يتعرض حاليا نحو3500 طالب وطالبة يدرسون بمدرسة ليسيه الحرية في الإسكندرية لخطر الموت نتيجة لأنها مهددة بالانهيار وحيث بنيت المدرسة عام1913 بعد أربع سنوات من وضع القنصل الفرنسي في المدينة حجر أساسها مع ابناء الجاليات الإيطالية واليوناينة والشوام إضافة إلي المصريين الذين أهدوا الأرض للمدرسة كهبة من بلدية المدينة, وقد أنشأت المباني علي هيئة مربع ناقص ضلع, الجناح الأيمن فيه مخصص للبنات والأوسط للإدارة والأيسر للبنين, وأمام كل ذلك مبني للخدمات التعليمية, وتنافس المؤسسون علي تزويد الليسيه بأحدث ادوات العصر مثل أجهزة المعامل وأدوات الموسيقي والأجهزة الرياضية في جيمانيزيوم المدرسة الملحق بملعب لكرة القدم من النجيل الطبيعي. اضف إلي ذلك تزيين الجدران بلوحات لكبار التشكيليين الأوربيين وملء فراغات مكاتب الإداريين والمدرسين بأنتيكات وتحف أشهرها وأهمها كراسي من الخزف المعشق مصنوع في إيطاليا, وحتي الأخشاب المستخدمة في البناء استوردوها كما استوردوا احجار البناء التي لايزال منقوشا علي بعضها باللاتينية صنع في فرنسا, وعقب ثورة يوليو وهجرة أغلب الأجانب من مصر, حرص جمال عبد الناصر علي ضم جميع مدراس الإرساليات الأجنبية إلي وزارة التربية والتعليم تحت مسمي المعاهد القومية المتخصصة حتي لا تهدر مخصصاتها وكي لا تضيع ما بها من ثروات بشرية وتحف فنية, واستطاعت مجالس الإدارات المتعاقبة لليسيه الحرية بالفعل الحفاظ علي الطرز المعمارية وكل مقتنيات المدرسة حتي أواخر عهد مبارك حينما بدأ عمال المدرسة في تقطيع أشجار ستاد الليسيه وبيع اخشابها دون رقابة أومحاسبة من أحد, إضافة إلي إهمال ترميم المباني التي تضم صالة الألعاب الفردية والجيمانيزيوم والحمامات قديمة الطرازن اما الواجهات البحرية التي غطيت بالكامل بأحجار صناعية فرنسية فقد نزعت بالكامل وحل محلها بياض من الأسمنت طلي باللون الأحمر, وأخيرا تفجر الوضع بين أولياء الأمور وبين إدارة المدرسة بعد انهيار جزء من سقف في حضانة المدرسة ليفاجأ الأهالي بان إدارة المدرسة اكتفت بإبعاد التلاميذ من تحت الجزء المنهار مع استمرا الدراسة بنفس الفصل, و اكتشف أولياء الأمور أن كل عمليات الترميم التي تتم غير رسمية والأدهي أن مسئول المعاهد القومية أرسل فاكسا لمديرة المدرسة يطالبها فيه بوقف أعمال الترميم. واكتشف أولياء الأمور أيضا ان المديرة الجديدة لليسيه همها ليس إنقاذ تراث المدرسة أو أرواح أبنائهم بل البحث عن مكان مناسب لبناء مسجد رغم حاجة المباني الأصلية لكل مليم حتي لا تنهار و لم يتوقف الأمر عند ذلك فعندما أصر أهالي التلاميذ علي رؤية أعمال الترميم اكتشفوا أيضا إزالة أعمدة وحوائط حاملة وحفرا كبيرة في الأرضيات تهدد بانهيار كل المباني علي رءوس التلاميذ والمدرسين, وقتها لجأ الأهالي إلي المحامي العام الأول لنيابات الإسكندرية وذكروه بشكواهم السابقة التي طالبوه فيها بالتدخل لحماية أرواح ابنائهم في البلاغ رقم2850 لسنة2012 والذي جدد بنفس المعني والمضمون في أواخر فبراير الماضي وعليه أرسل البلاغ إلي حي وسط وإلي قسم شرطة باب شرق ووجد مهندسو الحي أن الليسيه تتبع لجنة الحفاظ علي التراث العمراني وحاصلة علي كود باعتبارها آثارا, ولا يجوز إجراء اي ترميمات بها قبل موافقة لجنة مختصة من وزارة الثقافة, فضلا عن أن الحي لم يجد تبريرا للحفائر التي تمت تحت مباني المدرسة ولم يجد في خرائطه أي خطوط غاز أو مياه او كهرباء تمر من تحت تلك المباني, لكنهم سمعوا من يحدثهم عن عمليات بحث عن آثار لأن المدرسة تقع في منطقة كامب شيزرا التي عسكر بها قيصر عام48 ق.م لاجتياح دولة كليوباترا السابعة وبالفعل توجد قبالة المدرسة واحدة من أهم المقابر البطلمية في الإسكندرية, كما فوجئ مهندسو الحي أيضا بأن الصلبات التي وضعت لحماية السقف من الانهيار غير مطابقة للمواصفات, فاصدر الحي قرارا بتاريخ26 فبراير بإيقاف الأعمال لحين صدور ترخيص من الجهة المختصة, وأمرت لجنة حي وسط بعمل صلبات واتخاذ الاحتياطات الفنية لتأمين المباني والأرواح كما أصدر حي وسط قرارا بإخلاء المبني من الارواح دون المنقولات وأيضا أن يتم الترميم تحت إشراف لجنة الثقافة والتراث بوزارة الثقافة, ووجه الحي مخاطبة لمديرة المرسة تم تسلميها لها رسميا عن طريق قسم باب شرق ووقعت عليها بالإستلام كما طالب الحي قسم الشرطة بالتحري عن القائمين بالأعمال والتحفظ عليهم والإفادة بأسمائهم الثلاثية وعمل المحاضر اللازمة وعرضهم علي النيابة العامة. لكن المديرة الجديدة والمسنودة علي حد قول اولياء الامور ورغم توقيعها علي قرارات الإخلاء لم تستسلم بل قررت التدليس علي أولياء الأمور مدعية بأن قرارات الحي مزورة وناقضت نفسها عندما أخبرتهم أنها ستتخذ الإجراءات القانونية للاستشكال علي قرار الحي, والأدهي أنه عندما شكلت لجنة أخري من الحي لمعاينة الترميم وجد المهندسون مجموعة من البودي جاردات يحاولون منعهم من مباشرة اعمالهم بل وحاولوا التعدي علي أولياء الأمور الذين ارادوا التحقق من سلامة المباني حرصا علي أرواح ابنائهم, والآن يطالب أولياء الأمور بتشكيل لجنة من وزارة الثقافة لجرد المحتويات الفنية والأثرية للمدرسة, وتنفيذ قرار الإخلاء كما رفعوا شكاوي بهذا المعني إلي كل من رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم. رابط دائم :