بعد الارتفاع الكبير في عيار 21.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025 بالصاغة    منذ فجر الاثنين.. 126 شهيدا حصيلة القصف الإسرائيلي على غزة    ترامب يلمح إلى إخفاء جو بايدن إصابته بالسرطان خلال فترة الرئاسة    محافظ بورسعيد ووزير الرياضة يدعمان استمرار كامل أبو علي في قيادة المصري    رابط جدول امتحانات الشهادة الإعدادية 2025 ب المحافظات الحدودية    أثبت أني حي لكن لم يعاملوني مثل عبد الرحمن أبو زهرة، وقف معاش الكاتب الصحفي محمد العزبي    المحكمة العليا الأمريكية تؤيد قرار ترامب بشأن ترحيل 350 ألف مهاجر فنزويلي    سفير مصر لدى الاتحاد الأوروبى يستعرض العلاقات المصرية- الأوروبية    استشهاد طفلين في قصف إسرائيلى غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    5 أيام متواصلة.. موعد إجازة عيد الأضحى 2025 في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    مدرب وادي دجلة السابق: الأهلي الأفضل في إفريقيا وشرف لي تدريب الزمالك    المحكمة العليا الأمريكية تؤيد قرار ترامب بشأن ترحيل 350 ألف مهاجر فنزويلي    حريق مزرعة دواجن بالفيوم.. ونفوق 5000 كتكوت    "تيك توكر" شهيرة تتهم صانع محتوى بالاعتداء عليها فى الطالبية    بيان ثلاثي من بريطانيا وفرنسا وكندا يهدد إسرائيل بفرض عقوبات ويؤكد التزامهم بالاعتراف بدولة فلسطينية    محافظ كفرالشيخ: توريد 178 ألف طن من القمح وصرف مستحقات المزارعين بانتظام    التعليم تكشف عن سن التقديم لمرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي    الدولار يتراجع.. أسعار العملات اليوم الثلاثاء بالبنك المركزي (تفاصيل)    مهرجان كان يعدل جدول أعماله بسبب دينزل واشنطن ويفاجئه بجائزة "السعفة الذهبية الفخرية" (فيديو)    عاجل| عرض خليجي خرافي لضم إمام عاشور.. وهكذا رد الأهلي    الأهلي والزمالك.. من يتأهل لنهائي دوري السوبر لكرة السلة؟    يستهدفون علاقات الشعوب العربية.. عمرو موسى يُحذر الشباب من هذا السلوك    مشروعات عملاقة تنفذ على أرض أشمون.. تعرف عليها    تكريم طالبين بجامعة عين شمس لحصولهما على جائزة بمسابقة عمرانية    أحدها لم يحدث منذ 2004.. أرقام من خسارة ليفربول أمام برايتون    4 قرارات عاجلة من النيابة بشأن بلاغ سرقة فيلا نوال الدجوي    الأرصاد تُحذر: شبورة ورياح مثيرة للرمال والأتربة على هذه المناطق اليوم    حبس شاب متهم بالشروع في قتل آخر بالعياط    صيام صلاح مرة أخرى.. ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز بعد خسارة ليفربول    أحمد دياب: إيقاف النشاط أمر غير وارد    الإفتاء: لا يجوز ترك الصلاة تحت اي ظرف    فضل حج بيت الله الحرام وما هو الحج المبرور؟.. الأزهر للفتوى يوضح    محافظ القليوبية يتفقد أعمال تطوير مستشفى النيل ويشدد على سرعة الإنجاز (صور)    سيلان الأنف المزمن.. 5 أسباب علمية وراء المشكلة المزعجة وحلول فعالة للتخفيف    رئيس شعبة مواد البناء: لولا تدخل الحكومة لارتفع سعر طن الأسمنت إلى 5000 جنيه    منافس الزمالك في ربع نهائي كأس الكؤوس الأفريقية لليد    «ليست النسخة النهائية».. أول تعليق من «الأعلى للإعلام» على إعلان الأهلي (فيديو)    إغلاق 7 منشآت طبية مخالفة و7 محال تجارية فى حملة بقنا    وفد قبطي من الكنيسة الأرثوذكسية يلتقي بابا الڤاتيكان الجديد    سامي شاهين أمينا للحماية الاجتماعية بالجبهة الوطنية - (تفاصيل)    عليك إعادة تقييم أسلوبك.. برج الجدي اليوم 20 مايو    تامر أمين ينتقد وزير الثقافة لإغلاق 120 وحدة ثقافية: «ده إحنا في عرض مكتبة متر وكتاب»    حدث بالفن | حقيقة إصابة عبدالرحمن أبو زهرة ب "الزهايمر" وموعد حفل زفاف مسلم    موعد نقل القناع الذهبي لتوت عنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير    أستاذ علاقات دولية: الاتفاق بين الهند وباكستان محفوف بالمخاطر    ما مصير إعلان اتصالات بعد شكوى الزمالك؟.. رئيس المجلس الأعلى للإعلام يوضح    جامعة حلوان تنظم ندوة التداخل البيني لمواجهة تحديات الحياة الأسرية    وزير الاستثمار يتوجه للعاصمة الألمانية برلين لتعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين    هل يوجد في مصر فقاعة عقارية؟.. أحمد صبور يُجيب    شعبة المواد الغذائية تكشف 4 أسباب لعدم انخفاض أسعار اللحوم مقارنة بالسلع التموينية (خاص)    سرعة الانتهاء من الأعمال.. محافظ القليوبية يتفقد أعمال تطوير مستشفى النيل    وزير العمل: قريباً توقيع اتفاقية توظيف للعمالة المصرية في صربيا    هل يجوز للمرأة أداء فريضة الحج عن زوجها أو شقيقها؟.. أمينة الفتوى: هناك شروط    «للرجال 5 أطعمة تحميك من سرطان البروستاتا».. تعرف عليهم واحرص على تناولهم    خالد الجندي: الحجاب لم يُفرض إلا لحماية المرأة وتكريمها    مزارع الدواجن آمنة إعلامى الوزراء: لم نرصد أى متحورات أو فيروسات    ما حكم صيام يوم عرفة للحاج وغير الحاج؟    موعد امتحانات الشهادة الإعدادية بالمنيا 2025.. جدول رسمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سامح عيد يكتب: رسائل البنا التكفيرية.. مرشد الاغتيالات «الحلقة العاشرة»
نشر في الدستور الأصلي يوم 20 - 12 - 2013


