ما الذى يضير اذا ظل عمر أفندى يملكه ويديره المستثمر السعودى ، ذلك المستثمر الذى تناولناه بالتقريظ والسباب ؟ ألم يكن من الأفضل لو ظل عمر أفندى تحت ادارة هذا المستثمر بدلا من عودته ليدار بأيدى مصرية فيظل يحوى بضائع بالية وأغلب أفرعه مغلقة ؟! ...... لم يكن ذلك سوى كلام رئيس هيئة البورصة المصرية فى رده على الزميل الصحفى محمد على خيرفى برنامجه اليومى الذى يذاع بالراديو فى تمام الساعة الثالثة عصرا عندما سأله :
كيف يكون التحدى لبناء المنظومة الاقتصادية المصرية وانشاء شركات جديدة تستوعب عمالة مصرية وعلى ما يبدو أن رئيس االبورصة المصرية قد فهم سؤال الزميل محمد على خير خطأ وهو كيف يتم هدم الانجاز الوحيد لثورة 25 يناير بمحاولتة التسفيه من هذا الإنجاز والحكم عليه بالفشل مقدما لبيعه البضائع البالية واستمرار اغلاق افرعه إذا أداره أبنائه المصريين . ان الاجابة المنطقية التى توقعتها من رئيس البورصة وعلى مايبدو توقعها الزميل محمد على خيرأيضا أن التحدى يتم ببناء منظومة اقتصادية سليمة واصلاح شركات القطاع العام وانشاء مشروعات أخرى لتشغيل أكبر عدد ممكن من العمالة المصرية الأمر الذى دفع بالزميل للرد عليه "شئ طبيعى أن هذا يكون ردك من خلال موقعك كرئيس للبورصة.
تصادف سماعى لهذا الحديث أثناء ركوبى التاكسى بعد دخولى عمر أفندى فرع أحمد عرابى لشراء بعض اللوازم وعلى مايبدو أن الشعب المصرى الذى قام بثورة عظيمة وحلم ببناء مصر من جديد بعد ثلاثين عام من الفساد محرم عليه الفرحة على الاطلاق فحين تجاذبت أطراف الحديث مع عدد من البائعين بالفرع وجدتهم قد أعربوا عن فرحتهم العارمة بعودة عمر أفندى اليهم وتأكيدهم على أن ذلك يعد الانجاز الاقتصادى الملموس الوحيد بعد ثورة 25 من يناير فرحت معهم ودعونا الله أن يصلح الأحوال وأن ينقذ مصر من كبوتها .بعد سماعى كلام رئيس هيئة البورصة المصرية أدركت أنه يا فرحة ماتمت ..
اذ لم يمر على خروجى من فرع عمر أفندى واستقلالى التاكسى واستماعى لحيث رئيس البورصة سوى نصف ساعة فقط وهنا أدركت أ ن هناك من يحاول النيل حتى من هذا الانجاز الاقتصادى الوحيد بعد الثورة و مازال المتربصين من النظام القديم يريدون العودة ليحكموا مصر بنفس المنظومة القديمة قبل 25 من ينايروبيع أصول البلاد بنظام العمولات كما أدركت أن كل ذلك يتم فى زمرة محاولة النيل من الثورة وتصويرها على أنها مؤامرة قام بها بعض المأجورين.
نزلت من التاكسى وانا أدرك ان عمر أفندى فى خطر كبير وأن النية مبيتة للنيل منه مرة أخرى حتى يتم غلق أفرعه والعمل على عدم تجديد بضائعه والحيلولة دون اقبال المصريين عليه وتوجههم للشراء من محال القطاع الخاص فيكبل بالخسارة ليصبح لقمة سائغة لأباطرة الفساد للمطالبة ببيعه مرة أخرى ،لايهم من يكون المشترى المهم كسب العمولات التى سيضعونها فى جيوبهم من تلك الصفقة خاصة مع عودة كل رجال النظام القديم وبعد حصول أغلبهم على أحكام البراءة والا ما الذى يمكن أن نفهمه من حديث رئيس البورصة عن عمر أفندى غير ذلك والذى صور لنا فى حديثه أن عودة عمر أفندى لمصرقرار غير صائب وأنه كان من الأفضل أن يظل فى حوذة المستثمر السعودى . ؟
وعلى ما يبدو أن حركة "حماية القطاع العام " ذلك المولود حديث الولادة أمامها الكثير من التحديات وهى تواجه أباطرة الفساد حتى تقوم بعملها من أجل النهوض بمشروعات مصر الوطنية التى كانت صرحا فى الاقتصاد المصرى فى الستينات فهل تستطيع ؟ بالطبع تستطيع وستكلل جهودها بالنجاح ان أثبتت لنا أنها حركة جادة بالفعل لن تكتفى بعقد الاجتماعات فقط وأن يظهر لها تأثير ملحوظ وسريع ولتبدأ بشركة عمر أفندى ومحاولة عمل خطط مدروسة من أجل انجاحه حتى تبطل تلك المؤامرات التى تحاك الآن فى الخفاء للنيل منه .