فيما ينذر بتصاعد المواجهات بين وزير التعليم العالي وهيئات التدريس الجامعية، طالبت هيئات نوادي التدريس الجامعية الكيان الوحيد المعترف به رسميا من الدولة القيادة السياسية بإعادة النظر في صلاحية وزير التعليم العالي «هاني هلال» لتولي شئون الجامعات والمراكز البحثية وأهليته لتحقيق تقدم ملموس بجامعات مصر علي الساحة العلمية، مؤكدين تدهور العملية التعليمية والبحثية خلال فترة توليه المنصب الوزاري وأشارت النوادي في بيان لها أمس الجمعة إلي أن موقف أساتذة الجامعات تجاه الوزير إنما يرجع إلي تصرفاته وإهاناته المتكررة لزملائه واتهامه إياهم بالتقاعس عن العمل واستغلال أوضاعهم المالية المتدنية في إلقاء الفتات إليهم بشروط مجحفة وعدم انتظام، بالإضافة إلي سعيه الدءوب إلي شق وحدة الصف الجامعي فيما لا يخدم قضايا الجامعات المصرية والوطن وعمله الدائم للوقيعة بين المجتمع الجامعي وادعائه أن كل من يعارضه مثير للشغب. وأضاف البيان الذي شارك في صياغته 8 من أهم رؤساء نوادي التدريس من بينهم د. مغاوري دياب رئيس جامعة المنوفية الأسبق أمين الحزب الوطني بالمحافظة أن الوزير يسعي منذ أيام إلي شق صف نادي أعضاء التدريس وتقسيمهم إلي معارض ومؤيد لإجهاض المطالب الشرعية لهم، مطالبين زملاءهم في النوادي الجامعية التي لم تشارك في مؤتمر أمس برفض حضور الاجتماع الذي دعا إليه رئيس نادي القاهرة بمكتب الوزير يوم 16 من مارس المقبل، وحملوا من يحضر هذا الاجتماع مسئولية إهدار حقوق أعضاء هيئة التدريس وعدم تلبية مطالبهم وإغراقهم في وعود لم تتحقق، حيث إن الوزير علي حسب قولهم لجأ إلي هذا الاجتماع لإثارة البلبلة فقط وليس لوضع حلول،بدليل عدم استجابته للدعوة التي وجهتها النوادي إليه يوم 15من فبراير الماضي للقاء ممثلي أعضاء هيئة التدريس وحركات الرأي الجامعي. الجدير بالذكر أن البيان الذي أصدرته النوادي يمثل انعكاساً واضحاً للفجوة الواسعة التي باتت تقف بين التقاء الوزير والمجتمعين الجامعي والبحثي وتمثيل واضح لتراجع شعبية هلال داخل الجامعات والمراكز البحثية، خاصة أن بيان النوادي الجامعية التي اعتمد عليها هلال وتحالف معها كثيراً لوأد الحركات الجامعية المعارضة التي طفت علي السطح الجامعي مؤخراً جاء بعد أيام قليلة من الهجوم الذي شنه بعض الباحثين عليه في لقائه بهم. كما جاء بعد ساعات من المواجهة الدرامية بينه وبين مدير مدينة مبارك العلمية الدكتور محمد السعدني، الذي اتهم الوزير أمام لجنة التعليم بمجلس الشعب بإعاقة بعض الأبحاث العلمية المهمة بالمدينة، وهي المواجهة التي أخذت طابعاً شخصياً بعد إطاحة «هلال» السعدني. وكانت النوادي الجامعية قد قررت أثناء اجتماعها بنادي تدريس جامعة الأزهر أمس الأول الخميس دعوة أساتذة الجامعات إلي إضراب تحذيري يتوقف فيه الأساتذة عن العمل لمدة ساعة من الحادية عشرة إلي الثانية عشرة ظهر يوم 23من مارس الجاري، ومناشدة الرئيس مبارك التدخل من أجل صرف مستحقات أعضاء التدريس، ووضع كادر جديد للرواتب، كما قررت النوادي رفض استراتيجية تطوير التعليم العالي والرؤية التي طرحها الوزير مؤخراً في مشروع قانون الجامعات الموحد، ودعوا إلي وضع عبدالرحمن عبادياستراتيجية تأخذ في اعتبارها رأي المجتمع الجامعي.