مرشد الاغتيالات
اغتيال النقراشى والخازندار والمحجوب والذهبى وتدمير حارة اليهود وتفجيرات سينما ميامى وكوزموس ومحاولة قتل عبد الناصر واستهداف عشرات السائحين أهمّ جرائم الإخوان ومن خرج من عباءتهم


الكتائب الإخوانية التى دعى لتشكيلها البنا منذ تأسيس الجماعة قامت بالعشرات من الاغتيالات والتفجيرات وتدمير المحال

البعد عن الهيئات والأحزاب

«ونحن الآن وقد اشتدّ ساعد الدعوة وصلب عودها وأصبحت تستطيع أن توجِّه ولا توجَّه وأن تؤثِّر ولا تتأثر، نُهِيب بالكبراء والأعيان والهيئات والأحزاب أن ينضموا إلينا، وأن يسلكوا سبيلنا وأن يعملوا معنا وأن يتركوا هذه المظاهر الفارغة التى لا غناء فيها، ويتوحدوا تحت لواء القرآن العظيم ويستظلوا براية النبى الكريم ومنهاج الإسلام القويم. فإن أجابوا فهو خيرهم وسعادتهم فى الدنيا والآخرة، وتستطيع الدعوة بهم أن تختصر الوقت والجهود، وإن أبوا فلا بأس علينا أن ننتظر قليلًا وأن نلتمس المعونة من الله وحده حتى يحاط بهم ويسقط فى أيديهم ويضطروا إلى العمل للدعوة أذنابًا وقد كانوا يستطيعون أن يكونوا رؤساء، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون».

