جولات مكوكية يقوم بها المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية حمدين صباحى، منذ إعلانه الترشح للرئاسة، من أجل التشاور ولقاء القوى السياسية والثورية والتيارات والأحزاب المختلفة قبل فتح الباب رسميًّا للترشح للرئاسة من أجل كسب أرضية واسعة له واستقطاب المزيد من القوى والعناصر المؤيدة والداعمة له، فما لبث صباحى أن انتهى من لقائه رموز حزب التحالف الشعبى الاشتراكى حتى التقى خالد على المرشح المحتمل للرئاسة، أول من أمس (الخميس)، للتشاور حول الانتخابات الرئاسية، والتى سيستكملها أيضًا بلقاءات بأعضاء الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى والمصريين الأحرار قبل إعلانه رسميًّا عن تفاصيل حملته الانتخابية والبرنامج الذى سيطرحه على المجتمع. رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى عبد الغفار شكر، قال فى تصريحات صحفية عقب انتهاء الاجتماع المغلق الذى جمع بين صباحى وعلى، بدعوى منه: «إن الاجتماع هو بداية التنسيق بين الحملة الانتخابية لخالد على وحملة حمدين صباحى»، مضيفًا أن الاجتماع الذى عقد فى مقر حزبه تطرق إلى الحديث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة والظروف التى ستتم فيها، وأهمية أن تجرى الانتخابات فى ظل منافسة شريفة وبنزاهة تامة.
شكر أضاف أن كلا المرشحين المحتملين، عبر للآخر عن تقديره، وأهمية أن تكون هناك منافسة شريفة بين الحملتين، وكذلك التنسيق فى المواقف السياسية، خصوصًا فى الضغط من أجل الإفراج عن شباب الثورة المعتقلين فى السجون، مؤكدًا أنه تم الاتفاق على تحديد آلية منتظمة للحوار بينهما لتدارك أى خلافات ولتكريس التعاون بين الحملتين، وتشكيل لجنة مشتركة بين الحملتين تضم كلًا من عادل وسيلى، ومالك عدلى، عن حملة خالد على، وحسام مؤنس، وعمرو بدر، عن حملة حمدين لتنسيق العمل بين الحملتين خلال الفترة المقبلة.
بينما قالت مصادر من داخل الاجتماع إن خالد على، المرشح الرئاسى السابق، رفض طلب حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى المصرى، بالتنازل له فى سباق الانتخابات الرئسية المقبلة والانضمام إلى حملته، مضيفة أن على أكد احترامه لشعبية صباحى وكثرة مؤيديه، ولكنه يرى أن من حقه أيضًا الترشح لرئاسة الجمهورية، مؤكدًا أن فرصته فى المنافسة على منصب رئيس الجمهورية قائمة وصندوق الانتخابات وحده مَن يستطيع حسمها، وأنه لن يتنازل لأى مرشح آخر لأى سبب كان.
بينما قال المتحدث باسم التيار الشعبى أحمد عاطف، إن هناك لقاءً آخر مع قيادات الحزب المصرى الديمقراطى يوم الإثنين المقبل للتشاور حول البرنامج الانتخابى لصباحى ومعرفة وجهة نظر قيادات الحزب فى كيفية التعامل مع المشكلات التى تعانى منها مصر فى هذه المرحلة، مضيفًا أنه تم التواصل أيضًا مع قيادات حزب الدستور لتحديد موعد للتشاور معهم إلا أنهم فضلوا إرجاء الأمر لحين الانتهاء من المؤتمر العام لحزبهم واختيار رئيس للحزب وبعدها تحديد موعد للقاء صباحى قائلًا: «نسعى إلى التواصل مع كل القوى السياسية للتشاور معهم والاستماع إلى رأيهم فى المشكلات الحالية ومعرفة وجهة نظرهم فى الرؤية والبرنامج الذى يطرحه صباحى قبل الإعلان عنه رسميًّا فى مؤتمر عالمى لإعلان عن ترشح صباحى وبرنامجه الانتخابى».
وزير الصحة الأسبق وعضو مجلس أمناء التيار الشعبى الدكتور عمرو حلمى، قال فى تصريحات ل«التحرير»، إنه لم يتم الانتهاء حتى الآن من إعداد البرنامج الخاص بالمرشح الرئاسى حمدين صباحى، لافتًا إلى أن البرنامج سيشمل عديدًا من الإضافات والتعديلات والمحاور التى تتواكب وتتماشى مع الظروف والمتغيرات الحالية التى يشهدها المجتمع، قائلًا: «الظروف التى يشهدها الوقت الراهن أصبحت أوسع وأكثر تطورًا وتوترًا من عام ،2012 لذلك يجب أن يشمل البرنامج تلك المتغيرات والظروف لتتواكب مع الأحداث الراهنة بكل قضاياها وتصوراتها وآلياتها»، مشيرًا إلى أن البرنامج سيستند إلى الاهتمام بالقضايا الرئيسية، وسيعتمد على الاصطفاف وراء مشروع قومى يعيد الإنتاج ومهارات التدريب وإمكانيات التطوير والتحديث مرة أخرى إلى المجتمع، كاشفًا أنه سيتم الانتهاء من إعداد البرنامج خلال 10 أيام على أقصى تقدير.
وفى سياق مختلف قال حلمى ل«التحرير»، إن لقاء صباحى مع خالد على لم يكن يستهدف معرفة ما إذا كان خالد على سيتنازل عن الترشح للرئاسة لصالح حمدين صباحى من عدمه، ولكن كان الهدف الرئيسى من اللقاء هو التفاهم والتشاور مع القوى المحسوبة على خط الثورة، وحول ما إذا كانت هناك لقاءات ستجمع صباحى مع حزب النور خلال الفترة القادمة، قال حلمى: «ليس فى الخريطة الحالية لنا، وأتمنى أن تبقى قواعد حزب النور متفقة ومتناغمة مع قياداتها».