أثارت دعوة العشاء التي وجهها وزير التعليم العالي لرؤساء نوادي التدريس الجامعية مساء أمس، الإثنين، جدلا بين أساتذة الجامعات المطالبين بإنشاء نقابة مهنية لأعضاء هيئة التدريس ونشطاء الحركات الجامعية المعارضة؛ حيث اعتبرها هؤلاء ضمن محاولات الوزير شق وحدة الصف الجامعي وإعادة كسب ثقة النوادي للاستعانة بهم لمواجهة تصاعد التأييد الأكاديمي لدعوة إنشاء النقابة. وأشار الدكتور عبدالله سرور، مقرر اللجنة القومية للدفاع عن الجامعة الذي يقف في مقدمة الداعين لإنشاء النقابة، إلي أن الدعوة التي وجهها مكتب الوزير لممثلي النوادي الجامعية للقائه بنادي العاصمة في وسط القاهرة ليس لها تفسير سوي محاولة استقطاب النوادي الجامعية وإنهاء الجفوة التي استمرت طوال الشهور الماضية بين الوزير وبعض رؤساء النوادي علي خلفية مشروع زيادات الدخل المشروطة بالجودة؛ لدعمه في المواجهات القادمة مع أعضاء التدريس المؤيدين لفكرة إنشاء النقابة. ولفت سرور إلي أن تلك الدعوة كانت موجهة بالأساس من نادي تدريس جامعة حلوان لبعض النوادي الجامعية، إلا أن الوزير حدد موعدا آخر وقام بتوجيه الدعوة لجميع رؤساء النوادي عن طريق مكتبه دون وضع أي أجندة عمل للقاء الذي لم يصدر أي بيان رسمي بشأنه من الجانبين مما يطرح علامات استفهام عديدة حول أسباب عقد هذا اللقاء الذي يعقد للمرة الأولي خارج أي منشأة تابعة للجامعات أو الوزارة؛ بالإضافة إلي عدم إعلان الطرفان عن جدول أعمال اللقاء. وأضاف: «أيا ما كان الهدف من وراء ذلك اللقاء فإنه لن يؤثر في المسيرة التي بدأها أكثر من15 ألف عضو تدريس لإنشاء نقابة تعبر عن احتياجاتهم وقضاياهم الملحة، مشيرا إلي أنه سيتم الإعلان عن مشروع قانون النقابة بعد نهاية مهلة الثلاثة أيام المحددة لإدخال تعديلات الأساتذة علي بنود المشروع المقترح». وتابع سرور «سنتقدم بمشروع القانون لرئيس الجمهورية وإذالم يلق المشروع اهتماما من القيادة السياسية سنقوم بإعلان نقابة أعضاء التدريس المستقلة من طرف واحد للحصول علي اعتراف دولي من اتحاد النقابات المهنية. وطالب سرور الوزير بالتوقف عن محاولات شق وحدة الصف الجامعي ومحاولات منح الشرعية لكيانات غير شرعية مثل مجالس نوادي التدريس المزورة وغير المنتخبة من جموع أعضاء التدريس مستطردا «بدلا من أن يقوم الوزير بصرف مخصصات التعليم علي عشاءات عمل متكررة بأفخر مطاعم مصر عليه صرف أموال الوزارة علي أركان العملية التعليمية وحل مشكلة زيادة رواتب أعضاء التدريس». من جانبه قال مصدر مسئول بأحد نوادي تدريس جامعات مصر العريقة إنه لا يوجد سبب واضح للدعوة التي وجهها الوزير سوي أنها تأتي في سياق محاولة تقريب وجهات النظر بين الوزير وبعض رؤساء النوادي الذين هاجموه بشدة خلال الآونة الأخيرة بالإضافة إلي تكريم بعض رؤساء النوادي الجدد، مبررا عقد اللقاء خارج المنشآت الجامعية بأنه اختيار مناسب لتنقية الأجواء في جو هادئ بعيدا عن ضغط الأساتذة المعارضين وعيون رجال الإعلام.