نلاحظ كلامه «ينضموا إلينا، يعملوا معنا»، ثم يتابع بعدها «تحت لواء القرآن العظيم ويستظلوا براية النبى الكريم ومنهاج الإسلام القويم».. نلاحظ «إلينا»! فنحن لواء القرآن العظيم وراية النبى ومنهاج الإسلام القويم، فهى فكرة الأحادية والحق المطلق التى تظهر جليَّةً فى تعبيرات كثيرة، وبعد إصرار الآخرين على أن لا ينضموا إلينا فنلتمس المعونة من الله حتى يحاط بهم ويسقط فى أيديهم ويعملون للدعوة أذنابًا، والله غالب على أمره، ومن الممكن أن نقسم الإسلام إلى ثلاثة محاور المحور الأول هو المطلقات أو الثوابت وهى قطعيات الثبوت والدلالة من المفاهيم العَقَدِيَّة والعبادات والمحرمات تفصيلًا مثل الزنى والربا والخمر والميسر والسرقة وغيرها من الأمور وإن كان بعض التفاصيل قد لا يكون ثوابت مثل الربا، فالربا حرام، ولكن هل البنوك الآن تُعتبر ربا أم لا؟ وما رِبَا الفضل وربا النسيئة، وغيرها من التفاصيل وكذلك الخمر؟ فالتفاصيل نسبية كخمر الشعير هل هو مثل خمر العنب أم بينهما فرق؟ وغيرها من الأمور.

المهم المنطقة الأولى هى منطقة المطلقات، وهى قطعية الثبوت والدلالة والحرام المفصَّل، ونأتى بعد ذلك لمنطقة الاجتهاد الفقهى وهو حوارات الفقهاء وخلافاتهم، مثل الحديث عن ربا الفضل وربا النسيئة وعن خمر العنب وخمر الشعير، ومثل بعض المحرمات الاجتهادية والقياسية مثل التنمُّص أو وصل الشعر والحجاب وأمور أخرى كثيرة اختلف فيها الفقهاء وهى تدخل تحت النسبى والمتغير، أما المحور الثالث فهو الاجتهاد الحركى وهو تفاعل مجموعة من المسلمين بتحقيق بعض قيم الإسلام على الأرض من فعل الخير وصلة الرحم والرفق باليتيم والضعيف وتوزيع الزكاة وبناء المساجد وغيرها فيبدؤون بتكوين مجموعات وأحيانًا بلا مجموعات ولكن مجرد فرد أو فردين يعطى جزءًا من وقته أو كل وقته لفعل الخير، فأحدهم يجتهد ليبنى مسجدًا، وأحدهم يتفرغ لتحفيظ القرآن، أو لتعليم الأميين أو يكوّن جمعية طبية لتقديم الخدمة الطبية بأجر زهيد أو بلا أجر للفقراء وآخر يكوّن جمعية لمراعاة الأيتام، أو يجمع زكاة من يعرفهم من أصدقائه ويحصر فقراء الحى ويتولاهم بالرعاية، أو ربما أحدهم ينذر نفسه للتوفيق فى أمور الزواج بين أهل قريته ومن يعرفهم من عائلته، وآخر يتفرغ للتحكيم بين المتخاصمين سواء فى مشكلات الميراث، ومشكلات الحدود فى الأراضى الزراعية والمشكلات بين الزوجين، وأمور كثيرة يتميز المجتمع المصرى بالتفاعل معها بشكل إيجابى، وربما من ضمنها تكوين جماعات كبيرة ربما يتنوع نشاطها على عدة أمور مما ذكرناها سابقًا، وقد يكون من ضمنها كلمة حق عند سلطان جائر، فعندما تكثر المظالم، فقد يتولى أحدهم جمع المظالم ورفعها إلى الحاكم.

وعمومًا فالاجتهاد الحركى هو أكثر نسبية من الاجتهاد الفقهى لاختلاف الأولويات بين الأفراد، ونظرة التكامل فى هذا الأمر هى الأولى، فعندما يتفرغ أحدهم لبناء المساجد وآخر لتعليم الأميين وآخر لتعليم القرآن، وآخر لرعاية الأيتام، وآخر للرعاية الصحية، وهكذا، فعندها تتكامل الأنشطة لتحقيق الصالح العام للأمة، أما التفاضل فى هذه الحالة فهو الجاهلية والله أعلم، ففى غزوة بنى المصطلق عندما تزاحم مولى عمر بن الخطاب مع أحد الأنصار على الماء واشتبكا وقال أحدهم يا معشر الأنصار وقال الآخر يا معشر المهاجرين وكادا يتقاتلان وقال عبد الله بن أُبَىّ بن سلول «لإن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، إنهم ينطبق عليهم قول القائل سمّن كلبك يأكلك»، ووصل الأمر إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، قال: «أبدعوة الجاهلية وأنا بين أظهركم؟»، فدعوة المفاضلة والتفاضل هى دعوة جاهلية، ولكن نظرة التكامل هى أكثر قابلية للتعايش.

