاب في مشروعاتها العقارية والسكنية بمدينة نصر.. بعد قرار محافظ القاهرة بهدمها أو تغريم أصحابها. تعود وقائع القضية إلي فبراير الماضي.. عندما ثار بعض النواب داخل مجلس الشعب.. واعتصم آخرون منهم بحجة تعنت محافظ القاهرة تجاه زميلهم مصطفي السلاب.. وغمزوا ولمزوا في عبد العظيم وزير- محافظ القاهرة. نجح السلاب- وقتها- في تحويل قضيته الشخصية إلي قضية عامة، وحشد زملاءه من النواب حول قضيته بعد أن قال لهم نصاً: (والله العظيم تلاتة والمكان الطاهر ده -يقصد قاعة مجلس الشعب!!!- أنا جاللي السكر الأيام اللي فاتت من عمايل المحافظ).. فثار النواب عن بكرة أبيهم.. ثورة رجل واحد متهمين محافظ القاهرة بالتربص بنواب الشعب. وكاد أن يفشل رئيس المجلس في السيطرة علي ثورة النواب.. فطلب المدد من أحمد عز الذي تضامن مع النواب.. بل احتد في كلامه بالمجلس حتي طاح المايك أمامه بسبب غضبته الهصور.. وانتهي الموقف بصدور قرار رئيس الوزراء بإيقاف قرار محافظ القاهرة بإزالة المخالفات في عقارات السلاب.. وأصدر مجلس الشعب قراراً بتشكيل لجنة من وزارة الإسكان لدراسة الموقف وتقديم رأيها. الأسبوع الماضي أصدرت اللجنة قرارها.. وأثبتت أن محافظ القاهرة كان علي حق.. وأن عقارات السلاب مخالفة.. ومن ثم أعلن المحافظ أنه سيتم تحصيل الغرامات بالنسبة للمخالفات غير الوجوبية التي لا تستلزم الإزالة.. أما المخالفات الوجوبية فسيتم إزالتها فوراً.. وتقدم أحد أشقاء مصطفي السلاب بطلب لسداد الغرامات المقررة ووافقت المحافظة. هذه هي الحكاية وفق تسلسل وقائعها.. ومع صدور تقرير لجنة وزارة الإسكان الذي كان كاشفاً للحقيقة.. فإنه يصبح من الاستهانة والاستخفاف بعقول الناس الذين شغلتهم وسائل الإعلام بتلك القضية.. أن تنتهي المسألة علي هذا النحو.. تحت نظرية سوا سوا.. فما جري يستلزم أداء مغاير من أكثر من مسئول وذلك كما يلي: 1- كل نائب شارك في هوجة فبراير الماضي ضد محافظ القاهرة.. وجب عليه الاعتذار للمحافظ.. لاتهامه بما ثبت عدم صحته. 2 - رئيس مجلس الشعب الذي وافق علي مناقشة قضية شخصية لأحد النواب تحت قبة المجلس.. مما يؤكد مدي تشابك المصالح في العلاقة بين عمل النائب وبيزنس النائب.. لذا فإن الدكتور فتحي سرور مطالب بالانتصار للحقيقة طالما ظهرت.. من خلال إصدار بيان عن المجلس يكشف الحقائق. 3- أحمد عز الذي اشتري السبت من النواب حتي يجد الأحد.. وانتصر للشخصي علي حساب الصالح العام.. عليه أن يثبت شيئاً ما.. يعرف أنه كان ناقصاً في موقفه الذي أطاح خلاله بالميكروفون. 4- رئيس الوزراء الذي انتصر للنائب رجل الأعمال علي حساب الحقيقة التي قدمها محافظ القاهرة.. مطالب بالانتصار للحقيقة بعد صدورها. أما النائب الذي أهاج الدنيا ولم يقعدها علي محافظ القاهرة.. فإنه مطالب بإجراء تحليل للسكر.. بعد صدور تقرير وزارة الإسكان.. حتي نطمئن علي صحته.. أما محافظ القاهرة الذي لا أعرفه.. أرجو منه أن يجيبني عن السؤالين التاليين: الأول: لماذا ترك مخالفات السلاب طوال السنوات الماضية تعلو فوق الأرض دون مساءلة ثم فجأة قررت المحافظة إزالة هذه المخالفات؟. الثاني: عندما وجد النواب يحيدون عن الصالح العام وينتصرون لزميلهم رجل الأعمال.. ثم فوجئ بتضامن رئيس الوزراء معهم بإلغاء قرار المحافظ.. سؤالي للمحافظ هو.. لماذا فضلت البقاء ولم تستقل يا رجل؟.