أقامت الملحقية الثقافية في النمسا برعاية السفير المصري السيد خالد الشمعة والملحق الثقافي د. أحمد شاهين أمسية ثقافية حاشدة بحضور الأديبة مي خالد, والكاتبة سونيا بوماد , وعازفة البيانو لارا رومان, والسيد عبد الرحمن علاوي، والسيدة أنيتا شوتز استاذ الأدب العربي والأدب المقارن بجامعة فيينا , وحضره لفيف من سفراء الوطن العربي, والجمعيات العربية النمساوية، والعديد من المثقفين النمساويين والمستشرقين. الدكتور أحمد شاهين عبّر عن سعادته بنجاح النقاش المثمر حول الأدب النسائي ووضع المرأة العربية بشكل خاص, لافتا إلى ضرورة إلقاء الضوء على الأدباء المصريين وفكرهم و انتاجاهم الأدبي في المهجر. قرأت بعدها الكاتبة مي خالد نصا من كتابها المترجم إلى الألمانية " سحر التركواز" بينما تلته قراءة للنص باللغة الألمانية ألقتها الكاتبة سونيا بوماد بمرافقة عازفة البيانو لارا رومان, واختتم الحفل بعد ذلك بنقاش حول فرص نجاح ترجمة الأدب النسائي وتسويقه حول العالم مع الناشر السيد عبد الرحمن علاوي صاحب دار النشر والترجمة الألمانية " دار علاوي" والذي أكد على ضرورة إعطاء المرأة الفرصة للتعبير عن نفسها وموقعها المهم في بناء المجتمع، خاصة بعد الانحسار المخيب الذي شهده الأدب النسائي في المراحل السابقة في مقابل زيادة الإصدارات الدينية لتشمل أكثر من ربع الإصدارات العربية.
ومن جانبها رفضت الكاتبة مي خالد فصل الأدب النسائي عن الأدب ككل لأن الإبداع في نظرها لا يمكن حصره في جنس أو فئة على حساب فئة أخرى.
وأبدت السيدة أنيتا إعجابها بالفكر العربي، وبالأدب النسائي المترجم خاصة، وقالت "سيتيح هذا الفرصة بأن يتعرف الغرب أكثر على السيدة الشرقية المناضلة التي تشق ضروب النجاح في ظل الظروف المسأوية التي تحيط بالمجتمعات العربية".
على صعيد متصل أكد سعادة السفير المصري خالد الشمعة ترحيبه بكل نشاط من الممكن أن يساهم بإنعاش الحركة الثقافية من وإلى مصر والوطن العربي؛ بينما أشادت الكاتبة سونيا بوماد بمعرض الكتاب الذي انتهت فعالياته مؤخرا بالقاهرة وقالت : "إنه عصر المرأة التي تلد وتربي وتبني الأوطان فليس كثيرا عليها إن تُوجت ملكة على عرش مجتمعها كما كانت عبر العصور"؛ وفي نهاية الحفل أكد الملحق الثقافي الكاتب أحمد شاهين أن هذه الأمسية المثمرة سيتبعها سلسلة ندوات وقرآت أخرى لكتّاب مصريين آخرين علينا أن نسلط الضوء على حياتهم ونجاحاتهم.
يذكر أن هذه هي الفعالية الثقافية الأولى التي تقيمها السفارة المصرية بالنمسا بصدد الاحتفاء بأدباء مصر على أرض النمسا، وكانت مي خالد أولى الشخصيات التي تم استضافتها للمشاركة؛ و"سحر التركواز" هي رواية مي خالد الصادرة عن دار شرقيات , وفيها رحلة بحث عن الذات, واختبار للرغبات, من خلال علاقات قص تبادلية بين ليلى المصري الراوي الظل لبطلة الرواية نيرفانا والتي تراوح بين الحضور والغياب, أثر محاولة انتحار غرقا في البحر.