أما تكوين جماعة ذات أبعاد سياسية تريد أن تصل إلى الحكم، فهذا حدث فى التاريخ كثيرًا وهى طبيعة الصراع السياسى على مدار التاريخ تنهار دول وتقوم دول أخرى، ونحن نعرف الصراع الكبير، فى الفتنة الكبرى بين على بن أبى طالب من جهة ومعاوية بن أبى سفيان من جهة أخرى، وأيضًا على بن أبى طالب من جهة والسيدة عائشة وطلحة والزبير من الجهة الأخرى، الذى انتهى بالدولة الأموية بداية بمعاوية بن أبى سفيان ثم انتهاء الدولة الأموية بصراع سياسى وعسكرى قاده إبراهيم الإمام وأبو العباس وغيرهما، وانتصارهم على الدولة الأموية ودحرها، وهكذا دواليك الدولة الفاطمية والدولة العثمانية وغيرها من الأنظمة الحاكمة التى حكمت الأمة الإسلامية فى القرون الماضية، وفى النهاية هذا اختيار يراه أصحابه حقًّا، وعليه أن يتحمل مسؤوليته، لأن أى صراع على الحكم إما أن ينجح وإما أن يفشل ويكون مصيره القتل فى هذه الحالة، هذا من الناحية السياسية والتاريخية لا من الناحية الدينية، ولكن المشكلة أنه يعتبر أن تلك الرؤية السياسية أو الحركية هى منهج القرآن وراية النبى، وهنا يكون الخارج عليه مفارقًا للقرآن منسلخًا عن راية النبى وهذا خروج عن روح الإسلام، والله أعلم.

فمن حق أى شخص أن تتكون له رؤية سياسية، ولكن الصراع السياسى دائمًا يكون دمويًّا، لأنه صراع على سلطة، وقد يكون من وجهة نظر المتزعم لهذا الصراع أنه يصارع ليسحق نظامًا ظالمًا، ليقيم هو نظامًا عادلًا، ولكن هذا الصراع دموى فى النهاية، ونحن نعرف المآلات التى آلت إليها الصراعات السياسية التى قضت على كثير من أبناء وأحفاد على بن أبى طالب ابتداءً بالحسين بن على، ولكن فى النهاية هو صراع سياسى، لم يدَّعِ أحدهم أنه تحت راية النبى ولواء القرآن، وأعتقد أن هذا هو الخطأ الكبير الذى وقع فيه الإمام البنا، والصراعات التى حدثت فى التاريخ الإسلامى كانت مجرد تغيير أسر حاكمة بدلًا من أخرى، ولم يكن من الضرورى أن تكون أكثر عدلًا، ربما كان هناك ميول توسعية، لكل حكومة فتية مستجدة فى الحكم، ولكن العلاقة بين الحاكم والمحكوم لم تكن تتغير كثيرًا، نفس الحكم الفردى الذى كان غشومًا فى أحيان كثيرة.

مصارحة

«أيها الإخوان المسلمون وبخاصة المتحمسون المتعجلون منكم: اسمعوها منى كلمة عالية داوية من فوق هذا المنبر فى مؤتمركم هذا الجامع: إن طريقكم هذا مرسومة خطواته موضوعة حدوده. ولست مخالفًا هذه الحدود التى اقتنعت كل الاقتناع بأنها أسلم طريق للوصول».

«طريقكم هذا مرسومة خطواته، موضوعة حدوده»، من الذى وضع هذه الحدود ورسم هذه الخطوات؟ وأين الشورى والرأى والرأى الآخر الذى كان يتبعه الرسول عليه الصلاة والسلام؟ ويقول بكل وضوح وصراحة «ولست مخالفًا هذه الحدود التى اقتنعت كل الاقتناع بأنها أسلم طريق للوصول، اقتنع هو وليس أحد غيره، وعلى الآخرين اتّباعه لأنه مقتنع بما يفعل، لا يهمّ ما رأيهم، من أراد أن يسير خلفه فليأتِ، ومن لم يشأ ففى اعتقاد البنا أنه أخطأ، بل تجاوز ذلك واعتبره آثمًا، فى تجاوز كبير للمفاهيم الإسلامية الراسخة، بأن كل من بعد الرسول هو بشرى يتحمل الرأى والرأى الآخر.

