عند خروجى من إحدى لجان التصويت على الدستور وبعد إجراء جراحة حتمية لإزالة أورام دستور الجماعة الغبية، قابلنى صديقى العنيد قائلا طبعا إخترت أن تقول نعم.. - وأجبته هل لديك شك فى هذا .. ألم تصوت أنت أيضا بنعم؟.. - قال نعم ولكن هذا أمر واقع. - قلت ماذا تقصد بالأمر الواقع؟ - قال هل لدينا خيار آخر .. لقد جربنا جماعة متخلفة لمدة أكثر من 70 عاما تحاول أن تصل إلى الحكم ولما جاءتها الفرصة من خلال تدمير العالم الإسلامى والشرق الأوسط .. أرادت أن تقسم مصر وجلبت الإرهابيين من كل فج وصوب وهذا ما دفعت من أجله أمريكا مليارات لكى تعطى فرصة الحكم للمتشددين إعتقادا منها أن هذا سيبعد إرهابهم عنها. - قلت وما علاقة الدستور الحالى الذى صوتنا عليه وما أرادته الجماعة؟ - قال أليس هذا دستور السيسى؟ - قلت حتى وإن وضعه السيسى كخطوة أولى من خطوات خارطة الطريق .. فإن التوجهات أنه سوف يتم التصويت عليه من كل المصريين الذين إعتادوا التصويت على الإنتخابات .. لاحظ يا سيدى أن السيسى هو من إتخذ القرار بإفشال تدبير الأمريكان وتخليصنا من الإخوان - رد قائلا حتى وإن كانت 25 يناير ليست ثورة وتدبير شيطانى من أمريكا وآخرين لتوصيل الإخوان للحكم وحتى وإن كان 30 يونيو تدبير من المخلصين فى الجيش والمخابرات .. فإننا قتل منا من قتل ورأينا العذاب ألوان سواء من الإخوان أو الأمريكان وعانينا ثلاث سنوات من إقتصاد تركه مبارك مدمرا وأصبح الكثير من أبنائنا بين قتلى وجرحى ثم نعود كما كنا يحكمنا أحد العسكريين. - قلت هل العسكريون ليسوا مصريين؟ - قال بلى ولكن لهم أسلوبهم فى العمل ولا يقبلون غيره وكفانا تجربة أكثر من 60 عاما. - قلت السيسى رجل مختلف .. - قال وما هى أوجه الإختلاف؟ - قلت هو رجل مخلص وأمين ويحب مصر وذكى وشجاع ووطنى. - قال ألم يكن عبد الناصر وطنيا .. ومخلصا وشجاعا وذكيا ويحب مصر؟ - قلت عبد الناصر حورب من إنجلترا وفرنسا فى 56 ومن أمريكا وإسرائيل فى 67 وترصده الإستعمار طوال السنين. - قال كل أهداف عبد الناصر فى بناء جيش قوى وتعليم وصحة وصناعة كانت نبيلة ولكن هل تنكر أن النتائج كانت فاشلة بل كارثية وهل تنكر أنه لم يحترم أهل الخبرة وكان دكتاتورا؟ - قلت نعم ولكن الوقت يختلف والقائد مختلف. - قال كلاهما من الجيش وكلاهما محاط بنفس التحديات. - قلت بالقطع لقد إستفاد السيسى من كل التجارب التى سبقته. - وعبد الناصر كان قارئا جيدا ومثقفا ووقع فى أخطاء جسيمة. - قلت ومن أدراك أن السيسى سيكون مثل عبد الناصر بشكل كلى هذا إسمه عبد الفتاح السيسى والزعيم الخالد كان إسمه جمال عبد الناصر الذى يذكر له التاريخ الكثير مثل تأميم قناة السويس وإخراج الإنجليز من مصر وبناء السد العالى ووضع إسم مصر وإفريقيا والعالم العربى على خريطة العالم السياسية.. ثم أن الفريق السيسى رجل يعرف حدود دينه ومن خلفية إجتماعية تراعى الحقوق وتعرف الوطنية والشهامة والرجولة ومبادئ إبن البلد. - قال هل سيجد السيسى عملا لكل عاطل؟ - قلت نعم ولكن ليس بالريموت كنترول ، المسألة تأخذ وقت ولكنه بالقطع سيبدأ. - قال المسألة تأخذ وقت وتغير النفس البشرية وطريقة التفكير والقيادة تحدث مع الوقت هل تضمن أنه لن يتغير كما تغير مبارك وكما تغير السادات وغير كل من حوله. - قلت هذا يرتبط بمن يحيط بالحاكم ومن هم مستشاروه وبطانته .. ومبارك كان محاطا ببطانة السوء والسيسى لن يقبل بطانة السوء. - قال هل خدعت فى تقبيله لرؤوس آباء الشهداء وهل خدعت أنه يأخذ من ميزانية الجيش لمساعدة الغارمات اللاتى كن مسجونات بسبب كمبيالة أو شيك؟ - قلت لا أنا أحكم على مكنون النفس البشرية من خلال الثقافة التى نشأت فيها والسيسى نشأ فى أسرة طيبة مترابطة ووجدانه سليم وفطرته سليمة وهو لا يتجمل ولكنه يمثل واقعه. - قال هل تقول أن السيسى يعتقد فيما يقول ويقول ما يعتقد؟ - قلت يبدو أن صديقى قد بدأ يفهمنى. - قال هل سيعيد السيسى الأموال التى سرقها آل مبارك.. - قلت هذه مسألة قانونية. - قال ها نحن بدأنا التسويف المسألة تحتاج إتصالات دولية وضغوط على مبارك وآله. - وهو بالقطع سيفعل. - قال عندما يصبح السيسى رئيسا هل سيضع برنامجا لتطوير مصر حتى نلحق ليس بأمريكا وأوروبا بل بالصين والهند وماليزيا. - قلت بالقطع وهو مؤهل لذلك. - قال هل ستتزوج البنات وهل سيجد الشباب فرصة عمل وهل ستتوقف الرشوة والمحسوبية. - قلت هذا ما أراده. - قال نحن نقبل مطالب الجيش حتى لو كنا جوعى فى سبيل التسليح والتدريب ولكن لا نقبل إمتيازات بلا حدود وغير مبررة للجيش. - قلت هو سيفعل ذلك بالقطع جيش قوى بإمتيازات لتحقيق هدف حماية الدولة ولا نقبل غير الإمتيازات المقبولة والمبررة. - قال وهل سيتركه الجيش يفعل. - قلت الجيش يحبه والأمر سيكون إرادة شعبية والجيش جزء من هذا الشعب. - قال يعنى انت مطمئن. - قلت كل الإطمئنان. - قال إذا كنت تعرفه قل له يتخير أهل العلم والتجربة ويتجنب بطانة السوء. - قلت ليس لهذا الحد فأنا لا أعرفه شخصيا ولكن أترقب أفعاله وما إتخذه من قرارات وهو بالقطع سيفعل ولدينا فى الحكومة الحالية خبراء مثل وزير التعليم ووزير الإسكان ووزير التعليم العالى ووزير البترول ووزيرة الإعلام ووزير الزراعة ووزير الشباب، هؤلاء أظهروا كفاءة عالية برغم أن الحكومة مؤقتة .. وأعتقد أن إختياراته ستكون على نفس الدرب. - قال سأنتخب السيسى رئيسا. - قلت هل من أجلى أم أنت مقتنع. - قال لا لأن كل ما قلته كان يدور فى رأسى وأردت أن أوؤكد لنفسى. - قلت على بركة الله نفعل.