أشعر بالشفقة علي الخدامين والشماشرجية من أصدقاء إسرائيل في وطننا العربي الذين لا شك يقضون أوقات سيئة حزناً علي ما أصاب الدولة التي يحبونها من ضرر فادح في سمعتها بعد أن قامت بارتكاب جريمة كارثية ضد المدنيين العزل في سفن أسطول الحرية. وإشفاقي علي عشاق إسرائيل من الصهاينة العرب والمصريين مرجعه أنهم قد ظنوا في الآونة الأخيرة أن الدنيا قد دانت لهم والساحة قد خلت وأنهم نجحوا في إرهاب كل من يتبني الموقف الطبيعي القاضي بتذكير الناس بأن إسرائيل هي العدو المبين الواضح الصريح وأن إيران وتركيا والبرازيل وفنزويلا هم أصدقاء وأن المقاومة اللبنانية والفلسطينية هي أشرف ظاهرة باقية في حياتنا، وأنه يجب أن نضع المقاومين في حدقات أعيننا لا أن نشهِّر بهم ونسبهم ونلعنهم بواسطة الصحف الدنسة علي يد الصحفيين الفالصو الذين فتحوا النار علي رئيس الوزراء التركي لمجرد أنه أعلن غضبه من المجرمين الذين قتلوا مواطنيه!. يا للهول.. لقد صار الصحفيون الصهاينة في بلدنا ينبحون علي كل من يتفوه بكلمة ضد إسرائيل، ربما لأنهم يريدون لمن تصفعه إسرائيل أن يتجاهل الصفعة وكأنها لم تكن مثلما يفعلون هم عندما تقتل إسرائيل جنودنا ومواطنينا علي الحدود في رفح!. إنني بقدر احتقاري لخدم إسرائيل أشعر بالإشفاق عليهم لعلمي أنهم يتحسسون أقفيتهم بعدما وقف أردوجان يندد بالوحشية الإسرائيلية ويدعو مجلس الأمن للانعقاد فوراً فينعقد.. رغم أنه لو كان الداعي زعيماً عربياً لما أعاره أحد أدني اهتمام. أشعر بالصهاينة العرب الذين هم للصهاينة الإسرائيليين كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً.. أشعر بهم يتألمون لأن حبل الصرة الذي يربطهم بإسرائيل ويحمل لهم الإحساس بالسعادة مع أخبار المذابح التي ترتكب بحق الأطفال الفلسطينيين يوصّل أيضاً الألم الذي تحمله إليهم صفعات المقاومين والشرفاء من العرب والعجم. ولست ساذجاً لأحلق في الأحلام وأرجو أن يرتد الصهاينة العرب إلي رجال شرفاء وسيدات عفيفات من جديد، لكن أحلم بأن نبقيهم في مواقعهم الدنسة الحالية ولا نسمح لهم برفع الرؤوس بيننا أبداً.. بالضبط مثلما هو الحال بالنسبة إلي رجال وسيدات أنطوان لحد وسعد حداد الذين كانوا يعملون في خدمة إسرائيل في جنوب لبنان علي زمن الاحتلال الاسرائيلي للجنوب.. هؤلاء بعد أن حقق حزب الله انتصاره ونجح في طرد الإسرائيليين بدون اتفاقات أو معاهدات من الأرض التي احتلوها وجدوا أنفسهم في ورطة ولم يستطيعوا أن يعيشوا في المجتمع اللبناني بعد أن انغمسوا في وحل الخيانة، فكيف كان مصيرهم؟. لقد رحلوا مع جنود العدو واضطرت إسرائيل إلي العمل علي تدبير وظائف لهم في المدن الإسرائيلية، ففيم شغّلتهم إسرائيل؟. لقد ألحقتهم بالعمل في تل أبيب وبقية مدن فلسطينالمحتلة كخدم في المراحيض العمومية.. آه والله.. جميعهم يعملون الآن في تنظيف المراحيض العامة، وهذا في الحقيقة هو المصير الذي ينتظر عشاق إسرائيل الذين يعيشون بيننا، مصيرهم هو الهجرة إلي حيث مخدوميهم بعدما يلفظهم شعب مصر وباقي الشعوب العربية حيث تنتظرهم دورات مياه جديدة في المستوطنات والكيبوتزات وذلك بصرف النظر عن وظائفهم الحالية.. سواء صحفيين أو باحثين أو رجال أعمال أو مسئولين تنفيذيين، فكلهم لا يستحقون أفضل من الوظيفة الميري.. في مراحيض إسرائيل !.