أيها الإخوان المسلمون

«لم يكلفكم الله نتائج الأعمال ولكن كلفكم صدق التوجه وحسن الاستعداد، ونحن بعد ذلك إما مخطئون فلنا أجر العاملين المجتهدين، وإما مصيبون فلنا أجر الفائزين المصيبين. على أن التجارب فى الماضى والحاضر قد أثبتت أنه لا خير إلا فى طريقكم، ولا إنتاج إلا مع خطتكم، ولا صواب إلا فى ما تعملون، فلا تغامروا بجهودكم ولا تقامروا بشعار نجاحكم. واعملوا والله معكم ولن يتركم أعمالكم والفوز للعاملين»، وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم.

فبعد أن تَحدَّث البنا فى بداية كلامه عن الصواب والخطأ بشكل واضح، وهو ما رسخ فى الفكر الإسلامى منذ التاريخ الإسلامى الأول، إذ يقول الشافعى «رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب»، وحوار الحباب بن المنذر الشهير فى بدر عندما أمرهم الرسول عليه الصلاة والسلام بالنزول عند أول بئر، فسأله الحباب: الوحى أم الحرب والرأى والمشورة؟ قال له: الرأى، قال: ما هذا برأى ولكن ننزل عند آخر بئر فنشرب ولا يشربون. فبداية الإمام البنا موفقة فى حديثه عن الصواب والخطأ، ولكنه لم يلبث أن قال لا خير إلا فى طريقكم ولا إنتاج إلا مع خطتكم ولا صواب إلا فى ما تعملون، وإلا اليقين وتأكيد ما يراه، ثم يقول بعدها: والله معكم ولن يتركم أعمالكم.

متى تكون خطوتنا التنفيذية

«وفى الوقت الذى يكون فيه منكم معشر الإخوان المسلمين ثلاثمئة كتيبة قد جهزت كل منها نفسها روحيًّا بالإيمان والعقيدة، وفكريًّا بالعلم والثقافة، وجسميًّا بالتدريب والرياضة، فى هذا الوقت طالبونى بأن أخوض بكم لجج البحار، وأقتحم بكم عنان السماء، وأغزو بكم كل عنيد جبار، فإنى فاعل إن شاء الله، وصدق رسول الله القائل «ولن يُغلَب اثنا عشر ألفًا من قلة». إنى أقدر لذلك وقتًا ليس طويلًا بعد توفيق الله واستمداد معونته وتقديم إذنه ومشيئته.

هذه المرة أكثر وضوحًا وتحديدًا، عندما يتكون اثنا عشر ألفًا مجهزين إيمانيًّا وروحيًّا، وأعتقد فكرة الإيمان تتجاوز المعنى العامّ فى الفكر الإسلامى وفى السنة النبوية، إلى الإيمان الخاص للطريق الذى رسمه حسن البنا، وأيضًا الإيمان الشخصى به وبزعامته، التى تجعله يسمع ويطيع القائد ولو كان فى السمع والطاعة هلاكه، ويحدد الإمام البنا بكل وضوح، بأنه سيسلك طريق التغيير بالقوة والحرب فى قوله «وأغزو بكم كل عنيد جبار»، وهناك لغة أدبية واضحة فى صياغة العبارات مثل «لجج البحار» و«أقتحم بكم عنان السماء»، مع العلم أن كلام حسن البنا فى مذكراته كان يفتقر إلى تلك الصيغة الأدبية مما يجعلنى أظن أن أحدهم كان يصوغ ما يقوله الإمام البنا من كلمات فى شكل أدبى آسر قد يكون الشيخ أحمد السكرى الذى لم يكن فُصل من الجماعة، أو صالح عشماوى الذى كان كاتبًا محترفًا ورئيسًا لتحرير جريدة الإخوان المسلمين.

مِن تاريخ الاخوان ومَن خرج من تحت عبائتهم

1- اغتيال أحمد ماهر رئيس وزراء مصر فى فبراير 1945.

2- نسف سينما ميامى فى مايو 1946.

3- عمليات نسف سينمات مترو وكوزموس ومتروبول فى 6 مايو 1947.

4- فى 1948 دعوا إلى قتل كل طائفة تمتنع عن إقامة شرع الله.

5- القاضى أحمد الخازندار فى مارس 1948.

6- شهدت مناطق شبرا وروض الفرج وشارع السندوبى ووكر الجيزة ما عُرف ب«جرائم الأوكار» 4 أبريل 1948.

7- تدمير حارة اليهود فى 20 يوليو 1948 بالموسكى.

8- محلات عدس وبنزايون فى أغسطس 1948.

