النجوم اعترضوا على نظام الورشة وكانوا عايزين يحفطوا سيناريوهات وخلاص يسرا اللوزي في مشهد من فيلم هيليوبولس بعد عشر سنوات من العمل في المجال السينمائي كمونتير قرر أحمد عبد الله أن يخرج عن كل القوالب المعتادة، ورفض أن يعمل فيما يطلق عليه «السينما التجارية»، ليخرج لنا بتجربة خاصة جدا هو مؤلفها ومخرجها.. فيلم «هليوبوليس» التجربة الأولي لأحمد عبد الله الذي تنازل فيها عن الميزانية الضخمة، وعن نجوم الشباك، وعن الحملة الإعلامية الكبيرة، لكنه لم يتنازل أبدا عن القيمة الفنية، وصنع فيلما بشروطه متخلصا من شروط المنتجين الباحثين عن الربح المادي فقط، ونجح هو في تحقيق ربح آخر متمثلا في النجاح الذي يحمل مذاقاً مختلفاً لفيلم حصد إعجاب وتقدير محبي فن السينما ورواد المهرجانات التي شارك بها، وإعجاب جمهور احترم كل المشاركين في التجربة.. البعض انتقد فكرة أن يتم ارتجال حوار الفيلم كاملا وأن السيناريو كله كان عبارة عن 13 ورقة كلها سرد للأحداث فقط؟ - هذا الكلام غير صحيح علي الإطلاق، فلم نقم بارتجال الحوار كما تردد، الفكرة كلها أن الحوار جاء بعد مرحلة الكتابة المبدئية للسيناريو عن طريق ورشة بيني وفريق العمل، حيث اقترحنا الحوارات حسب طبيعة كل شخصية، وتاريخها النفسي، وقد تم الاتفاق علي كل تفاصيل الحوار قبل التصوير ولم يحدث أن ارتجل أي ممثل جملة واحدة لم يكن متفقاً عليها. رأي البعض أيضا أن إيقاع الفيلم كان بطيئا جدا؟ - ربما جاء هذا الشعور بسبب عدم احتواء الفيلم علي أحداث كثيرة، فهو كان يسير بطريقة معينة لا تعتمد علي الأحداث، لذا شعر الناس أن هناك بطئا في الإيقاع، وهذا ليس خطئا في المونتاج، فالتقطيع كان مناسبا جدا لطبيعة الفيلم. هل تري أن الجمهور تقبل فكرة الفيلم؟ الفيلم تقبله البعض، ورفضه البعض الآخر، وهذا طبيعي ويحدث مع كل الأفلام في كل العالم، وأنا أري أن الفيلم بسيط جدا، وعادي، ومش محتاج ناس مثقفة علشان تفهمه، فهو لا يخاطب طبقة معينة، أو فئة، محددة، ولا يقدم لمتلق من نوع خاص. هل أبطال الفيلم هم المرشحون الأساسيون أم عرضت الأدوار علي غيرهم؟ - أنا في البداية عرضت الفيلم علي نجوم كبار جدا، لكنني لن أعلن عن أسمائهم، وأدوارهم قدمها عدد من الوجوه الجديدة، وعلي فكرة انسحاب النجوم الكبار من العمل لم يكن سببه الأجر إطلاقا، لكن لم يحدث الاتفاق بيننا بسبب اعتراضهم علي طريقة «الورشة»، وهمّ كانوا جايين يحفظوا السيناريو وبس. في رأيك هل كان من الممكن أن يحقق الفيلم إيرادات أكبر في حالة عدم انسحاب هؤلاء النجوم؟ - أري أن نجم الشباك ليس هو المعيار الوحيد في تحقيق الفيلم لإيرادات، فهناك معايير أخري وهي أن تعمل مع ممثل فاهم تمثيل كويس قوي، وأنا لا أقول هذا الكلام لأنني صاحب نظرية، ولكن باختصار هذه هي وجهة نظري في العمل. ميزانية الفيلم هي أقل ميزانيات أفلام الموسم فهل هذا كان يشكل عائقا أمامك؟ - أنا شخصيا مؤمن بالسينما قليلة التكلفة، ولم أعرض سيناريو فيلم «هيلوبولس» علي أي منتج من منتجي الأفلام التجارية، لأنني غير مؤمن بالأفلام التي تصل ميزانيتها إلي عشرات الملايين، فكل الأفلام التي تتكلف ميزانية ضخمة أفلام تجارية بصرف النظر عما إذا كان الفيلم يحمل اسم مخرج محترم، ولكنه في النهاية يسعي إلي الربح بشكل أو بأخر، وبالتالي هو فيلم تجاري. لكن من حق المنتجين أن يحققوا ربحا فهذا ليس عيبا؟ - أنا أعلم تماما أن السينما التجارية هي المساعد الأساسي لوجود السينما عموما، وهي شيء شرعي، وموجود في كل العالم فكل الأفلام التي تحقق إيرادات عالية في أوروبا هي في الأصل أفلام تجارية، لكن السينما المستقلة شيء مختلف تماما لأنها لا تقف أمام أي عوائق، وأنا بشكل عام أحب هذا النوع من السينما، ولن أقدم في يوم من الأيام فيلما تجاريا، خصوصا أنني عملت «مونتير» لعشرة أفلام تجارية وأعرف كل ما يحدث في المطبخ. لكن إيرادات الأفلام المستقلة ربما لا تشجع كثيرين علي خوض تجارب فيها كثيرا؟ - أنا شخصيا أكسب من تلك الأفلام علي الرغم أنني لا أتقاضي أجرا كبيرا، ولكنه مرض لي أنا شخصيا، وأري أن الحصول علي أجور كبيرة تتجاوز الملايين أمر غير أخلاقي علي الإطلاق. هل ستوافق لو عرض عليك أحد المنتجين الكبار عمل فيلم لكن بشروطك؟ - أي منتج ستكون له متطلبات، وبالتأكيد سنختلف، لأن هناك أموالا كثيرة يتم صرفها في غير موضعها، وأنا لا أحب هذه الطريقة في العمل، وبالتالي سأرفض العرض.