تحت عنوان "إسرائيل تكشف عن وجهها الحقيقي"، ذكرت صحيفة "الجارديان"البريطانية أن نشطاء السلام الذين قتلوا عندما هاجمت قوات إسرائيلية سفن مساعدات كانت في المياه الدولية متجهة الى قطاع غزة تحمل امدادات انسانية لسكان مدنيين محاصرين،انضموا بذلك الى راشيل كوري وتوم هيرندال وجيمس ميلر وبريان أفيري في التخلي عن أرواحهم من أجل الفلسطينيين. وقالت الصحيفة - في مقالها الافتتاحى على موقعها على الالكترونى اليوم "الثلاثاء" - :إن أيا من هؤلاء الشبان والشابات لم يذهبوا الى الموت أو كانوا يرغبون فيه أو كانوا يتقبلون الموت..فكل منهم كان يعتقد أنه في نهاية المطاف آمن، وانهم كانوا يعتقدون ان هناك حدودا نسميها بالحدود الشرعية وحدود الحضارة وما كان لاسرائيل ان تتعداها. وأضافت:لقد أخطأ الاسرائيليون..وكشفت إسرائيل مرة أخرى عن وجهها الحقيقي للعالم..هذا الوجه بالطبع، يعرفه الفلسطينيون جيدا.. فهم يرونه يوميا في جنود الاحتلال في سن المراهقة الذين يمضغون العلكة وهم يذلون الناس هناك،ويرونه في اطلاق نار من جانب المستوطنين الشبان على الفلسطينيين دون رادع ، ويرونه في الجنود الذين يطلقون عبوات الغاز على رؤوس المتظاهرين . واستطردت:لقد شهد العالم هذا الوجه الإسرائيلي فى يناير من العام الماضي عندما شنت إسرائيل قوة سلاحها الجوي على غزة ..وهي المرة الوحيدة في الحروب الحديثة التي يحبس فيها سكان مدنيون بينما يجري قصفهم..وفي هذه المرة تخرج إسرائيل الى أعالي البحار وتقتل نشطاء دوليين.
وقالت صحيفة "الجارديان" إنه بصرف النظر عن حملة العلاقات العامة التي ستقوم بها إسرائيل مقابل عدة ملايين من الدولارات، فالأفعال تتحدث بصوت أعلى من الأقوال وان مقتل هؤلاء نشطاء السلام هي رسالة إسرائيل إلى العالم..فلا يهم ما يقوله المتحدث الإسرائيلي مارك ريجيف أو أي متحدث إسرائيلي آخر. ولا يهم ايضا الدعاية التي ستحاول إسرائيل التعامل بها مع هذا الوضع،فالصلة الوحيدة بين الكلمات والأفعال الاسرائيلية هي: ان اسرائيل تستخدم كلمات كخداع وشرك وتعتيم على أفعالها. وأضاف:إن إسرائيل فعلت ذلك لمدة 62 عاما.. وهؤلاء النشطاء الدوليون، والذين قتلوا الآن ضمنوا ان كل من لا يرى هذا، هو أعمى عن عمد . ونبهت الصحيفة إلى أن الحكومات الغربية مولعة برؤية إسرائيل "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط".. لذا هل ينبغي أن نفترض أن الشعب الإسرائيلي يقف وراء حكومته ؟ هل وافق هذا الشعب على عمليات القتل هذه؟ . ونوهت الصحيفة إلى أن هناك نشطاء من الشباب الإسرائيليين الذين يرون أن الأمل الوحيد من أجل بلدهم يقع على عاتق المجتمع الدولي..وقالوا :ان إسرائيل تسير على طريق يؤدي الى التدمير الذاتي وستأخذ هذه المنطقة معها.. وأنها لن تتوقف حتى يصبح الثمن الذي تدفعه مقابل أعمالها ثقيلا للغاية..وهذا الثمن يجب أن يكون معنويا واقتصاديا يفرضه العالم.