مقبل شاكر : موقف المجلس من الطوارئ ثابت ولا يوجد خلاف بين الأعضاء حافظ أبوسعدة : غالبية أعضاء المجلس من الحزب الوطني ومن غير المقبول حسم النقاش من خلال التصويت مقبل شاكر انتقد نشطاء حقوقيون عجز المجلس القومي لحقوق الإنسان عن إصدار بيان إدانة للحكومة بعد تمديد حالة الطوارئ عامين مقبلين وعدم قدرته عن إعلان موقف واضح من التمديد بالرغم من مرور أكثر من أسبوعين علي قرار المد، ووصفوا بيان المجلس الخاص بالطوارئ بأنه تراجع واضح لدور المجلس ومواقفه الثابتة وتأكيداً لتبعيته للدولة. وكان المجلس قد شهد في اجتماعه الشهري أمس الأول انقساما حادا ومشادات بين بعض أعضائه حول إصدار بيان يدين الحكومة لمدها حالة الطوارئ، وتم طرح الأمر للتصويت- لأول مرة في تاريخ المجلس- بين الأعضاء، وكانت المفاجأة في موافقة 4 أعضاء فقط علي بيان الإدانة، في حين وافق باقي الأعضاء- 15 عضوا- علي الاكتفاء بإعلان توصيات المجلس المرفوعة للمجلس الدولي لحقوق الإنسان وعدم إصدار بيان إدانة للحكومة . وأصدر المجلس أمس بيانا مقتضبا حول موقفة من مد الطوارئ أكد فيه موقفه الثابت منذ إنشائه بضرورة إنهاء حالة الطوارئ والحفاظ علي الحقوق والحريات للمواطنين بموجب الدستور ، ولم ينس بيان المجلس المقتضب أن يوجه الشكر والتقدير للخطوة الإيجابية التي اتخذتها الحكومة لتضييق نطاق سريان قانون الطوارئ وتطبيقه علي جريمتي الإرهاب والمخدرات !. من جانبه نفي المستشار مقبل شاكر- نائب رئيس المجلس- حدوث خلاف بين أعضاء المجلس حول رفض تمديد الطوارئ، مشيرا إلي أن ما حدث في الاجتماع كان مجرد طرح لوجهتي نظر ، وكان هناك شبه إجماع من الأعضاء علي الاكتفاء بتوصيات تقرير المراجعة الدورية ومن يدعي غير ذلك فهو كاذب ! وردا علي سؤال ل «الدستور» حول تأخر المجلس في إعلان موقفة من مد الطوارئ قال شاكر إن التأخير سببه انتظار انعقاد المجلس لإصدار بيان مجمع يعلن فيه موقفه من مد حالة الطوارئ وهذا الاجتماع هو الأول بعد إعلان مد الطوارئ، مشددا في السياق ذاته علي أن موقف المجلس ثابت في هذا الشأن وهو رفض الطوارئ وسرعة إصدار قانون مكافحة الإرهاب، وأضاف قائلاً: لا ننسي أن نوجه الشكر للدولة علي أنها ربطت قرار المد هذه المرة بجريمتي الإرهاب والمخدرات مع العلم أن المجلس سوف يراقب التنفيذ هذه المرة ووضع آلية لتنفيذ الطوارئ علي هاتين الجريمتين". علي الجانب الآخر أكد حافظ أبوسعدة - عضو المجلس ورئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان- أن موقف المجلس الأخير من مد حالة الطوارئ هو تراجع حقيقي لموقف المجلس الرافض لحالة الطوارئ، وأكد حافظ أن نائب رئيس المجلس استحدث أسلوبا جديدا يحدث لأول مرة عند مناقشة القضايا المهمة وهو حسم الخلافات عن طريق التصويت وليس عن طريق التوافق. وأكد أبوسعدة أن هذا الأسلوب ينسف الطريقة التي اتبعها رئيس المجلس ونائبه السابق الدكتور أحمد أبوالمجد، وهي التوافق بين الأعضاء وعدم حسم أي نقاش من خلال التصويت خاصة أن معظم أعضاء المجلس ينتمون للحزب الوطني ومن ثم لا ينبغي تناول القضايا عن طريق التصويت، لأن ذلك تراجع عن مواقف المجلس الراسخة والاستمرار في هذا الأسلوب من شأنه أن يفقد المجلس مكانته ودوره في الدفاع عن حقوق الإنسان . بينما قال جمال عيد -مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان- إنه آن الاوان لنشطاء حقوق الإنسان الجادين في هذا المجلس أن يعلنوا انسحابهم من المجلس إذا كانوا جادين فيما يقولون، حتي لا يتحول الأمر إلي مسرحية سطحية . وأضاف «عيد» أن ما حدث خلال جلسة مناقشة الطوارئ يؤكد أن هذا المجلس مؤسسة حكومية 100% وتابع للجناح الأكثر تشدداً ورجعية في الحزب الوطني، ومن ثم فإن وجود بعض النشطاء الجادين بداخل هذا المجلس يساعد علي غسيل سمعة المتواطئ مع الدولة . وأكد عيد أن الموضوع خطير هذة المرة ويستدعي وقفة حقيقية من قبل الأعضاء الجادين والمدافعين حقيقة عن حقوق الإنسان، ولابد أن يعلنوا موقفهم بغض النظر عن الامتيازات والوجاهة الاجتماعية التي يعطيها هذا المجلس الذي أسميه ب«قهوة المعاشات».