9- حارة اليهود للمرة الثانية خلال عام فى سبتمبر 1948.

10- نسف شركة الإعلانات الشرقية فى نوفمبر 1948.

11- اغتيال محمود فهمى النقراشى فى 22 ديسمبر 1948.

13- محاولة اغتيال إبراهيم عبد الهادى رئيس الوزراء.

14- اغتيال حامد جودة رئيس مجلس النواب فى 5 مايو 1949.

15- محاولة اغتيال جمال عبد الناصر فى المنشية بالإسكندرية 26 يونية 1954.

16- محاولة اغتيال جمال عبد الناصر مرة ثانية فى 1965.

17- محاولة نسف القناطر.

18- اغتيال الشيخ الذهبى فى 1977.

19- اغتيال الرئيس أنور السادات فى 6 أكتوبر 1981.

20- اقتحام مبنى الإذاعة والتلفزيون «ماسبيرو» فى أكتوبر 1973.

21- هجموا على مديرية أمن أسيوط وقتلوا أكثر من 118 جنديًّا وضابطًا فى أكتوبر 1973.

22 - اغتيال الملك يحيى ملك اليمن وأولاده فى فبراير 1982.

23- نفذوا عملية اغتيال الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب فى 12 أكتوبر 1990.

24- اغتيال الدكتور فرج فودة فى 1997.

25- قتل سائح بريطانى قرب ديروط بتاريخ أكتوبر 1992.

26- تفجيرات مقهى وادى النيل فى 1993.

27- قتلوا أمريكيين وفرنسيًّا وإيطاليًّا وطفلة تُدعَى شيماء فى هجوم على فندق «سميراميس» عام 1993.

28- الهجوم على عبَّارة سياحية وقتل سائح ألمانى فى عام 1994.

29- الهجوم على منتجع سياحى وقتل سائحين ألمانيين فى ذات العام 1994.

30- هجومان فى جنوب مصر وقتل سائح بريطانى.

31- فى 1996 نفذوا هجومًا بالجيزة قتلوا خلاله 18 سائحًا يابانيًّا.

32- فى نوفمبر 1997 قتلت الجماعة وذبحت 62 سائحًا بالأسلحة النارية والسكاكين فى ما يُعرف بمذبحة الأقصر وحتشبسوت، واستمرت عملياتهم إلى أن تم الإعلان عن مبادرة وقف العنف فى عام 1997.

وبعد الثورة حدثت أحداث جسام أيضًا، مثل نزول ميليشيات الإخوان لتقف أمام الثوار تحت مزاعم حماية البرلمان، وبعدها توالت الأحداث، ففى يوم حساب الرئيس تم تكسير منصة التيار الشعبى والتعدى على المتظاهرين مما أحدث حالة من العنف والعنف المتبادل، وما حدث فى الاتحادية والمقطم وقتل الجندى وجيكا والشافعى وأحداث بورسعيد، وكذلك مذبحة رفح الأولى وخطف الجنود المصريين، وهتك أعراض فتيات فى ميدان التحرير، ثم كانت الثلاثين من يوليو والعزل، ثم كانت منصة رابعة العدوية التى مورس من منصتها أقوى عبارات العنف اللفظى وبث الكراهية، وبعد فضّ رابعة والنهضة توالت الأحداث من مذبحة كرداسة، تلاها محاولة الهجوم على عدة أقسام وتم إحراق عشرات الكنائس، وبدأت سيناء فى الاشتعال. أحداث يصعب حصرها من محاولة اقتحام للمخابرات إلى تفجير مديرية الأمن إلى مقتل 25 عسكريًّا مجنَّدًا، وبعدها مقتل أحد عشر، وتفجير أوتوبيسات وعربات أمن مركزى، واغتيال أبو شقرة وبعدها محمد مبروك ومحاولة اغتيال وزير الداخلية، والاعتداء على السياسيين أمثال خالد داوود أو أحمد دومة، والاعتداء على السيدات كالسيدة ميرفت أمام مكتب الإرشاد فى المقطم وشاهندة مقلد، والحاجة عطيات، سواء مارس هذا العنف الإخوان المسلمون أو من تبعهم من الجماعة الإسلامية وجماعات السلفية الجهادية، وتنظيم القاعدة، وفى النهاية كل هذه الأفكار خرجت من أفكار حسن البنا وتلامذته سيد قطب ومصطفى مشهور وغيرهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.