في مؤشر واضح علي تزايد حجم تمرد مشايخ الطرق الصوفية ضد الهيمنة التي ظلت الحكومة تفرضها عليهم في العقود الماضية، أكد الشيخ علي الحبيبي شيخ الطريقة الحبيبية أن الصوفية يرفضون سياسة القطيع التي تتعامل بها الحكومة معهم في الانتخابات النيابية والرئاسية وتعتبرهم كتلة تصويتية مضمونة تصوت تلقائيًا لمرشحيها، وقال الحبيبي ل «الدستور» إن الصوفية يرفضون العيش في جلباب السلطة لأنهم شبوا عن الطوق، وبدأوا يعرفون حقوقهم السياسية الضائعة التي ضاعت بسبب عزوفهم عن العمل السياسي والمشاركة في الحياة العامة. أكد الحبيبي أن مشايخ الصوفية قرروا رفض أي تعليمات حكومية لهم بحشد مريديهم وأتباعهم للتصويت الجماعي لمرشحي الحزب الوطني في انتخابات مجلس الشوري هذا الأسبوع، أو في انتخابات مجلس الشعب المقررة هذا العام، ليس هذا فقط بل إنهم سيرفضون حشدهم كالقطيع للتصويت الجماعي لمرشح الحزب الوطني في انتخابات رئاسة الجمهورية في العام القادم، وأكد الحبيبي أن مشايخ الصوفية لن يفرضوا علي أتباعهم ومريديهم التصويت لشخص معين أو حزب بعينه أيًا كان هذا الشخص أو الحزب الذي ينتمي إليه، وسيتركوا لمريديهم وأتباعهم الحرية في التصويت لمن يختارونه ويقتنعون به وبأفكاره، واختتم الحبيبي تصريحاته بالقول «كيف يقوم مشايخ الصوفية بفرض اسم بعينه علي أتباعهم ومريديهم لينتخبوه في حين أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يحظ بالإجماع بين قومه وعشيرته، بل إن عمر بن الخطاب بعد إسلامه كانت له آراء وتوجهات مخالفة للرسول عليه السلام في كثير من المواقف وكان الرسول ينزل علي رأيه.