غنيم يتسبب في إهدار 15 فدانا و10 ملايين جنيه قصة شقة الإسكندرية المنسية .. ومبنى مواجه للوزارة غطاه التراب ليسيه الحرية تفقد 8 أفدنة ب"الرأس السوداء" وجامعة حلوان تسطو على 200 فدان فندق 6 أكتوبر ومعسكر رأس البر واتحاد طلاب بورسعيد مباني معطلة لحين إشعار آخر
إهدار المال العام في التربية والتعليم، لا يقف على المخالفات المالية والملفات التي يتم الكشف عنها تباعا داخل الوزارة الأكبر حجما في مصر، والتي كان آخرها إحالة الدكتور محمود أبوالنصر لأكثر من ملف إلى النيابة العامة والنيابة الإدارية، تحمل إدانات لبعض العاملين بالوزارة بارتكاب مخالفات مالية.
لا يقتصر إهدار المال العام على ذلك؛ فهناك جانب مستتر يمثل إهدارا لميارات الجنيهات، والتي يعنى استثمارها ضخ ملايين الجنيهات سنويا لصالح التربية والتعليم؛ فالتربية والتعليم تمتلك أصولا مهدرة تتجاوز قيمتها المليارات، وتتنوع تلك الأصول بين مباني مدرسية مؤجرة لجهات خارجية بأثمان زهيدة، وبين مراكز تدريبية وملاعب، فقدت الوزارة السيطرة عليها رغم أنها خاضة لملكيتها، فضلا عن عشرات الشقق والمباني السكنية التي أهدرتها يد الإهمال، وتحولت إلى أماكن مغلقة يغلفها غبار النسيان.
تمتلك وزارة التربية والتعليم 39 مدرسة تتبع جمعية المعاهد القومية التابعة قانونيا إلى الوزارة، وتلك المدارس لها ميزة خاصة، أنها قائمة على مساحات شاسعة في أرقى المناطق بمختلف المحافظات، بعض هذه المباني مؤجرة إلى جهات أجنبية، وأخرى مؤجرة إلى جهات محلية، والغريبب أن القيمة الإيجارية لتلك المباني زهيدة بالنسبة للمساحة المستغلة، وذلك بسبب أن بعض تلك المباني مؤجرة منذ عقود مضت، وقد حقق وزير التربية والتعليم، الدكتور محمود أبوالنصر إنجازا يحسب له، عندما عدل قيمة التعاقد بين التربية والتعليم، والسفارة الفرنسية بمصر، برفع القيمة الإيجارية للمدرسة الفرنسية بمنطقة ثكنات المعادي، من 25 ألفا إلى 900 ألف جنيه في العام، وهي المدرسة التي تستغلها السفارة الفرنسية لتعليم أبناء الجالية الفرنسية بالقاهرة، بعد أن كانت جزءا من مدرسة ليسيه الحرية بالمعادي، وأجرتها سفارة فرنسا منذ أكثر من 3 عقود مضت، بموجب عقد إيجار مبرم منذ عام 1978، وكان يقضي بأن تدفع السفارة الفرنسية مبلغا لا يتجاوز ال 1700 جنيه شهريا نظير استحواذها على المدرسة المقامة على مساحة أرض تتجاوز ال 6 آلاف متر، في واحدة من أفضل بقاع المعادي. والمدرسة أنشأتها البعثة العلمانية الفرنسية في مصر عام 1947، وتم تأميمها مع باقي المدارس المملوكة للجاليات الأجنبية، في بداية عقد الستينات، وتعادل قيمة الأرض المقامة عليها المدرسة الفرنسية حاليا، أكثر من 360 مليون جنيه.
ووفقا لمصادر داخل إدارة التعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم ل«الدستور الأصلي»، فمدرسة ليسه المعادي ليست المدرسة الوحيدة التي تستحوذ عليها السفارة الفرنسية بموجب عقد إيجار، فهي أيضا تتأجر مدرسة فرنسية أخرى بمدينة شرم الشيخ، وهذه المدارس لا يدخلها طلاب مصريون، وتقتصر على أبناء الجالية الفرنسية فقط.
ومدرسة ليسيه الحرية بالمعادي ليست الوحيدة بين مدارس القوميات التي تؤجر جزءا لإحدى السفارات الأجنبية؛ ففي المعادي أيضا تتأجر السفارة الأمريكية جزءا من مدرسة كلية النصر بالمعادي، وهو الجزء الذي أنشئت عليه الكلية الأمريكية بالمعادي، ووفقا لمصادر بالتربية والتعليم فإن القيمة الإيجارية للمدرسة الأمريكية زهيدة للغاية، رغم أنها تقام على مساحة أكبر من المدرسة الفرنسية، ولفتت المصادر ذاتها إلى أن وزير التربية والتعليم شكل لجنة لفحص الأصول المؤجرة، وبحث الاجراءات القانونية للاستفادة من مثل تلك المباني كما حدث مع مدرسة ليسيه الحرية بالمعادي.
من المدارس التي لها أصول مؤجرة أيضا مدرسة فيكتوريا الإسكندرية وهي تؤجر ملاعبها إلى النادي الأهلي، وكلية النصر في المعادي تؤجر حمام السباحة الخاص بها، وكذلك ليسيه الحرية بباب اللوق، وهي تؤجر مسرحها الذي يقع بجوار الجامعة الأمريكية إلى الفنانين المتحدين.
