إستضاف برنامج صباح الخير يا مصر بحلقته التي اذاعها اليوم الخميس من شرم الشيخ بمناسبة العيد القومى لمحافظة جنوبسيناء والذي يتزامن مع الذكرى الخامسة والعشرين لاستلام طابا المصرية كل من اللواء اركان حرب بحري محسن حمدي رئيس اللجنة العسكرية السابق للاشراف على استلام سيناء من إسرائيل و اللواء عبد المنعم سعيد محافظ جنوبسيناء الاسبق ورئيس هيئة العمليات الاسبق بالقوات المسلحة.وقال اللواء محسن حمدى ان منطقة طابا كانت من اهم الاهداف التي حاولت اسرائيل الاحتفاظ بها بعد الانسحاب من اراضى سيناء؛ موضحا ان مصر واجهت مشقة كبيرة فى التعامل مع الجانب الاسرائيلى وتعنته فى تغيير نقاط الحدود عند 14 نقطة حدودية ثابتة تاريخيا من حدود مصر والتى تم تحديدها عام 1906 مع فلسطين التى كانت تقع تحت الانتداب البريطانى آنذاك. واكد ان اسرائيل تعمدت محو كل العلامات الحدودية بعد حرب 1967 أثناء احتلالها لشبه جزيرة سيناء وكانت نقاط الحدود اكثر من 90 نقطة ولكن المرحوم اللواء عبد الفتاح محسن رئيس جهاز المساحة العسكرية كان خبيرا محنكا فى المسح الحدودى وعدد كبيرا من الضباط المصريين المساحين بمواقع العلامات الحدودية المصرية مما ساهم في نجاح مصر في استعادة الاراضي المصرية بطابا.
واكد ان اسرائيل كانت تهدف من الخلاف الذى خلقته حول 14 نقطة حدودية من مجموع 90 نقطة الى تغيير حدود طابا والذى يصل مساحته 2.5 كيلومتر وكانت ترغب فى وضع سابقة ثابتة بتغيير الحدود كمبدأ تتبعه مع كل من سوريا والاردن والتى احتلت اجزاء من اراضيهما اضافة الى سيناء عام النكسة.
واكد ان رئيس الوزراء الاسرائيلى الاسبق شارون وكان عسكريا وقت توقيع كامب ديفيد رفع الموقف الى الرئيس السادات وطلب منه التدخل مدعّيا تشدد الجانب المصرى برئاسة اللواء محسن حمدى فى ترسيم الحدود واتهم الجانب المصرى بعدم المعرفة الكافية وهو مانفاه الرئيس السادات واكد ان هناك حدود تاريخية مثبتة بالخرائط الدقيقة ولايمكن التفريط فى متر واحد من ارض الوطن واكد رفض الوفد المصرى اى مساومة او مغالطة.
واكد ان الجانب المصرى امام قضاة التحكيم الدولي ركزوا على الوثائق الرسمية منذ زمن الدولة العثمانية والتي كانت مصر تقع تحت حكمها والتى تظهر الحدود المصرية بكل دقة، اما اللواء عبد المنعم سعيد محافظ جنوبسيناء وقت التحكيم على طابا فأشار الى ان وقت التسليم بعد الحكم لصالح مصر كان يوم 15 مارس ولكن الاستعداد للاحتفال الذى حضره الرئيس حسنى مبارك لرفع العلم استغرق اربعة ايام فتحدد عيد تسلم طابا ليكون 19 مارس 1989 واكد ان الجانب الاسرائيلى معروف بالمراوغة وكان ينوى الاستيلاء على وادى طابا الذى انشأوا فيه وقت الاحتلال فندق خاص صغير وكافتريا على سبيل فرض الامر الواقع.
واكد ان الحكم صدر بأحقية مصر فى طابا صدر فى 29 سبتمبر 1988 ولكن مراوغات اسرائيل فى التسليم تأخرت اكثر من خمسة اشهر واستغرقت فى تحديد الحدود على الجبال وعلى اراضى الشاطئ حيث كان يجادل الطرف الاسرائيلى للمجادلة وتضييع الوقت واضاف ان مصر بعد معركتها القانونية مع اسرائيل حول طابا قررت ترسيم حدودها بدقة فى كل من حدودها الغربيةوالجنوبية اضافة الى الشرقية تحسبا لمغالطات متعمدة من اى دولة للاستيلاء على التراب المصرى.
واكد ان المعركة مع اسرائيل هى معركة حضارية وسياسية وعلى كل المستويات ولم تكن معركة عسكرية وعلى الشباب المصرى ان يعى ان كل المطالب لاتأتى بالتمنى او الاحلام ولكن بالجهد والعلم والاصرار.