أمر المستشار ياسر التلاوى، المحامى العام الأول لنيايات جنوبالجيزة، بإحالة ملف التحقيقات بقضية الهجوم على كنيسة العذراء بمدينة السادس من أكتوبر، وقتل عريف شرطة من أفراد الحرس بطلق نارى فى الرأس، خلال محاولة الخلية الإرهابية السطو على محل ذهب شهير داخل مول تجارى بالقرب من الكنيسة، إلى نيابة أمن الدولة العليا، للاختصاص، بعد أن أكدت التحقيقات الأولية للنيابة أن الحادث إرهابى نفذته خلية متطرفة تعتنق الفكر التكفيرى الجهادى. وكشفت تحقيقات أسامة حنفى رئيس نيابة حوادث جنوبالجيزة، بالقضية عن استقطاب المتهمين لتنفيذ العمل الإرهابى تدريجياً من مدخل الإلتزام الدينى، حتى تم إقناعهم بعدم حرمة سرقة أموال غير المسلمين، بل أن لهم أجر عظيم فى حالة تنفيذ مخططهم المقصود بالهجوم على محل ذهب "سولتير" الشهير بمدينة السادس من أكتوبر، لسرقة محتوياته والإنفاق منها على أعمال الجهاد والدعوة التى يتحججون بها. وأقر المنفذ الرئيسى للهجوم، الشهير بأسم "أبو أنس" خلال التحقيقات بوجود زعيم لخليتهم الجهادية، كان مسئول عن التخطيط وتحضير السلاح وجمع المنفذين، وأنه تواجد مع 5 آخرين فى مسرح الحادث، منهم 4 كانوا فى السيارة الملاكى التى استخدمت لتنفيذ الهجوم، و3 آخرين كانوا يراقبون المحل والشارع الرئيسى المؤدى إلى مكان تواجدهم، لتحزيرهم فى حالة قدوم تعزيزات أمنية، وأنه كان من المفترض أن يكون معهم، مخطط العملية "زعيم الخلية"، خاصة أنهم لم يسبق أن نفذوا بالفعل أى عمل هجوم أو سطو فى وقت سابق، موضحاً أن زعيم الخلية أكد لهم تواجده فى مسرح الحادث وأنه سوف يشرف على التنفيذ بنفسه ويكون موجود ويتدخل فور حدوث أى خلل، لانجاح مخططهم، لكن المخطط نجا بحياته ولم يحضر مطلقا إلى مكان التنفيذ، وكان قد أمرهم فى وقت سابق بعدم إجراء أى اتصالات بمكان الأحداث، واتضح أنه نجا بنفسه وتركهم ينفذوا أغراضه دون أن يعبأ بهم. واستعرضت النيابة خلال التحقيقات، محتوى كاميرات المراقبة بعدد من المؤسسات الموجودة فى مكان الحادث، وتم تحديد هوية 3 متهمين آخرين غير الثلاثة المقبوض عليهم، كانوا متواجدين على مسرح الجريمة للمراقبة والمساعدة، وقد تطابقة الصور البادة فى التسجيلات، مع الأوصاف التى أدلى بها المتهمون الثلاثة المقبوض عليهم خلال التحقيقات، كما أنهم أرشدوا عن المخطط السابع، الذى هرب ونجا بنفسه وتغيب عن الحضور إليهم فى اللحظة الأخيرة، ليلقى بهم فى طريق الإرهاب. وكان المتهم أقر ايضا خلال التحقيقات باعتناقه الفكر التكفيرى الجهادى، واعترف بقناعته بتكفير الحاكم وقوات الأمن والشرطة، وجواز محاربتهم وقتلهم، وسرقة أموال غير المسلمين لاستخدمها فيما يسمونه "بالجهاد"، واعترف المتهم خلال التحقيقات التى أشراف عليها المستشار ياسر التلاوى المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة، أنه اتفق مع المتهمين المقبوض عليهما بتنفيذ الجريمة، والتخطيط لها من زعيم الخلية الهارب، موضحاً أنه تقابل مع القيادي محمد الظواهرى، شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، فى ميدان التحرير بعد ثورة 25 يناير، وأنه تصادق معه واتصل به باعتباره أحد قيادات الجهاديين الذين تعرف عليهم واعتنق أفكارهم وعمل بعقيدتهم، وقد مكنه من السفر إلى سيناء من أجل التدريب على العمليات القتالية واستخدام الأسلحة النارية لاستغلالها بالجهاد في سبيل الله. وقال المتهم أنه اعتنق فكر "التوحيد والتكفير"، القائم على تكفير الحاكم باعتباره غير مطبق لأحكام الشرعية الإسلامية، وتكفير نظامه وجميع العاملين بدولته وأعوانه على رأسهم ضباط وأفراد الجيش والشرطة، والقضاة والإعلاميين، باعتبارهم كفرة -على حد تفكره الإرهابى- ويجب التخلص منهم جميعا، وأنه وأعوانه - من الإرهابيين- يجاهدون في سبيل الله للقضاء علي الكفرة والملحدين، مضيفا أنه كان ينتمي إلى التيار السلفي فى بداية الأمر، لكنه تعرف على جهاديين منذ حوالي 4 أشهر بميدان التحرير، ثم تركهم وانضم إلى حزب النور، ثم تركه أيضا بعد فترة، واعتنق الفكر التكفيرى، وتعرف على المتهمين الذين نفذوا معه الهجوم على الكنيسة في أكتوبر، وعلم أنهم منتمين إلى العناصر الجهادية، وعرضوا عليه مشاركتهم في أعمالهم، وبالفعل اتفقوا على تنفيذ عملية سرقة لمحل ذهب يدعى سوليتير، بالقرب من كنيسة العذراء لاستخدام الأموال المسروقة فى أعمال الجهاد، وأنه مقتنع بعدم حرمة سرقة أموال غير المسلمين، وأن المحل المستهدف مملوكاً لرجل مسيحى الديانة ولا جرم فى سرقته، وأنهم عقب حملهم الأسلحة واستقلالهم السيارة توجهوا إلى محل الذهب وتوقفوا بالقرب منه، وأثناء انتظارهم للحظة المناسبة لاقتحامه، أثاروا الشبهات وحضرت إليهم الخدمة المعينة لتأمين الكنيسة، لسؤالهم عن سبب انتظارهم في هذا المكان، فأطلقوا علي الأمن وابلا من الطلقت الآلى ما أدى إلى مقتل الشرطي. ووجهت النيابة إلى المتهمين ارتكاب جرائم الانضمام إلى جماعة عصابية مسلحة، وارتكاب جرائم من شأنها تكدير الأمن والسلم العام، وقتل عريف شرطة عمداً مع سبق الإصرار والترصد، والشروع فى قتل بقية زملائه من أفراد حرس كنيسة العذراء بمدينة 6 أكتوبر، علاوة على ترويع المواطنين الآمنين، وحيازة أسلحة نارية وذخائر واستخدامها فى جرائم إرهابية، كما أمرت النيابة باستعجال تحريات جهاز الأمن الوطنى، وإدارة البحث الجنائى بمدرية أمن الجيزة حول الواقعة، واستعجال تقرير خبراء تكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية، بشأن تفريغ محتوى جهاز كمبيوتر محمول ضبط مع المتهم داخل مسكنه، ومحتوى تليفونه المحمول، وبيان ما عليهما من رسائل ومعلومات قد تفيد فى سير التحقيقات.