وهناك أصول مدرسية التربية والتعليم لا تستطيع إعادتها، ومن ذلك مساحة 8 أفدنة تسمى أرض الرأس السوداء بالإسكندرية، وهي مملوكة لمدرسة ليسيه الحرية بالإسكندرية، ومقام عليها حاليا مباني سكنية وحدائق واستحوذ عليها الأهالي بعيدا عن التربية والتعليم.
وكان وزير التربية والتعليم السابق، الدكتور إبراهيم غنيم السبب في إهدار مساحة 15 فدانا بمدينة العريش، وهي المساحة المقام عليها معسكر العريش، حيث مكن وزير التعليم السابق كلية التربية الرياضية بجامعة قناة السويس من الاستفادة من المعسكر، الذي كان يضم معدات رياضية بنحو 10 ملايين جنيه، دون أن تستفيد التربية والتعليم منه في شيء، وعندما جاء وزير التعليم الحالي، حاول استرداد المعسكر، وأرسل لجنة من التربية الرياضية والأمن بالوزارة، فتعرضت اللجنة إلى الضرب على أيدي طلاب كلية التربية الرياضية، وترفض إدارة الكلية الخروج من المعسكر، الذي يضم 16 عمارة فندقية، ومعدات للمطابخ وأسرة ومفروشات وعدد من الملاعب الرياضية.
ومن الأصول المهدرة أيضا بالتربية والتعليم شقة بالإسكندرية تتبع إدارة التربية الرياضية، وهي مجهزة كاستراحة، وتقع أمام نادي سموحة بالإسكندرية، وكانت التعليم حصلت عليها كتعويض عن مبنى مملوك لها بالإسكندرية استحوذت عليه الأكاديمية البحرية بالإسكندرية، من الأصول التي لا يعلم عنها شيء أيضا نزل الطلاب المملوك للوزارة والواقع بشارع إسماعيل أباظة، ويضم 4 شقق، ورغم أن المبنى يقع في مواجهة ديوان عام الوزارة إلا أنه مغلق وغير مستغل، وكان في الماضي يستخدم كسن للطلاب القادمين من المحافظات البعيدة للمشاركة في المسابقات التي كانت تقيمها الوزارة، وكذلك نزل الطلاب بالأقصر، وهو مبنى كبير يضم مطعما ومكتبة، ولكنه مغلق رغم أنه يقع في منطقة من أرقى مناطق الأقصر، وكذلك الحال في نزل أسوان.
ومن الأصول التي تحتاج إلى صيانات خفيفة لتكون مصدر دخل كبير للوزارة، مبنى اتحاد الطلاب ببورسعيد، وهو لا يستقبل أحد للسكن فيه، لحاجته إلى صيانة دورات المياه، ورغم ذلك فالمبنى به 10 موظفين يعملون رغم أنه لا توجد به إشغالات.
أما الكارثة في التربية والتعليم، فتتمثل في معسكر حلوان وتبلغ مساحته 200 فدان، وتسيطر عليه جامعة حلوان، رغم أنه مملوك للتربية والتعليم، وجميع سندات الملكية الخاصة به توجد في إدارة التربية الرياضية، والأغرب أن التربية والتعليم تدفع قيمة استهلاك المياه والكهرباء في المعسكر المستغل من قبل جامعة حلوان.
وبعيدا عن كل هذا هناك فندق المدينة التعليمية في السادس من أكتوبر، وهو مبنى فخم مجهز بأحدث التجهيزات الفندقية، ويضم حجرات تسع إلى 600 نزيل في وقت واحد، وبه مطعم فخم، ومع ذلك فهو غير مستغل، وحجراته مغلقة، رغم حاجة الوزارة إليه.
من الأصول المغلقة أيضا والمملوكة لوزارة التربية والتعليم، يأتي مبنى حمام سباحة الجزيرة، والذي تم إغلاقه مؤخرا، رغم أنه كان واحدا من الحمامات التي يعتمد عليها اتحاد اللعبة في إقامة البطولات عليه، وعلى مقربة من حمام سباحة الجزيرة يقع مبنى الفتيات بالعجوزة، وهو يضم ملاعب ترتان وحمام سباحة، يحتاج إلى صيانات عاجلة، حتى لا تحدث كارثة، وهو من الأماكن المستغلة جيدا، ولكن الوزارة تهمله في أعمال الصيانة، رغم أنه يدر دخلا هائلا للوزارة ةصل العام الماضي إلى نحو 700 ألف جنيه، وذلك وفقا لتقرير رفعه الدكتور طارق برجاس مدير مركز الفتيات إلى رئيس الإدارة المركزية للخدمات التربوية بالوزارة.
تمتلك الوزارة أيضا جملة من الأصول غير المستغلة وعلى رأسها معسكر رأس البر، والذي يقع في شارع 101 برأس البر، ويعد واحدا من أكبر المعسكرات الرياضية والسياحية، وهو يسع 500 فرد في وقت واحد، وكذلك ملاعب الوادي الجديد، وهي غير مستغلة رغم حاجة طلاب المدارس إليها، ومعسكر بكلى بالإسكندرية ويسع 200 طالبا، وهو يحتاج إلى صيانات بسيطة ليعود إلى العمل بكامل طاقته، فضلا عن معسكر للتربية الرياضية بمرسى مطروح، وهو يقع على البحر مباشرة، ويسع 300 طالبا، ومع ذلك فهو غير مستغل، وفي مرسى مطروح أيضا يوجد مركز سوزارن مبارك الفندقي وهو غير مستغل الاستغلال الأمثل، رغم أنه يقع في مكان غاية في الجمال، ومجهز بكافة الأجهزة.